تقدم وزير المجاهدين وذوي الحقوق، الطيب زيتوني، بتعازيه "الخالصة" لعائلة المجاهد وعضو مجموعة ال22 التاريخية عبد القادر لعمودي، الذي وافته المنية اليوم الاثنين عن عمر ناهز 95 سنة. واعتبر زيتوني في رسالة التعزية أن الجزائر فقدت "رجلا من طينة الرجال الأوفياء المخلصين للأمة والوطن، كرس حياته مناضلا ومجاهدا في سبيل التحرير الوطني وبناء الجزائر المستقلة وتشييد صرحها ونذر حياته خدمة للوطن". يذكر أن الفقيد من مواليد 1925 بوادي سوف وبها نشأ وترعرع وتلقى تعليمه الأول للقرآن الكريم بالجامع قبل أن يلتحق بالمدرسة الابتدائية التي زاول فيها مشواره التعليمي إلى غاية 1938 وينتقل بعدها إلى مدينة بسكرة لمواصلة دراسته، حيث كان زميله في نفس القسم محمد العربي بن مهيدي، ليلتحق في أواخر 1943 بأول خلية لحزب الشعب الجزائري بمدينة الوادي، حيث يعتبر من الأعضاء الأوائل فيها. وكان المرحوم أحد مسؤولي المنظمة السرية بقسنطينة، والتي تكفلت بشراء الأسلحة بأموال الحزب, وبما أنه لم يكن مطلوبا من قبل السلطات الاستعمارية، تمكن عبد القادر لعمودي من التنقل والتحرك بحرية كلما استدعت الضرورة ذلك، حيث أشرف على ترتيب زيارتين قام بهما العربي بن مهيدي إلى أهله في الفترة الممتدة من 1950 إلى 1954. وبعد اندلاع الثورة التحريرية، تعرض عبد القادر لعمودي لاعتقالات عديدة بمدينتي بسكرة وباتنة وعمليات استنطاق تحت طائلة التعذيب والتنكيل, زادته صمودا وعزما, حيث عاود بعد إطلاق سراحه الاتصال برفاقه من المناضلين وكونوا خلية للنشاط وتحريك الشعب ودفعه للثورة حتى لا تنطفي شعلتها. وبعد الاستقلال، واصل الفقيد عمله النضالي لتكريس وترسيخ المبادئ ثورة أول نوفمبر المجيدة وحث الشباب على الوفاء لرسالة الشهداء الأبرار والمجاهدين الأخيار. للإشارة فإن جثمان المرحوم سيوارى الثرى غدا الثلاثاء عقب صلاة الظهر بمقبرة العالية.