يعود شبح حرب الرمال والحدود المغلقة بين الجزائر والمغرب إلى الواجهة، عبر أفكار السينمائي المغربي وهذه المرّة في فيلم روائي سيخرج قريبا للمخرج محمد اليونسي تحت عنوان "الوشاح الأحمر". "الوشاح الأحمر": فيلم روائي طويل يهاجم المخرج عبر سيناريوه الجزائر والعسكر الجزائري ويبالغ في تضخيم الواقع في البلاد سنوات الستينيات من القرن الماضي، كما يحاول تمرير رسالة منّ لمساعدة المغرب للجزائر في حربها مع المستعمر الفرنسي، من خلال قصة زوجين "لويزة من الجزائر ولحبيب من المغرب" فرقتهما الظروف بالجزائر، وعاشا بعيدين عن بعضهما ما تبقى لهما من حياتهما. زواج "لحبيب" المغربي من "لويزة" الجزائرية ابنة أحد رجالات المقاومة، كان عربون محبة من والدها له، لما كان يقدمه من مساعدات للمقاومة الجزائرية، وذلك بإدخال السلاح من وجدة إلى الجزائر، لكن تشاء الصدف أن ينتظر "لحبيب" مولوده في اليوم الذي أعلنت فيه المغرب الحرب على الجزائر، أو ما يعرف ب"حرب الرمال"، وهنا تبدأ قصة الفيلم بتحميل الجزائر وزر ما يجري ووزر النتائج التي ترتبت على "حرب الرمال" في أكتوبر 1963، بعد عام تقريبا على استقلال الجزائر، وهو زمن استغلته المملكة المغربية لشنّ هجومها لأنّ الجزائر لم تتعاف بعد من جراح الاستعمار. دون أن يحمل بالمقابل إشارة إلى طرد المغرب لعشرات الأساتذة المصريين وقطع علاقاته مع سوريا ومصر وكوبا وغيرها. وبالتالي سقط "لحبيب" في يد المناضلين والمدافعين عن أرض الشهداء وقاموا بإعادته إلى بلاده ليس قسرا، كما صرّح المخرج بأنّ سيناريو العمل يكشف أنّه أثناء عودة لحبيب من السوق، بعد أن اقتنى بعض الحاجيات بطلب من الممرضة، التي تشرف على علاج زوجته في المستشفى. وبينما هو في الطريق إلى المستشفى فرحا بالحاجيات التي اقتناها للمولود الجديد، يوقفه أحد العساكر في مفترق الطرق، يستفسره عن هويته، فيكتشف أنه مغربي الجنسية، فيلقي عليه القبض ويضعه في شاحنة عسكرية ثم يتم ترحيله عبر الحدود البرية. ويتطرق مضمون الشريط الجديد لمحمد اليونسي، الذي كتب سيناريو الفيلم، إلى جانب الجيلالي فرحاتي، إلى موضوع غير مسبوق في السينما والدراما المغربية، ويتعلق الأمر بالنبش في موضوع العلاقات المغربية الجزائرية انطلاقا من قصة حبّ تقع في فترة "حرب الرمال"، حيث وقع تشتيت عائلات مكونة من مواطنين جزائريين ومغاربة. ولعل هذا الموضوع ذا الطابع الإنساني المحض، يكتسي اليوم أهمية قصوى بالنظر إلى طبيعة الظرفية التي تجتازها العلاقات المغربية الجزائرية، بحيث كان ولا يزال ينطوي على حساسية كبيرة.