تتسارع التطورات السياسية في تونس، ازاء الأزمة الحادة بين رئيس الحكومة الياس الفخفاخ وحركة النهضة، مع دخول رئيس الجمهورية على خط الأزمة، في ظل تهديد النهضة بطرح لائحة سحب الثقة من الحكومة، وتهديد رئيس الحكومة الياس الفخفاخ باستبعاد وزراء النهضة من الحكومة وإخراجها الى صف المعارضة. أكد رئيس الحكومة التونسية إلياس الفخفاخ أن البلاد لم تعد تحتمل المزيد من الارباك والمناورات السياسية وأنّ الوضع الدقيق يقتضي من الجميع تغليب المصلحة العليا للوطن للتمكن من إنقاذ الدولة، وقال الفخفاخ خلال لقائه رؤساء اتحادات الشغل وأرباب العمل والفلاحين ان التمسك بالمؤسسات وبالدستور وبعلوية القانون في إدارة الاختلافات بين مختلف الأطراف، موضحا أن الوضع الاقتصادي المنهك جراء تداعيات أزمة كورونا وتفاقم ازماته الهيكلية يستدعي التعجيل بتنفيذ خطة الإنقاذ التي أطلقتها الحكومة وتتطلب من الجميع مزيدا من التضامن والوحدة لتحقيق الاهداف المرسومة لها. وأعطى الفخفاخ الانطباع بتركيزه على تنفيذ خطة لتوفير المناخات الملائمة للشروع في إنجاز الاستحقاقات الاجتماعية وتلبية الإنتظارات العاجلة لسكان المناطق والفئات بعيدا عن التجاذبات السياسية والصراعات الحزبية، اكثر من انشغاله بالتطورات المتعلقة بقضية الفساد الموجهة اليه ، خاصة بعد قيام هيئة مكافحة الفساد الدستورية ، بتسليم ملف رئيس الحكومة المتعلق بتضارب المصالح وتوقيع صفقة لصالح شركاته التي يملك فيها أسهم ، شهر ابريل الماضي ، برغم ان القانون يمنع ذلك ويعتبرها مخالفة جنائية. وكان الفخفاخ قد اتخذ أمس خطوة تصعيدية ضد حركة النهضة ، بإعلانه عن تعديل حكومي يرجح ان يتم خلالها استبعاد وزراء النهضة من الحكومة لدفعها للتحول الى المعارضة، ردا على قرار مجلس الشورى للحركة تكليف رئيسها راشد الغنوشي التشاور مع رئيس الجمهورية قيس سعيد للذهاب نحو حكومة جديدة، ورجح القيادي في حزب حركة النهضة محمد القوماني امكانية توجه الحركة نحو سحب الثقة من رئيس الحكومة إلياس الفخفاخ من خلال صياغة عريضة في هذا الاتجاه، خاصة وانها وحلفائها حزب قلب تونس وائتلاف الكرامة وبعض المستقلين ، تملك النصاب الذي سيسمح لها باسقاط الحكومة. واعتبر القوماني أنّ ''الفخفاخ قرّر سياسة الهروب إلى الأمام من خلال إعلانه أمس الإثنين، قراره إجراء تحوير في تركيبة الحكومة الذي سيتم الإعلان عنه خلال الأيام القليلة القادمة''. ويعقد مجلس شورى النهضة مساء اليوم الثلاثاء، اجتماعا طارئا للنظر في التطورات السياسية ،خاصة بعد الموقف الحاد الذي عبر عنه الرئيس قيس سعيد بشان رفضه أي تشاور مع النهضة لتشكيل حكومة جديدة ، وموقف رئيس الحكومة الفخفاخ الذي اتهم اعتبر أنّ النهضة تُربك العمل الحكومي و إعلانه عن تعديل وزاري خلال الأيام القادمة.