صدقت توقعات المختصين فيما يتعلق بالارتفاع المحسوس في أسعار الدواجن والبيض، التي تم التصريح بها منذ أسابيع، حيث تشهد أسواق الوطن غليانا وسط المستهلكين مع اقتراب مناسبة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بعد تسجيل زيادات كبيرة في سعر البيض والدجاج، خاصة أن الأخير أصبح البديل الأول عن اللحوم الحمراء البعيدة عن متناول المواطن البسيط. 330 دينار جزائري ثمن الكيلوغرام الواحد من الدجاج و14 دينارا لحبة البيض الواحدة هي أسعار مسجلة في أكثر نقاط البيع بالتجزئة انخفاضا بحي باب الوادي الشعبي في العاصمة المعروف بكونه قبلة لذوي الدخل المحدود، فيما بلغت الأسعار في مناطق أخرى 450 دينار بالنسبة للدجاج و15 دينارا للبيض، وهي الأسعار التي أكد مواطنون كثر حدثتهم "الخبر" أنها تخرج عن نطاق قدرتهم الشرائية المحدودة، خاصة في ظل استمرار ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء التي باتت غير متاحة للكثير من الناس وأسعارها تخطت عقبة 1500 دينار جزائري في أغلب الأسواق الجزائرية. مناسبة المولد النبوي تغطي عن أزمة ندرة في الوقت الذي يستعد الجزائريون لاستقبال مناسبة المولد النبوي الشريف، تأتي الأسعار الملتهبة لتصدمهم ككل عام، بعد تسجيل ارتفاع محسوس جدا في أسعار الدواجن، إلا أن الأزمة هذه المرة غير متعلقة أساسا بالزيادة العشوائية في الأسعار لجشع التجار وعدم وجود مراقبة ميدانية أو إجراءات ردعية من طرف الوصاية مع اقتراب المناسبات الدينية والاجتماعية التي عهدناها في كل عام، وإنما لكون تربية الدواجن في الوقت الراهن باتت تعرف مشاكل جمة وتواجه، حسب المختصين، جملة من التحديات قد تنتج عنها ندرة كبيرة في المنتوج في القريب العاجل، ولعل أهمها يتمثل في وجود خلل في طرق تربية الكتاكيت، خاصة أن الدجاج يتم استهلاكه بشكل كبير جدا والطلب عليه قياسي لدى المطاعم والمؤسسات خاصة. الارتفاع المسجل في أسعار الدواجن كانت قد حذّرت منه في وقت سابق منظمات وطنية تعنى بشؤون المستهلك وبقطاع تربية الدواجن، على غرار المنظمة الوطنية لحماية وإرشاد المستهلك لرئيسها مصطفى زبدي الذي قال، في اتصال مع "الخبر"، إن أكثر الأسواق الاستهلاكية فوضى وسمسرة في الجزائر هي سوق الدواجن، بسبب استحواذ كبار المربّين وبعض المحتكرين "ولا نعتقد أنها ستتحسن إن لم تكن هناك إرادة سياسية قوية في هذا الشأن"، يقول زبدي، مشيرا إلى أن نسبة 80 بالمائة من المربين يمثلها صغار المربين الذين قد اجتمعوا على تأسيس جمعية تمثلهم على المستوى الوطني "وأغتنم الفرصة لدعوة السلطات لاعتماد هذه الجمعية كونها ستساهم وبشكل كبير في ضبط كل الإشكالات المتعلقة بشعبة تربية الدواجن وإيجاد الحلول المناسبة لها". ويضيف زبدي بخصوص ارتفاع أسعار الدواجن "إن المنظمة كانت قد حذرت منذ أسابيع من هذا الارتفاع الذي جاء كنتيجة حتمية لجملة من الأسباب نلخصها في الخسارة الكبيرة التي تكبدها صغار المربين نتيجة انهيار أسعار الكتاكيت وعدم تدخل دواوين الضبط، ما أدّى إلى توقف الكثير منهم عن النشاط، بعد تسجيل سقوط حر في الأسعار بعد ارتفاع جنوني وفائض كبير في المنتوج، إضافة إلى توالي عمليات تهريب البيض عبر الحدود". وفي السياق ذاته، أشار زبدي إلى مشكل قلة العرض بخصوص مادة البيض، بعد تقليص أيام العرض من 3 أيام إلى يوم واحد فقط في الأسبوع عبر أكبر أسواق البيع بالجملة، على غرار سوق الكاليتوس في العاصمة.