رحبت معظم مكونات الأسرة الجامعية بقرار تأجيل انطلاق الموسم الجامعي 2020/2021 إلى 15 ديسمبر كون معظم الجامعات برمجت امتحاناتها الاستدراكية بداية من الأسبوع المقبل، ما يعني صعوبة إسدال الستار على الموسم الحالي في التاريخ القديم، إلا أنها في المقابل أطلقت تحذيرات واسعة من اللجوء إلى التأجيل مرة أخرى لأنه تهديد للموسم الجامعي وتلويح لشبح السنة البيضاء. الناطق الرسمي لمجلس أساتذة التعليم العالي، الشاذلي سعدودي، ذكر ل"الخبر" أن تأجيل الدخول الجامعي كان متوقعا لسببين؛ الظاهر منه هو ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا، والرئيسي في التأجيل هو أن عددا مهما من الجامعات عبر الوطن برمج الامتحانات الاستدراكية التي لن تنتهي في 22 نوفمبر، تاريخ الدخول القديم؛ لأن الامتحانات بعد إجرائها والتصحيح وعملية المداولات تحتاج إلى فترة زمنية أكبر، يضاف إليها توجيه حاملي الليسانس إلى الماستر بمختلف التخصصات. وفي سؤال إن كانت المدة المتبقية كافية لإنهاء كل هذا قبل تاريخ 15 ديسمبر، الموعد الجديد للدخول الجامعي، قال ممثل الكناس إنه كافي جدا لإتمام كل الأمور البيداغوجية العالقة، مضيفا أن هذا القرار وضعته وزارة التعليم العالي ضمن السيناريوهات المتعددة التي طرحتها مع ظهور الوباء، وهو ارتفاع الإصابات بالفيروس، والأمر الآن بيد الأسرة الجامعية ككل من خلال الحرص على الوقاية، وتحمل المسؤولية لتفادي تسجيل إصابات في المؤسسات الجامعية أو الإقامات، محذرا في السياق ذاته من تأجيل جديد لموعد الدخول الجامعي والعمل على التأقلم مع الوضع وتفعيل التعليم عن بعد لتفادي شبح السنة البيضاء الذي سيلوح في الأفق، وإن حدث ذلك فهي كارثة، حسبه، بكل المقاييس، يضيف المتحدث. من جهته، أكد الأمين العام للاتحادية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي، مسعود عمارنة، أن التأجيل يصب في صالح الأسرة الجامعية تزامنا مع برنامج الامتحانات الاستدراكية المسطر، الذي يحتاج إلى إتمامه، والمطلوب الآن، حسبه، تضافر الجهود بين الجميع لتدارك التأخر والعمل على إنقاذ الموسم الجامعي، كل في مكانه. التنظيمات الطلابية هي الأخرى تحدثت عن الامتحانات الاستدراكية، فرئيس المنظمة الطلابية الجزائرية الحرة فاتح سريبلي، أكد أن التاريخ الجديد للدخول يصب في مصلحة الطلبة وعائلاتهم لإتمام الامتحانات، أو حتى لمزيد من الحماية من الإصابة بالفيروس، إلا أن وزارة التعليم العالي الآن مطلوب منها التحضير الأمثل والابتعاد عن سياسة الترقيع والهروب نحو الأمام، والوضعية الصحية تتطلب جهود كل مكونات الأسرة الجامعية. الاتحاد الوطني للطلابي الحر، على لسان مكلفه بالإعلام سليمان زرقاني، ذكر أن التأجيل كان متوقعا، لأن أغلب الجامعات لم تنه الموسم الحالي بسبب الامتحانات الاستدراكية، لكن الإشكال - حسبه – هو في عشوائية القرارات وعدم وضوح مسار الجامعة، لأنه لحد الآن لم تقدم الوزارة على إقرار طريقة واضحة لعملية التدريس. أما المنظمة الوطنية للطلبة الجزائريين، فذكر أمينها العام فارس بن جغلولي أن الوضع الصحي وتزايد عدد المصابين بفيروس كورونا رجح خيار تأجيل موعد الدخول، وهو قرار صائب في نظرهم، يجعل التحضير للموعد الجديد يكون بحرص أكبر ووقاية شديدة لحماية الأسرة الجامعية ككل، خاصة أن الجزائر تعيش الموجة الثانية للفيروس، يضيف المتحدث.