تشهد أسعار الدجاج ومنذ أكثر من شهر، ارتفاعا جنونيا بعد تخطيها عتبة المعقول حيث وصل ثمن الكيلوغرام الواحد منه ما بين 380 و400 دينار مع توقع بلوغه ما بين 410 و420 دينار مع حلول موعد الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف الذي هو على الأبواب، في انتظار تهاوي أسعاره تدريجيا في غضون شهر أو شهرين على أكثر تقدير -حسب توقعات أهل الاختصاص. المتجول عبر القصابات والأسواق هذه الأيام لا سيما منها المتخصصة في بيع اللحوم ومشتقاتها، يلمح الارتفاع الفاحش في أسعار اللحوم البيضاء والدجاج على وجه الخصوص حيث يجبر كل من كان ينوي الشراء العودة فارغ اليدين بعدما تيقن أن حتى اقتناء هذا الصنف من اللحوم لم يعد في متناوله بعدما ظل البروتين الأقل تكلفة الذي يستغله محدودو الدخل كقيمة غذائية لأجسادهم. تساؤلات عديدة لم تجد لها إجابات لدى المواطنين الذين يستغلون هذا النوع من اللحوم في الولائم ومختلف الأعياد لا سيما وأن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف وما تقتضيه المناسبة من كثرة الطلب على الدجاج في أطباقه التقليدية قد تزامنت هذه الفترة والارتفاع الجنوني لأسعار الدجاج الذي تسجل حاليا بورصته أعلى معدل لها على الإطلاق. "الشروق" من جهتها، حملت الاستفسار لمربي الدواجن باعتبارهم الأكثر جهة التي يمكن لها أن توضح الأسباب الكامنة وراء الارتفاع الحاصل في أسعار الدواجن، فأكد رئيس فدرالية مربي الدواجن نور الدين، أن الإشكال له امتداد من السنة الماضية 2017 بعد تطبيق قانون الاستيراد وتداعيات إجبار المستوردين الخواص كافة المربين شراء ذرة الدجاج "كاش" خلال السداسي الثاني من السنة الماضية مع فرض دفع المبالغ المتأخرة قبل الحصول على غذاء الدجاج من "كوطة" السداسي الأول لا سيما وأن 80 من المئة من المربين –يقول- ظلوا يقتنون غذاء الدواجن من عند المستوردين الخواص قبل تطبيق قانون الاستيراد الجديد، هي الأوضاع التي دفعت بهؤلاء المربين إلى بيع ما نسبته 70 من المئة من الدجاج "الأمهات" المانحة للكتاكيت وما ترتب عنه من ارتفاع سعر "الفلوس" من 10 إلى 100 دينار، وأوضح عيد أن نقص السنة الماضية أثر على الأسعار خاصة وأن مراحل منح الكتاكيت تأخذ فترة 8 شهور وما تستلزم الفترة من تقديم العناية والتغذية. وتوقع عيد أن تتهاوى الأسعار في غضون شهر أو شهرين على أقصى تقدير لأن وقتها ستكون "الأمهات" متوفرة والتي عادة ما تأخذ مدة 13 شهرا حتى تبيض حيث ينتظر –حسبه- أن ينزل الثمن إلى ما دون 300 دينار وقد يصل إلى 250 دينار. رئيس جمعية حماية المستهلك، مصطفى زبدي ل"الشروق": حملة المقاطعة لا مفر منها إذا بقيت الأسعار على حالها أكد رئيس جمعية حماية المستهلك مصطفى زبدي، أن حملة مقاطعة الدجاج لا مفر منها في حالة محافظتها على أسعارها الحالية أو لمس زيادات أخرى، متوعدا بتنظيم حملة أخرى شبيهة بتلك التي نظمت خلال شهر أوت المنصرم والتي وصفها بالناجحة بعد مسايرتها لاتفاق عُقد وقتها مع المربين بهدف العودة إلى الأسعار المعقولة أو حتمية الرجوع إلى حملة مماثلة في حالة تسجيل ارتفاع آخر للأسعار بشكل فاضح حيث توعدت الجمعية بضربة موجعة وقاسية لأصحاب المهنة. وأوضح زبدي في تصريح ل"الشروق"، أن جمعيتهم بصدد مراقبة تغيرات أسعار الدجاج في السوق، أعقبها تنظيم عملية التحسيس التي تسبق الإعلان عن المقاطعة، وأقر المتحدث أن الرسالة تكون قد وصلت إلى المعنيين بدليل تسجيل بعض الانخفاض الطفيف في أسعار الدجاج والذي يتراوح حاليا ما بين 320 و400 دينار باختلاف المناطق، مشيرا أن عمل التحسيس متواصل، وفي حالة تراجع الأسعار بشكل مقنع، ستتراجع الجمعية عن تهديداتها بالمقاطعة، وإذا بقيت ثابتة وارتفعت فلا مجال حينها سوى رفع راية المقاطعة –يضيف زبدي- لأن هذا النوع من اللحوم يعتبر مصدر البروتين الوحيد الذي هو في متناول الجزائريين. وتطرق المتحدث من جهة أخرى، إلى السوق الوطنية التي تحتكرها بارونات لم تُذكر أسماؤها للعلن سوى الإشارة إليها بالرموز.