يشتكي سكان حي خليفة بوخالفة ومعهم رئيس مكتب أسقفية الجزائر بالدائرة الادارية سيدي أمحمد في العاصمة مما وصفوه بحالة اللاأمن بالتجمع السكني الواقع وسط المدينة والتي صارت، بحسبهم، تؤرق حتى بعض الأجانب الذين يقيمون بالحي او يعملون في عدة هيئات، على غرار الأسقفية الكاثوليكية، المركز الثقافي الاسباني التابع لسفارة الاسبانية وكذا سفارة بريطانيا ومركزا ثقافيا تابعا لها. وتضمنت شكوى ممضاة ومختومة من قبل جمعية الحي ورئيس مكتب أسقفية الكاثوليك بالعاصمة، التي لدى "الخبر" نسخة منها، أن تنامي ظاهرة عصابات الأحياء والمتاجرة بالمخدرات صار يؤرق حتى المنتسبين للهيئات الأجنبية الدولية التي تستضيفها الجزائر. وأفادت الشكوى الموجهة الى وزير الداخلية والجماعات المحلية، أن هذه الوضعية باتت تستدعي تدخلا عاجلا ومنظما من قبل السلطات المعنية، خصوصا وأن الشجارات بالاسلحة البيضاء وعرض وبيع واستهلاك المخدرات صارت تؤثث الحي بشكل شبه يومي، مشيرين الى أن مصالح الأمن على المستوى الجواري لم تتجاوب مع عدة شكاوى تم رفعها ولم تتدخل بشكل يضع حدا لهذه الظواهر. وتؤدي هذه الممارسات، بحسب محررو الشكوى، إلى تشويه صورة الجزائر في ذهنية ضيوفها من الهيئات الدولية سواء كانت دبلوماسية او ذات طابع ديني، وتجعلهم يشعرون بحالة اللاأمن مثلما هو الحال في عدة بلدان أوروبية تتعرض الى هجمات إرهابية، خصوصا وأن الحي يشهد الكثير من المقيمين الأجانب ويعرف زيارات من قبل السائحين قبل الأزمة الصحية. وينتظر الشاكون استجابة سريعة من المؤسسات الأمنية ومن وزارة الداخلية بوصفها المخولة في إدارة هذا الشأن، وذلك لحماية "عائلاتنا وأبنائنا بعد مساعينا المتكررة مع مختلف الهيئات الأمية لكن دون جدوى" يقول أصحاب الشكوى. وتعد هذه الشكاوى مؤشرا على وجود خلل في عملية تأمين أحد أكبر المقاطعات في العاصمة وأكثرها حساسية، بالنظر إلى احتضانها الكثير من المقار والهيئات الأجنبية والدولية، وكذا المؤسسات الرسمية الوطنية بمختلف مستوياتها، برأي أعضاء جمعية حي خليفة بوخالفة. وكان الحي قد شهد منذ أشهر قليلة واقعة كسر عشرات السيارات، التي كانت مركونة في الطريق، حيث تفاجئ السكان بسياراتهم مكسورة ومخربة. وأظهرت التحقيقات أن سوء تفاهم بين عصابات الحي وأحياء مجاورة خلفت هذه الأضرار الجسيمة في إطار محاولات انتقام. كما تسجل مصالح الأمن في عدة مناسبات اعتداءات وترويج للمخدرات مؤخرا، غير أن السكان يتطلعون إلى وضع استراتيجيات منظمة للتخلص من هذه الظاهرة، وليس تدخلات متفرقة ومتباعدة، بحسب ما يصرح به ل "الخبر" ممثلو الحي.