تطرح العودة القوية لظاهرة "الحرقة" إلى الواجهة العديد من الأسئلة عن الأسباب الخفية التي تدفع بالمغامرين الشباب إلى الاستنجاد بقوارب الموت بحثا عن حياة أفضل وراء البحار. وفي هذا السياق، اجمع الأئمة والسياسيون والمختصون الاجتماعيون والقانونيون، كل حسب قراءته، على نبذ ظاهرة الحرقة ووصفوها بأنها "إلقاء بالنفس للتهلكة" وبين التحريم والتجريم والإدانة، أكد المتحدثون ل "الحوار" أن الظروف المعيشية في الجزائر باتت مشجعة على تزايد مثل هذه الظواهر، محذرين الشباب من مغبة الدخول في دائرة اليأس والانصياع خلف عصابات تتاجر بأرواحهم وتسهل لهم ركوب قوارب الموت نحو اوروبا. – قوارب الموت لن توصلكم إلى الجنة في هذا الصدد، قال القيادي البارز في حركة مجتمع السلم حمس، أبو سراج طيفور، إن السبب الرئيس هو عدم وجود أي أمل في فرصة من التعبير عن الذات، سواء العمل أو غيره من المشاريع، والذي نتج عن فشل السلطات الوصية –حسبه- في تحقيقق التنمية الشاملة، معتبرا ان المصالح الرسمية لم تعالج الظاهرة بكل الأبعاد بما يخرج البلاد من التخلف السياسي والاقتصادي والعلمي، وهو الأمر الذي سيفاقم أكثر من الظاهرة، خاصة في الوقت الذي تستفيد فيه أطراف داخلية وخارجية من هذه الظاهرة التي اتخذتها حرفة للاتجار بهم. وأشار طيفور في حديثه ل "الحوار"، إلى أن الظاهرة لم تعد تقتصر على العاطلين عن العمل، بل وسعت بشكل كبير لتشمل جل فئات المجتمع من مختلف القطاعات: أطباء ومهندسون وغيرهم من الكفاءات من الذين يئسوا من بناء مشاريع تجارية واقتصادية، بل وانعكاس الأوضاع السياسية والاقتصادية غير المستقرة للبلاد على الأفراد الذين شعروا بعدم الاستقرار النفسي في ظل هذه الظروف، قائلا: "في الوقت الذي تتحدث فيه المصادر الرسمية عن تدني نسب البطالة تأتي الأرقام لتقول غير ذلك". في السياق، يرى ذات المتحدث أن الحل الأمثل لهذه القضية يكمن في ميلاد رؤية تنموية شاملة على كافة المستويات، تستشرف المستقبل وترسم الرؤيا والمخططات المعالجة لهذا، منتقدا الحلول الجزئية والظرفية المطروحة، والتي تسكِّن الظاهرة دون أن تعالجها. من جهة أخرى، أفاد الأمين العام لجبهة القوى الاشتراكية الافافاس، محمد حاج جيلاني أنه وكمواطن جزائري يتأسف لكل تلك الأرقام الرهيبة لعدد الجزائريين الذين اختاروا الهجرة عبر قوارب الموت، مضيفا في اتصال هاتفي مع "الحوار" أن جل من يفكر في اختيار سبيل الحرقة عليه أن يدرك أن الجزائر هي بلده الأول والوحيد، وما يجده من ود فيها لن يجده في كل دول العالم. وفي سياق آخر، دعا حاج جيلاني السلطات الرسمية إلى ضرورة الاستماع لكل من عايش تجربة الهجرة غير الشرعية من أجل عدم تفاقم هذه الظاهرة مسبقا. من جانبه، أبدى النائب عن الجالية الجزائرية في المهجر سمير شعابنة، تأسفه من صور الحراقة التي تقاذفتهم الأمواج، معتبرا أنها ليست بالجديدة لأنها مشكلة لها العديد من الامتدادات والجذور التاريخية، وفي هذا الصدد روى ذات المتحدث في اتصال هاتفي مع "الحوار" عديد القصص المؤلمة التي عاشها طيلة تجربته كمراسل للتلفزيون العمومي في فرنسا أو كنائب كبرلماني. من جانبه، قال رئيس حركة الاصلاح فيلالي غويني، إن ظاهرة الهجرة غير الشرعية عرفت توسعا، لافتا في الآونة الاخيرة حيث بلغت معدلات قياسية في سنة 2017 مقارنة بالسنوات التي قبلها، حيث ارتفع عدد المهاجرين غير الشرعيين في قوارب الموت إلى شكل كبير، بل وتوسعت رقعتها لتشمل العديد من الفئات على غرار الشباب من النساء وحتى الرضع، كما أنها أصبحت تستهدف حتى النخب من أطباء ومهندسين، مشددا على أن العلاج الردعي الذي انتهجته السلطات الوصية أقرته في شكل قوانين وعقوبات لم يأت بنتيجة فعالة، خاصة وأنه لم يتكفل بدراسة موضوعية والتكفل بالمطالب الاجتماعية لهؤلاء، يقول غويني. وأرجع فيلالي غويني في حديثه ل "الحوار"، سبب تفشي الظاهرة وتوسعها إلى انعدام الظروف الاجتماعية الملائمة للشباب، والبيروقراطية التي تجذرت في الإدارات الجزائرية، ناهيك عن صد السلطات الوصية لأبواب الحوار أمامهم، فضلا عن انعدام فرص العمل وهي أسباب دفعت بالشباب إلى هجرة الوطن بهذه الطريقة الخطيرة، محذرا المواطنين الذين يفكرون في الهجرة، مما سيجدونه هناك، متابعا بالقول: "إن قوارب الموت لن توصلهم إلى الجنة، بل ظروف اجتماعية اقسى من التي كانوا فيها، ووضعية صعبة في ظل انعدم وثائق تمنعهم حتى من التنقل والحركة"، داعيا في ذات الصدد السلطات الوصية إلى التكفل بالشباب، من خلال إطلاق حملة توعوية وتربوية نفسية تشرح لهم أوضاع هؤلاء وتضعهم أمام الصورة الحقيقية التي هم فيها والاخطار التي تتبع هذه الظاهرة، دون الاكتفاء بالشق الردعي والعقوبات التي اثبتت محدودية نتائجها في ظل توسع وارتفاع ركاب قوارب الموت. من جهته، أبدى النائب عن الجالية الجزائرية في المهجر سمير شعابنة، تأسفه من صور الحراقة التي تقاذفتهم الأمواج، معتبرا أنها ليست بالجديدة، لأنها مشكلة لها العديد من الامتدادات والجذور التاريخية، وفي هذا الصدد روى ذات المتحدث في اتصال هاتفي مع "الحوار" عديد القصص المؤلمة التي عاشها طيلة تجربته كمراسل للتلفزيون العمومي في فرنسا أو كنائب كبرلماني.
* الأزمات الاقتصادية تفشي الظاهرة شعابنة قال إن أحد أهم الأسباب التي تؤدي إلى تفاقم مشكلة الحرقة في العديد من دول العالم الثالث وبعض دول آسيا وأمريكا اللاتينية هو الأزمات الاقتصادية التي تعاني منها، مما ينجر عنه ارتفاع نسبة البطالة وبعض الآفات الاجتماعية، مما يدل على أنها أزمة عالمية ولا تخص الجزائر فقط. وبخصوص معالجة هذه المشكلة، أكد ذات المتحدث أنه يجب أن تتم من المصدر، لأن محاولة تغيير آراء الشباب المقبل على الحرقة هو ضرب من المستحيل، قياسا بالغزو الثقافي الذي يشهده هذا العصر، بالإضافة إلى بعض الذهنيات التي لا زالت تصر على تصوير أوروبا كجنة فوق الأرض ولا تنقل الحقيقة عن المعاناة هناك رغم أنها تواجه العديد من المعوقات في حياتها اليومية. هذا وأفاد شعابنة بأن مشكلة الهجرة غير الشرعية لا تقتصر لا من يركب قوارب الموت، بل تتعداها حتى إلى الذين يذهبون بتأشيرة ويقررون البقاء مدى الحياة هناك هربا من الظروف التي يعيشونها في وطنهم الأم. أما نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني المكلف بالجالية جمال بوراس، فقد كشف في حديثه ل"الحوار" عن الاقتراح الذي سيقدمه داخل قبة زيغود يوسف والمتمثل في تأسيس جمعية وطنية هدفها الوحيد محاربة ظاهرة الحرقة والاستماع لكل من مر بهذه التجربة ونجا منها من أجل نقلها والاستفادة منها، مؤكدا سعيه الحثيث من أجل استحداث وزارة خاصة بالشؤون الاجتماعية التي سيكون لها الصبغة التنفيذية بهدف اتخاذ إجراءات خاصة وميدانية من أجل حل مشاكل الجزائريين الموجودين هناك، داعيا أيضا إلى الاستماع لتجارب الذين ركبوا قوارب الموت والسعي نحو إعادة إدماجهم في المتجمع لأنهم سيبقون أبناء الجزائر رغم كل شيء، يضيف ذات المتحدث.
– الحرقة لا تجوز شرعا لأنها تعتبر إلقاء بالنفس إلى التهلكة ولم يختلف رأي رجال الدين حول المسألة حيث نددوا بقوة الطريقة التي يختارها الكثيرون للالتحاق بأوروبا حيث قال المسؤول الأول عن نقابة موظفي الشؤون الدينية، جلول حجيمي أن الأئمة لهم دور كبير في الحد من مخاطر الحرقة أو الهجرة غير الشرعية عموما، على اعتبار أنهم يجب أن يشددوا على أن أوروبا ليست جنة، كما أن الطريقة التي يختارها الكثيرون عبر ركوب القوارب تحتوي العديد من المخاطر. حجيمي دعا الشباب إلى النظر نحو العديد من الأشياء الإيجابية في الجزائر كرغبة العديد من الأجانب القدوم إليها من أجل العمل وكسب القوت، قائلا "إن الكثيرين لا يدركون أن بلادنا مقصد هام وسوق اقتصادية للكثير من الدول، كما أن مجرد الوصول إلى أوروبا لا يعني إطلاقا الوصول إلى الجنة بل العكس". في حين أكد رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين عبد الرزاق قسوم، على ضرورة تحليل أسباب تفاقم هذه الظاهرة في الآونة الآخرة بكل علمية وموضوعية بعيدا عن العاطفة، مصرحا بالقول: "أولا يجب أن ندرس لماذا يقدم الشباب على مغامرة الموت" ثانيا "ما هي الدوافع التي تجعله يضحي بعائلته ووطنه من اجل غد قد يكون غير واضح ومستقبل مجهول رغم أنه يدرك جيدا أن ما ينتظره عبر الإقدام على تلك المخاطرة". هذا وأضاف ذات المتحدث أن الجميع مسؤول عن مصير ذلك الشاب الذي اختار الحرقة لأننا يجب أن نوفر له أسباب الحياة والعمل والسيادة والكرامة من أجل إثنائه عن قرار الهجرة غير الشرعية، مؤكدا انه بقدر ما يلوم الجزائري على اختياره هذا الطريق يلوم أيضا كل الأوساط الجزائرية من مجتمع مدني إلى جامعة وحتى هيئات رسمية لأنها لم تسع بشكل جدي نحو إنهاء مشكل الحرقة. من جهته، أفاد إمام مسجد القدس بحيدرة، جلول قسول، أن مشكلة الحرقة تعتبر ظاهرة مرضية وآفة تضرب الشباب الجزائري في العمق، مضيفا بالقول: "حتى من لم تتوفر له الإمكانات من أجل الذهاب في قوارب الموت له رغبة قوية في الحرقة". هذا وأضاف ذات المتحدث قائلا في السياق "إن اختيار الذهاب إلى أورربا بتلك الطريقة يعتبر انسلاخا عن الوطنية التي يجب أن يتربى عليها الشباب الجزائري لكي لا يقدم على تلك المخاطرة". ومن الناحية الشرعية، قال قسول "الحرقة لا تجوز شرعا لأنها تعتبر إلقاء بالنفس إلى التهلكة"، مؤكدا بالمقابل أن "العديد من الأطراف تساهم في صب الزيت على النار عبر تحريض الشباب الجزائري على الحرقة عن طريق تسويد صورة الأوضاع الاجتماعية".
–الحرقة ظاهرة جماعية وليست فردية في السياق ذاته، أشار المختصون الاجتماعيون إلى أهم الأسباب التي تقف وراء تفاقم هذه الظاهرة، والتي تدفع بالشباب في مقتبل العمر إلى المغامرة بحياتهم للالتحاق بالدول الأوروبية على غرار إسبانيا وإيطاليا، حيث في هذا الصدد أكد استاذ علم الاجتماع يوسف حنطابلي أن ظاهرة الحرقة موجودة، لكنها تضاعفت في الفترة الأخيرة نتيجة الخطاب السياسي والإعلامي المحبط الذي يغلق الآفاق أمام الشباب، ولان للبحر رمزية فتح الآفاق، فإن الشباب يقبل على المغامرة جماعيا حيث يخف عنده الشعور بالخوف من المخاطر. قال الخبير يوسف حنطابلي في تصريح ل"الحوار" تعليقا على تنامي ظاهرة "الحرقة" في الآونة الأخيرة "لدينا في علم الاجتماع ما يسمى بقانون المحاكاة، وهو الإقبال على الشيء إذا زاد الحديث عنه، مما يخلق لدى الشخص الإغراء بالقيام بالأمر المحضور الذي يكثر الحديث عنه"، وبحسب ما ذهب إليه المتحدث فإن ظاهرة الحرقة موجودة وليست جديدة "الظاهرة موجودة منذ سنوات، لكن الحديث عنها في الآونة الأخيرة كثر في وسائل الإعلام وفي الأوساط الاجتماعية، ما فتح شهية الشباب لخوض المغامرة" إضافة يقول إلى أن "البحر يرمز إلى آفاق مفتوحة ونتيجة خطاب الأزمة والتقشف يستوحي الشباب بأن هناك آفق مفتوح وراء البحار، وبالتالي يقبل على الحرقة وهي ظاهرة جماعية وليست فردية". وفي هذه النقطة، يوضح الدكتور حنطابلي "الهجرة عندما تكون فردية، فهي شرعية يأخذ الشخص ترتيباته وتأشيرة ويسافر، لكن الحرقة تحصل جماعيا، وعندما تكون الجماعة تخف صورة المخاطرة، فرغم صور الموت والغرق التي يعرفها الحراقة، إلا أنهم يقبلون على ركوب البحر وتخف لديهم مخافة المغارة". كما يضيف المتحدث بخصوص اقبال عائلات بأطفالها على ركوب البحر والمغامرة "لا يمكن أن نتصور في علم الاجتماع أن يكون هناك سلوك مستمر في الزمان والمكان في قضية الهجرة غير الشرعية مثلا، دون ان يكون هناك ضمانات من الجهة المقابلة، اي من وراء البحر، من سبقوا في المغامرة من اهل وأصحاب هم من يشجعون الشباب على الإقبال عليها بتطميناتهم بأن بعد المغامرة تفتح الآفاق". في نفس السياق، يقول "لا نعرف طبيعة هذه العائلات التي تركب البحر ومعها الأطفال ولا من هي وما هي دوافعها، ان دوافعها اقتصادية اجتماعية، لكن الحقيقة ربما تكون غير ذلك، فيها الدوافع الأخلاقية أو المتابعات القانونية وغيرها". وبصفة عامة يؤكد الخبير يوسف حنطابلي أن كثرة الحديث عن الموضوع يلهم الشباب بخوض المغامرة وهذه قاعدة سوسيولوجية. وأرجع من جهته الخبير القانوني طارق مراح، استفحال ظاهرة الهجرة غير الشرعية في البلاد من طرف الشباب خاصة في السنتين الأخيرتين، إلى أن الأوضاع الاقتصادية والسياسية كان لها وقع كبير في نفوس الجزائريين وإحباطهم، ما جعلهم يتوجهون نحو الشمال للبحث عن العمل والاستقرار، ناهيك عن تسريح العمال وتفاقم البطالة خاصة بعد الازمة الاقتصادية الخانقة التي تعيشها البلاد، التي نجم عنها كل ما مرده إحباط الشباب وانسداد افقه، ما جعل الشباب يقتنع من عدم جدوى بقائه في الجزائر والتوجه إلى الجنة الموعودة بحسب اعتقادهم.
* القانون يعاقب بالحبس لمدة تصل إلى سنة حبسا نافذا وانتقد مراح في حديثه ل "الحوار" تجريم القانون لهذه الظاهرة التي يعاقب عليها القانون بالحبس لمدة تصل إلى سنة حبسا نافذا، إضافة إلى غرامة مالية تصل إلى 50 ألف دينار، معتبرا أنه لا جدوى من تجريم هذا الفعل بدليل أن الشباب يقدم نفسه مجانا لحوت البحر، مؤكدا أن الحل يكمن في معالجة هذه الظاهرة من أساسها، وفتح الأفق أمام الشباب وإعطائه أملا حقيقيا في بناء مشاريع حقيقة تسمح بدمجهم مجددا في المجتمع، وبناء سياسة جديدة لهم. وفي السياق ذاته، قال رئيس الاتحاد العام للجزائريين بالمهجر سعيد بن رقية، إن 90 بالمائة من الحراقة الذين ينجحون في البقاء في مراكز احتجاز المهاجرين غير الشرعيين يجدون أنفسهم مطرودين ومشردين بعد دراسة ملفاتهم، معتبرا أن الظروف المأسوية التي يقابلها الحراقة الجزائريون تستدعي تظافر جهود السلطات والمجتمع المدني للتصدي لهذه الظاهرة، خاصة أن الهجرة برا". ولا تعد مغامرة ركوب البحر نهاية المطاف بالنسبة للمقبل على هذه المخاطرة "بعد النجاح في عبور الحدود بمساعدة مافيا الاتجار بالبشر مقابل الملايين، يتم دخول الحراقة عن طريق جوازات مزورة، ويتم إدخالهم عن طريق الحدود البرية المغربية، ويذهب معظمهم إلى مراكز الاحتجاز في سبتة ومليلية، وهي مراكز اعتقال فيها شرطة وإداريون. وجزء آخر يبقى خارج هذه المراكز لأسباب متعددة يبيتون في العراء في البرد القارص تحت الجسور وفي الغابات معرضين لجميع المخاطر". وفي مواصلة روايته عن ظروف هؤلاء، قال بن رقية ل"الحوار" بأنه وفي حال نجاح هؤلاء في البقاء في هذه المحتجزات المخصصة للغرض "معظم الوافدين عن طريق الهجرة البرية أو قوارب الموت ينتهي بهم المطاف إلى طلب اللجوء وهم لا يعرفون ما هو اللجوء. يدخلون إلى هذه المراكز المجهزة لهذا الغرض والممولة من قبل إسبانيا والاتحاد الاوروبي تدرس ملفاتهم، وبعد سنة يمنحون بطاقة حمراء كطالب لجوء وينتهي الأمر ب90 بالمائة منهم بالطرد خارج هذه المراكز، لأن الجزائر لا تدخل ضمن الاتفاقية وليست مصنفة ضمن الدول معرضة للخطر والتي بها مشاكل أمنية وفيها حروب".
* هكذا يعيش الحراقة في ديار الغربة في سياق تفصيلي عن ذلك، أوضح ممثل المهاجرين "في هذه المراكز تعطى الأفضلية للعائلات عندما يكون فيه أطفال لمنحهم تصريحا بالمرور لشمال اسبانيا. أما العزاب من شباب وبنات فيلقون صعوبة للخروج من تلك المراكز، ما يضطر معظمهم إلى عقد قران غير شرعي ولا قاعدي من أجل المرور إلى شمال اسبانيا، وهناك تلاقيهم مشاكل جمة، خاصة في حال إذا وجد أبناء، داعيا عبر صفحات "الحوار" الشباب الجزائري الحالم بأرض الميعاد في أوروبا "لا تغامروا بحياتكم حتى توضعون في السجن وتهان كرامتكم، أوروبا ليست جنة الفردوس. إذا كان لا بد من المغامرة غامروا في وطنكم واجتهدوا في بناء مستقبلكم في وطنكم، لأن للوطن كرامة وكرامتكم بين أبناء بلدكم، فلا الغربة ولا المهجر يحميكم، بل قد تقضي على حياتكم وكرامتكم". إعداد: أم الخير حمدي \غنية قمراوي \ مولود صياد