حالة تأهب قصوى في المؤسسات الاستشفائية لاستقبال ضحايا لسعات "زيكا" و"دنغ" تواجه الجزائر حاليا، خطر انتشار فيروسات خطيرة بسبب عدم تحكمها وسيطرتها على الانتشار المخيف لبعوضة النمر التي اكتسحت كل الولايات وتسببت في مضاعفات خطيرة للمصابين، حيث تشهد مصلحة الاستعجالات وحتى الطفولة، عبر الوطن، حالة استنفار غير مسبوقة، وإن كانت وزارة الصحة قد أكدت عدم تسجيل أي مرض متنقل لحد الآن، إلا أن الأطباء العاملين على مستوى هذه المصالح، يحذرون من انتشار أصبح "وشيكا" لفيروسات قاتلة ك "زيكا" و"دنغ" في ظل النقص الفادح للأدوية والتكفل على مستوى مصلحة الأمراض المعدية. أرجع الدكتور عبد الرحمان محمدي، طبيب عام في مستشفى البليدة، الانتشار المخيف لبعوضة النمر، إلى موجة الحر التي سبقتها تسجيل عدة فيضانات شهدتها مختلف الولايات قبل أسابيع، فضلا عن الانتشار الواسع وغير المسبوق للنفايات والأوساخ والمياه الراكدة والقذرة في الأودية وأقبية العمارات، وفي أوساط التجمعات السكنية، وهو ما خلّف، حسبه، مناخا خصبا لتكاثر هذا النوع من البعوض وساهم في انتشاره وتزايد أعداده بشكل ملحوظ. وقال محدثنا، إن الجزائر لم تعرف بعوضة النمر إلا مؤخرا، مما صعَّب من عملية التعرف عليه، كما أن المناعة لدى السكان، لم تتطور خاصة ضد ما تنقله لسعاته من فيروسات وما تسببه من أمراض خطيرة، وهي فيروسات مسؤولة عن الكثير من الأمراض الفيروسية مثل "زيكا" وفيروس حمى الضنك القاتلة التي تظهر أعراضها بعد أربعة أيام إلى سبعة أيام من لسعة البعوضة الحاملة للفيروس، ومن أعراضه حمى شديدة وآلام في المفاصل والعضلات وآلام خلف العينين مصحوبة بصداع شديد يمكن أن يتسبب في دخول المريض لمصلحة الإنعاش في بعض الحالات. ولمحاربة بعوضة النمر التي قد تتسبب في انتشار فيروسات "زيكا" و"دنغ" القاتلة إذا ما استمر الوضع الصحي على ما هو عليه، شدد الدكتور محمدي على ضرورة العمل بشكل رئيسي على محورين أساسيين، بداية من إزالة جميع المياه الراكدة من المحيط العمراني ورفع النفايات وتنظيف مكانها واستخدام المواد الطاردة والقاتلة للبعوض، الذي يكثر تواجده في المياه الراكدة وخزانات المياه. وتبيض البعوضة في المياه، لذا وجب، يضيف، التخلص من المياه الراكدة التي تشجع على تكاثر البعوض حول المناطق السكنية وتغيير الماء في الحدائق والمزهريات عدة مرات في الأسبوع ، ولا بد من إزالة الإطارات المستعملة وأي شيء آخر يمكنه تخزين مياه وتغطية خزانات المياه واستعمال مبيدات يرقات البعوض. وأشار نفس المتحدث، إلى أنه تم تسجيل العديد من حالات الإصابة بلسعات بعوضة النمر حاليا في مختلف مناطق الوطن وفي مصلحة طب الأطفال بالمركز الاستشفائي الجامعي بالبليدة، وهي إصابات تم تسجيلها في مختلف المؤسسات الاستشفائية، محذرا من عدم التحكم في انتشارها، لأنه لا يوجد دواء لحد الساعة، يقول، يقضي على الفيروس بحد ذاته، فالتكفل يكون عن طريق أدوية وقائية من مضاعفات الإلتهاب الفيروسي وتعزيز مناعة المريض، لأن جهازه المناعي هو الوحيد القادر على القضاء على الفيروس ووضعه تحت المراقبة الطبية. ولم يخف محدثنا العجز المسجل على مستوى مصلحة الأمراض المعدية، حيث قال إن "الجزائر لازالت تفتقر للكثير من الضروريات لمواجهة هكذا أمراض.."، وجاء تصريح الدكتور محمدي، في وقت أكدت مصادر طبية مسؤولة، تسجيل العديد من الحالات المستعصية والمضاعفات القاتلة لبعوضة النمر، غير أن الأطباء وقفوا عاجزين بسبب غياب أدنى الضروريات، مثلما حصل مع وباء الكوليرا. يذكر أن لسعة بعوضة النمر تسبب عادة في البداية نتوءا صغيرا يبدو مثل نقطة مسطحة تمامًا وتتحول إلى اللون الأحمر وتتوسع اعتمادًا على رد فعل الجلد وتشكّل مناطق من التورُّم والألم والإحمرار مكان اللسع أكبر من لسعات البعوض العادي، تتسبب في حكَّة شديدة في مكان اللسع وفي محيطها، مع ظهور بقع داكنة أحيانا تشبه الكدمات مكان اللسع وفي محيطه مصحوبة بحمَّى شديدة، أحيانا لا تستجيب لمخفضات الحمى كالبراسيتامول، إضافة إلى صداع وإسهال حاد وتعب عام، وتورُّم الغدد اللمفاوية القريبة من مكان اللسع، وهي أعراض تستوجب زيارة الطبيب فورا في حالة ظهورها.