بعدما عرفت أسعار الخضر والفواكه، خلال الايام الاخيرة، ارتفاعا جنونيا، ها هي اليوم أسعار الدواجن تعرف هي الاخرى ارتفاعا كبيرا، وقد تزامن ذلك واقتراب المولد النبوي الشريف، وهو ما أثار تذمرا وسخطا واسعا في أوساط المواطنين الذين وصفوا الأمر بجشع التجار مع اقتراب المناسبات. تشهد أسعار الدواجن ارتفاعات محسوسة وملحوظة خلال هذه الأيام، وهو ما التمسه أغلب المواطنين الذين قصدوا الأسواق بغية اقتناء هذه الأخيرة بغرض إعدادها خلال المولد النبوي الشريف أو حتى استهلاكها خلال هذه الأيام، ليصطدموا بالأسعار الملتهبة التي يجدونها بمحلات بيع الدجاج، وقد أثار ارتفاع أسعار هذه الأخيرة سخطا وتذمرا وسط المواطنين الذين عبروا عن استيائهم من الأمر الذي يفرض نفسه مع حلول المناسبات أين يجد التجار ضالتهم في فرض منطقهم وبيع المنتجات بالأسعار التي يحددونها. وقد تعمد معظم التجار إلى رفع أسعار المواد الأكثر طلبا خلال المناسبة، على غرار أسعار اللحوم البيضاء التي عرفت ارتفاعا كبيرا، أين فرض الأمر على المواطنين البحث بين الأسواق والمحلات عن أسعار مناسبة تتلاءم وقدرتهم الشرائية وذلك مع اقتراب مناسبة المولد النبوي الشريف، وقد أثار ارتفاع أسعار الدواجن استياء واسعا في أوساط المواطنين ليعبروا عن تذمرهم من الوضع القائم الذي فرض نفسه مع اقتراب مناسبة المولد النبوي الشريف أين يزيد الطلب والإقبال على الدجاج لتحضير الوجبات به. بولنوار: هذه هي أسباب ارتفاع أسعار الدجاج وفي خضم هذا الواقع الذي يفرض نفسه مع اقتراب المولد النبوي الشريف، وما يسبقه من ارتفاع في الأسعار على غرار الدواجن، أوضح الطاهر بولنوار، رئيس جمعية اتحاد التجار والحرفيين الجزائريين في اتصال ل السياسي ، بأن هناك زيادة في الطلب ما يقابله نقص في العرض، بحيث تنتج الجزائر 350 ألف طن من الدواجن سنويا ويقابله 400 ألف طن من الاستهلاك، ليبقى الإنتاج غير كاف مقارنة بما يحتاجه المواطن وخاصة مع الموسم الاجتماعي، أين تستهلك المطاعم والجامعات والمؤسسات التربوية الدواجن بشكل كبير، وأضاف المتحدث بأنه من بين الأسباب التي رفعت أسعار الدواجن، هو أن 60 بالمائة من المربين يعتمدون طرقا تقليدية في تربية الدواجن، كما أن أسعار الكتاكيت مرتفعة ما يرفع سعر الدجاج تلقائيا أيضا، وأشار المتحدث إلى أن مناسبة المولد النبوي ترفع أسعار الدجاج واللحوم البيضاء بصفة عامة لكثرة الطلب عليها. نحو إطلاق حملة أخرى لمقاطعة شراء الدواجن بشعار خليه يفوح وللتذكير، فقد هدد رئيس جمعية حماية المستهلك، مصطفى زبدي، بإطلاق الحملة الثانية لمقاطعة الدواجن في حال استمرار تلاعب المضاربين بالأسعار، بعد أن سجلت الجمعية تجاوزات أخرى بخصوص أسعار الدواجن ووصلت إلى أعلى مستوى. وكشف مصطفى زبدي، في تصريح سابق له عن حشد مصالحه للمستهلكين من أجل الدخول في المرحلة الثانية من حملة مقاطعة الدواجن التي بدأت شهر أوت الماضي، وربط ذلك باستمرار المتعاملين الاقتصاديين باحتكار السوق والمضاربة بسعر الفلوس. وشدد المتحدث بأن عدم الإصغاء لنداءات المستهلكين من الجهات المعنية، سيؤدي تلقائيا لانطلاق حملة المقاطعة بداية الأسبوع المقبل، منوها بأن نتائج المرحلة الأولى تشجع المستهلك على خيار المقاطعة. ويرى رئيس جمعية حماية المستهلك أن السبب الرئيسي في ارتفاع أسعار الدواجن والبيض في السوق يكمن في ارتفاع سعر الفلوس الذي وصل إلى حدود ال130 دينار بينما سعره الحقيقي لا يتعدى ال50 دينارا، قائلا: مصالحنا سبق لها وأن حذرت الناشطين في هذا المجال من خطورة التلاعب والمضاربة بالأسعار ، وأشار زبدي إلى أن مصالحه أوقفت الحملة الأولى بسبب عودة الأسعار إلى الاستقرار، وفي الوقت نفسه حماية للمنتجين الصغار لأن مثل هذه الحملة من شأنها أن تكبدهم خسائر مالية كبيرة.