تسيطر عليها مافيا الزطلة والدعارة: تفشت في السنوات الأخيرة آفات إجتماعية خطيرة عجزت السلطات عن القضاء عليها نهائيا، وبعد أن كان تفتيشها مقتصرا على أماكن معزولة بعيدا عن التجمعات السكنية، لم يعد الأمر كذلك، فقد سيطرت العصابات والشبكات التي تدير هذه الآفات كالدعارة، والمخدرات على نشاطها المافياوي وسط أحياء سكنية تقطنها مئات العائلات المحافظة التي سئمت الوضع وعكرت الأجواء اللاخلاقية التي تحوم في الحي مطالبين السلطات بالتحرك للقضاء على هذه الظواهر الدخيلة والخطيرة على مجتمعنا أو ترحيلهم إلى سكنات لائقة. أبدى أغلب سكان حي "السيلاست" ببني مسوس أثناء زيارتنا تذمرهم الشديد من جراء المحيط اللاأخلاقي الذي تسببه تلك البيوت، حسب ما كده لنا بعض المواطنين منهم السيد "م" الذي أفادنا بأنه يقطن بهذا الحي القصديري منذ 32 سنة، ورغم ملفات طلبات السكن التي قدمها لبلدية بني مسوس، إلا أنه لم يستفد من سكن اجتماعي… ورغم الوعود الكثيرة إلا أنها – كما قال- كانت وعودا مزيفة، وقد نقل لنا السيد" م" معاناة سكان الحي وحتى الأحياء المجاورة من تفاقم الآفات الاجتماعية منها الدعارة، الإعتداءات التي تحصل بالحي، بالإضافة إلى عصابات مدمني المخدرات أو كما عبر عنها ب "مافيا الزطلة". وبإعتبار السيد "م" من أقدم سكان الحي، فقد أخبرنا أن عصابات الدعارة والمخدرات هي من السكان النازحين اللن التحقوا بالحي أثناء العشرية السوداء التي عاشتها الجزائر، وتحديدا في التسعينات، ومعظمهم ليسوا من العاصمة، ورغم الشكاوى التي رفعها سكان الحي مرارا وتكرارا إلى مصالح الشرطة والدرك الوطني، إلا أنهم لم يتمكنوا من إيفاق نشاط هذه العصابات التي فتحت تلك البيوت "البرارك" خصيصا للممارسات اللاأخلاقية، حيث أن هناك زبائن يقصدون تلك البيوت يوميا، أما عصابات المدمنين فهي عصابات تقوم بالمتاجرة وتعاطي المخدرات، إضافة إلى الإعتداءات التي يقومون بها ضد سكان الحي، خاصة بعد أن تعزز الحي بعمارات جديدة، وسكان جدد، وهو ما أتاح لهذه العصابات تكثيف نشاطها الإجرامي، ويشهد الحي المقابل لمستشفى بني مسوس تسجيل سرقات يومية، سواء تعلق الأمر بالسيارات أو الدخول إلى البيوت في غياب أصحابها بعد ترصد مواعيد دخولهم وخروجهم، وسرقة محتوياته من الذهب والأدوات الإلكترومنزلية وأجهزة الإعلام الآلي، وغالبا ما تحدث هذه السرقات في وقت القيلولة، حيث تقل حركة تنقل الأشخاص. الهروب إلى العاصمة بحثا عن عيشة أفضل! والأكيد أن هناك أسبابا دفعت هؤلاء الفتيات إلى سلك تلك الطرق الملتوية، وهو ما حاولنا معرفته من بعض من يقطنون بحي "السيلاست"، إذ أكدت أحدهن أنها ليست من العاصمة بل جاءت من ولاية الشلف منذ عشرين سنة، ولم تجد مكانا يأويها إلا هذا البيت القصديري، الذي تحصلت عليه بوساطة من أشخاص قاموا ببنائه لها، وقالت المتحدثة أنها تقطن فيه رفقة صديقتها، وتمارسان الدعارة منذ قدومهما إلى هنا، حيث أنها فرت من بيت أهلها بسبب الضغوطات الممارسة ضدها من طرف العائلة، إضافة إلى أسباب اقتصادية كون عائلتها فقيرة جدا فدفعتها الحاجة إلى الهروب بحثا عن عيش أفضل في العاصمة، غير أن البطالة حاصرتها ولم تجد أي مهنة تقتات منها ففضلت اختيار المسلك اللاأخلاقي في غياب "عمل شريف" – كما قالت- خاصة وأن مستواها لايتعدى السادسة إبتدائي، واعترفت أنها ترفض العمل كخادمة أو منطقة لأنه في نظرها- عمل متعب وشاق وأجره زهيد جدا، لهذا فضلت مهنة الدعارة "أنا لا أخرج لممارستها، بل الزبائن هم الذين يقصدونني داخل براكتي، كما أن المقابل جيد يكفل لي تغطية احتياجاتي". والمثير للإنتباه أن مركز الدرك الوطني لايبعد عن حي السيلاست الذي يضم قرابة ألف بيت قصدري إلا ببضعة أمتار… إلا أن هؤلاء لم يحركوا ساكنا بالرغم من الشكاوى التي تصلهم من السكان يوميا، ويبقى مناشدة سكان "السيلاست" السلطات ليس في القضاء على هذه الظواهر اللاأخلاقية التي شوهت ولطخت سمعة الحي، بل ترحيلهم إلى سكنات جديدة لائقة وحمايتهم من أزمة سكن تحولت إلى خطر أخلاقي يهددهم. م/ ز مالك/ ز