كشفت دراسة ميدانية أعدها أساتذة وباحثون من جامعة الجزائر 2، على عينة من شباب العاصمة حول موضوع الهجرة غير الشرعية، عن أن أغلب الشباب الحالمين بالوصول إلى الضفة الأخرى من البحر، يطمحون في تأمين مستقبلهم وتحسين وضعهم المادي والعيش في محيط آمن يضمن لهم كرامتهم. وقال الأستاذ في علم النفس بجامعة الجزائر، عبد الرحمن عزيزو، أمس، في مداخلة له خلال ملتقى وطني نظمته وزارة الشباب والرياضة حول ظاهرة الهجرة غير الشرعية، إن “الدراسة الميدانية التي شملت 375 شاب من سكان الجزائر العاصمة، والذين تتراوح أعمارهم بين 25 و35 سنة بينهم 108 شابة، واعتمدت على أسلوب المقابلة المباشرة، قد توصلت إلى الاستنتاج بأن أغلبهم أبدوا استعدادا لمغادرة وطنهم نحو الخارج”، و«العنصر النسوي أصبح هو الآخر يفكر في الهجرة”. وأرجع الأستاذ السبب إلى “التحول الاجتماعي الذي يطرأ على مجتمعنا وكذا اختلال سلم القيم، وأيضا شعور الشاب بالظلم وبعدم المساواة، والتي لا بد من إعادة النظر فيها لجعل الشاب الجزائري يشعر بالفخر”. من جهته، سلط الأستاذ بالمدرسة العليا للأساتذة، عبد القادر تومي، الضوء على الصراع النفسي الذي يعاني منه شبابنا بين الهوية التي صنعها والهوية التي يحلم بها، والتي هي في الحقيقة ليست سوى تصور نسجه خياله عبر مشاهدة الفيديوهات والصور على الفايسبوك و«الميديا”. وتناول الأستاذ الظاهرة أيضا من جانبها الاجتماعي قائلا: “يصعب علينا نزع فكرة الهجرة من شاب يعيش المأساة وبحاجة إلى وظيفة وراتب شهري”. أما عن الجانب التاريخي والجغرافي فيرى أن “البعض من الشباب يرون أنه لا بد من استرجاع حقوقهم الضائعة بسبب المستعمر السابق، وما زاد الطينة بلة هو قرب الضفة الأخرى من البحر على الجزائر”. كما أشار إلى “نقص الوازع الديني وعدم اقتناع الشاب بالمكتسبات التي حققها في بلده، فيقع ضحية ركوب رحلات الموت”.