يبدو أن المخزن المغربي يُصر على طعن الجزائر من الظهر حتى سينمائيا، و هذا ما يستشفه من يقرا خبر إنتاج فيلم هوليودي يشترك فيه المغرب تمويلا و إخراجا، و يتعلق الأمر بفيلم "يوم الفداء" الذي يروي قصة الإرهاب، و يقدم الجزائر على أنه بلد غير مستقر ويشكل الذهاب إليه خطرا كبيرا. يروي الفيلم الذي أنتجته شركة إنتاج إسرائيلية مستقرة في الولاياتالمتحدةالأمريكية "صابان فيلم"، حسب عدة مواقع إعلامية، قصة "كايت باكسون" وهي عالمة أثار أمريكية مشهورة تذهب إلى المغرب بعد اكتشاف أقدم هيكل عظمي يعود إلى 300.000 سنة و عند الحدود الجزائرية يتم اختطافها من طرف جماعة ارهابية يقودها جعفر الهادي الذي يؤدي دوره الممثل الجزائري سامي ناصري، مع العلم ان هذا الأخير كان الطعم الذي يمرر من خلاله المخرج وطاقمه الإنتاجي رسائلهم المبيتة ضد الجزائر و يكسب من خلال شيء من المصداقية رغم انه يوصف بالممثل الذي يعاني في المدة الأخيرة لأسباب عديدة منها طرده من عدد من الانتاجات بفرنسا بسبب مشاكله مع المخدرات وشرب الخمر والعنف مثل سلسلة "طاكسي". الفيلم من اخراج المغربي هشام حاجي وهو عبارة عن انتاج مشترك مع شركته "اش فيلم" الكائن مقرها بهوليوود وتم تصويره بالمغرب في كل من الرباط والدار البيضاء و مرزوقة و ورزازات. وسيبدأ عرض الفيلم في الثامن جانفي 2021 وللوهلة الاولى يبدو فيلم حركة هوليوودي عادي لكن من خلال اللقطات الترويجية للفيلم يتردد اسم الجزائر كثيرا ، و يظهر الفيلم الجزائر بلد غير آمن للأجانب عكس المغرب الذي يظهره الفيلم على انه بلد آمن ومتفتح على الاجنبي. كما يجدر الذكر ان الفيلم انتاج مشترك مع فرنسي مقيم بهوليوود و هو نيكولاس شارتيي . للإشارة، ليس هذا هو الفيلم الوحيد الذي أساء للجزائر رغم ان هذا الاخير ذا طابع دولي اذ شارك في انتاجه ثلاث شركات مغربية واسرائيلية و فرنسية، فسبق وان قدم المخرج المغربي محمد اليونسي ضمن فعاليات مهرجان السينما العربية بالعاصمة البلجيكية بروكسل، فيلمه “الوشاح الأحمر” الذي اثار فيه قضية "حرب الرمال" حيث كان الفيلم مستفزا لمشاعر الجزائري رغم انه قدم قصة حب جمعت بين الجزائرية “لويزة” ابنة أحد رجال المقاومة والثورة الجزائرية والمغربي“لحبيب“، ويحكي الفيلم، في قالب درامي اجتماعي، قصة زواج“لحبيب” المغربي من“لويزة” الجزائرية، ابنة أحد رجالات المقاومة، والذي قبل زواج ابنته من لحبيب كعربون محبة له لما كان يقدمه من مساعدات للثورة الجزائرية، لكن تشاء الصدف أن ينتظر“لحبيب” مولوده في اليوم الذي أعلنت فيه المغرب الحرب على الجزائر، فيما يعرف ب“حرب الرمال“، وهنا تبدأ قصة الفيلم بتحميل الجزائر وزر ما يجري ووزر النتائج التي ترتبت على“حرب الرمال” في أكتوبر 1963، بعد عام تقريبا على استقلال الجزائر التي لم تداوي بعد جراحها بعد سبعة سنوات من الثورة.