لا يزال وزير الشباب والرياضة، عبد الرؤوف سليم برناوي، المرشح الأبرز لتسليم كأس الجزائر بعد أن تأكد غياب رئيس الدولة عبد القادر بن صالح، في وقت يبقى الوزير الأول نور الدبن بدوي، حسب مصدر عليم، مترددا جدا في الحضور إلى تشاكر بسبب ما يبدو تخوفا من مواجهة الجمهور الحاضر من جهة وبسبب ما يتردد أيضا عن إمكانية رحيله من منصبه، آخر الأخبار تحدثت عن إمكانية حضور الوالي الأسبق لسطيف خلال مرحلة ما بين الشوطين. هذا وسيغيب قائد الأركان ونائب وزير الدفاع، أحمد ڤايد صالح، بدوره عن حضور النهائي، خاصة بعد قرار تأجيل نهائي الكأس العسكري الذي يجري عادة كمباراة رفع الستار للنهائي "المدني". يذكر أن آخر نهائي لكأس الجزائر شهد حضر رئيس الجمهورية يعود إلى 2012 وكان شباب بلوزداد طرفا فيها وعرف تسليم الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة الكأس للبطل وفاق سطيف.
"الثامنة.. في بلوزداد" مثل طائر الفينيق الأسطوري الذي يحيا من رماده كان حال شباب بلوزداد هذا الموسم، الكل حكم عليه بالسقوط بعد بداية موسم كارثية وغير مسبوقة في تاريخ الكرة الجزائرية لكنه عرف كيف يواجه مصيره ويرفع التحدي ويعود بقوة ليحقق أكثر مما كان يطمح له أنصاره ومحبوه، بالحفاظ على مكانته مع أندية النخبة وهذا من خلال وصوله لتنشيط نهائي كأس الجزائر أمام شبيبة بجاية. ويدين شباب بلوزداد بكل شيء لمالكه الجديد "مادار القابضة" التي رفعت الغبن عن هذا الفريق وغيرت وجهه وتقوده حاليا لتحقيق نقلة نوعية في كل شيء وهذا بفضل الإمكانات المادية الكبيرة التي وفرها والتي رافقها بتسيير مثالي قاده رئيس النادي شرف الدين عمارة، من خلال قرارات مدروسة منها خيارات المسيرين والمدربين التي ساهمت في تحقيق هذا المشوار المثالي. وعلى عكس ما يحدث مع الأندية التي ترافقها شركات وطنية وخاصة، "مادار" هي صاحبة مشروع رياضي كبير خطه شرف الدين عمارة، يمتد من الفريق الأول للأصناف الصغرى، من خلال تعيين طاقم فني كفء يقوده بوعلام شارف الذي يسهر على إطلاق مشروع مركز التكوين الخاص بالشباب. مشوار شباب بلوزداد هذا الموسم كان أشبه بالحلم وحلم التتويج ب"الثامنة" يراود كل محبي الألوان الحمراء والبيضاء، هؤلاء الذين باشروا الاحتفالات قبل أيام في معاقل النادي بمختلف شوارع العاصمة وحتى خارج الوطن وكلهم قناعة بأن الفريق الذي أبهر المتتبعين خلال النصف الثاني من البطولة والذي أزاح من طريقه إلى النهائي رقم 11 أندية عريقة مثل دفاع تاجنانت وشباب باتنة ونصر حسين داي وأخيرا شباب قسنطينة لن يضيع حتما فرصة معانقة معادلة الرقم القياسي في عدد التتويجات والالتحاق بفريقي وفاق سطيف واتحاد الجزائر صاحبي الثماني كؤوس في ما يبدو أنه سيكون فاتحة لألقاب جديدة برعاية "مادار". شبيبة بجاية تحلم بالثانية رغم أن ظروف التحضير لم تكن في مستوى الحدث مقارنة بالمنافس، إلا أن البجاويين جاهزون لرفع التحدي وإحراز التاج الثاني. يجمع الكل على أن الفريق لم يتمكن من إجراء التحضيرات التي كان يرغب فيها بسبب توقف البطولة منذ بداية ماي الماضي وجهل تاريخ تنظيم النهائي، إضافة إلى مقاطعة التدريبات من طرف اللاعبين احتجاجا على عدم تلقيهم مستحقاتهم العالقة. هذه الظروف أخلطت أوراق المدرب التونسي معز بوعكاز الذي حرص في الأيام الأخيرة على تجنيد طاقات أشباله الذين استجابوا بالتضحية بعطلة عيد الفطر بالتواجد في العاصمة في إطار التربص المغلق الذي تخللته مباراة ودية ضد المنتخب العسكري، كما ركز على الجانب النفسي بإبراز أهمية هذه المحطة في مشوار أي لاعب وقد لا تتكرر وعليه يجب استغلالها على أكمل وجه بضمان مردود إيجابي قد يساهم في التتويج الثاني يلي ذلك الذي حققه الفريق عام 2008. رفقاء القائد بن مسعود أكدوا كامل استعدادهم لإسعاد الأنصار وتشريف المنطقة، مصرين على عدم الاكتراث لقيمة المنافس الذي يزخر سجله بسبع كؤوس وحجتهم في ذلك أنهم لم يصلوا إلى الدور النهائي بالصدفة بل عن جدارة واستحقاق، عقب إقصاء فرق من القسم الأول وهي جمعية عين مليلة ونادي بارادو ووفاق سطيف، وهذا يعني أنهم سيدخلون إلى الميدان دون أي عقدة. تبقى الإشارة إلى أن صخرة الدفاع معمر يوسف سيغيب بداعي الإصابة، ما أقلق أسرة الشبيبة، غير أن المدرب بوعكاز وعد بإيجاد الحل المناسب وقد يشكل محور الخط الخلفي من علالي ومدور وسيعمد إلى شل حركة القلب النابض للشباب أمير سعيود والحيطة من كراته الثابتة، كما سيوصي مهاجميه بانتهاز كل الفرص لمباغتة الحارس سي محمد سيدريك الذي كانت الشبيبة أول وجهته يوم قدم إلى الجزائر.