يتواجد نحو 200 جزائري عالقين في الولاياتالمتحدةالأمريكية بعد وقف الرحلات بين أمريكا وأوروبا وقرار الجزائر بغلق حدودها، ويتعلق الأمر بطلبة جامعيين وعائلات وسياح ومسافرين في إطار زيارات عمل رسمية وكذا مقيمين بين الجزائروأمريكا، ناشدوا السلطات الجزائرية ترحيلهم، خاصة أن الكثير منهم مهدد بالطرد من الفنادق والبيوت المستأجرة بعد أن بدأت أموالهم تنفد. يعيش الجزائريون العالقون في عدة مدن أمريكية كابوسا حقيقيا، بعد أن تحولت بلاد العم سام إلى بؤرة لتفشي وباء كورونا، خاصة مدينة نيويورك التي تجاوز فيها عدد ضحايا الوباء 3600 قتيل، "والقادم أسوأ" على حد تعبير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وفي اتصال مع "الخبر"، قال زوجان من قسنطينة متواجدان في مدينة نيويورك، التي وصلاها في رحلة سياحية قبل بداية انتشار الوباء، إنهما محتجزان في غرفة مؤجرة، لا يغادران إلا مرة في الأسبوع لاقتناء بعض المواد الغذائية التي يُحصلانها بصعوبة في المدينة التي تحولت إلى مدينة أشباح لا يُسمع فيها إلا صوت سيارات الإسعاف. وأوضحت الزوجة "إ.ت" في حديثها إلينا "رحلة عودتنا إلى الجزائر كانت مفترضة في 1 أفريل، وقمنا بتقديمها إلى 21 من الشهر المنقضي بعد بداية أخبار انتشار الوباء، لكن كان قد فات الأوان، فكل الرحلات ألغيت". وأضافت المتحدثة التي فتحت صفحة على فيسبوك أسمتها "الجزائريين العالقين في أمريكا ويريدون العودة إلى الجزائر"، أنهم قاموا بالتواصل مع القنصلية الجزائرية في نيويورك التي أطلقت رقم طوارئ، "إلا أنه في كل مرة نتصل يطلب منا تسجيل أسمائنا والانتظار، لكن إلى متى؟ لا ندري، نحن على هذا الحال منذ 15 يوما، من حظنا أن عائلتنا في الجزائر أنقذتنا بإرسال المال، لكن آخرين نفدت أموالهم التي كانت لفترة محدودة". وتعيش هذا الوضع عائلات بأكملها رفقة أطفالها كانت في رحلة سياحية وكذا طلبة مهددون اليوم بالمبيت في الشارع في هذا الوضع، مثلما قال أحدهم في اتصال مع "الخبر"، مردفا "نحن بلا عمل عالقون بين 4 جدران، بالكاد نوفر الأكل بفضل تعاون أبناء الجالية في أمريكا، وربما قد نجد أنفسنا في الشارع إن لم ندفع الإيجار، وحتى إذا تعرضنا إلى مشكلة صحية فلا يمكننا حتى أن ندفع ثمن العلاج". ويوجد من بين هؤلاء جزائريون يحوزون على الإقامة في الولاياتالمتحدةالأمريكية، زوجاتهم وأطفالهم في الجزائر، ويتنقلون بين البلدين لظروف العمل، عجزوا أيضا عن الالتحاق بعائلاتهم "لا أتخيل أنني بعيد عن عائلتي في هذه الفترة العصيبة، كنت سوف أعود إلى الجزائر منتصف شهر مارس، والآن أصبح الأمر مستحيلا، لا أتصور أن يحل شهر رمضان وأنا بعيد عن أطفالي"، قال أحد الجزائريين العالقين في مدينة فرجينيا. وناشد هؤلاء السلطات إجلاءهم عبر رسالة استغاثة إلى القنصلية الجزائرية بمدينة نيويورك، طلبوا فيها التدخل عبر القنصلية الفرنسية والإسبانية لترحيلهم عبر خطوطها إلى الجزائر، مشيرين إلى أن بعضهم تلقى تصريحا من القنصلية الجزائرية بأنه سيتم التكفل بهم وترحيلهم، ولم يؤخذ هذا التصريح بعين الاعتبار من طرف الجوية الفرنسية وخطوط "إيبيريا"، علما أنه لا يوجد خط طيران مباشر بين الجزائروأمريكا. وقد حاولت "الخبر" الحصول على تعقيب من السفارة الجزائرية في واشنطن أو من القنصلية في نيويورك حول هذا الأمر، لكن لم يتسن لها ذلك حتى كتابة هذه السطور.