تعيش العائلات المقيمة بالحي القصديري المسمّى (المالحة أ) والمتواجد بعين النعجة في الجزائر العاصمة في وضعية صعبة بسبب ضيق المساكن وانتشار النفايات والشجارات المتكرّرة التي صارت تمثّل الحياة اليومية للسكان بسبب حرب الشوارع والعصابات التي باتت ترهب السكان وزائريهم على حد سواء. يعاني سكان حي (المالحة) الذين ينتمون إلى نحو 500 عائلة ومنذ سنين الأمَرّين بسبب منازلهم غير اللائقة، والتي لا تصلح للسكن لضيقها وقدمها، إضافة إلى المشاكل المنتشرة بالحي كالسرقة والمخدّرات والشجارات اليومية التي تستعمل فيها السيوف والأسلحة البيضاء، ممّا أثّر بالسلب على سمعة الحي الذي أصبح الكثيرون يتفادون الذهاب إليه وحتى المرور بجنبه. وقد زادت حدّة هذه الشجارات وكثرت خاصّة بعد أن تمّ تسليم العمارات المجاورة للحي من طرف وكالة (عدل) لأصحابها، حيث صارت الشجارات تحدث بين السكان الجدد وأصحاب الحي القصديري. ويعود سبب نشوب المشاكل بين الحيّين حسب السكان إلى من سيكون حارس موقف السيّارات، فكل حي يقول إنه الأحق بأن يكون الحارس تابع له، ممّا أثار فتنة بين السكان انتهت بشجارات بالسيوف والأسلحة البيضاء. وقد خلّفت هذه الشجارات وفاة شخص وجرح العشرات، ما استدعى تدخّل قوات الأمن عدّة مرّات ومازلت إلى اليوم تحدث بعض المناوشات بين شباب الحيين. ولا تنتهي مشاكل هذا الحي هنا حسب السكان، بل تمتدّ إلى حد التعدّي على زائري الحي من أصدقاء وعائلات السكان المقيمين به من طرف بعض الشباب المنحرفين، حيث يقومون بالاعتداء على أيّ شخص غريب عن الحي، خاصّة أصحاب السيّارات، إذ يقومون برشقها بالحجارة في صورة غير حضارية، زيادة على أعمال السرقة التي تطال الكثيرين داخل الحي. ولعلّ أبرز عملية سرقة التي حدثت مؤخّرا تمثّلت في الاستيلاء على مبلغ 10 ملايين سنتيم من داخل شاحنة أحد موزّعي قارورات الغاز الذي كان يقوم بتفريغ القارورات لأحد المتاجر الموجودة في الحي، إذ وفي غفلة منه وحين كان يتحدّث مع صاحب المتجر قام اللصوص بسرقة المبلغ المذكور، ليتفطّن بعدها الضحّية ويطالب بالمبلغ المفقود من اللصوص الذين أنكروا السرقة، ممّا جعل الأجواء تتوتّر وينشب شجار بين اللصوص والضحّية الذي استنجد بصاحب المتجر وبعض أصدقائه، ما خلّف جرحى من الطرفين. وإضافة إلى كلّ هذا يعاني سكان هذا الحي مشاكل أخرى ناجمة عن سكناتهم القصديرية وضيقها كالحساسية والربو وغيرها من الأمراض التنفّسية، زيادة على انتشار الحشرات والفئران التي تشكّل خطرا على حياة السكان، خاصّة الأطفال منهم. ويعدّ أكبر خطر يهدّد السكان، خاصّة المقيمين بالمنحدر أسفل الجبل هو خطر الرّدم وانجراف التربة خاصّة عند سقوط المطر وبدأ التربة بالانجراف. لهذا يجب التكفّل السريع بسكان الحي بترحيلهم نحو سكنات لائقة تضمن لهم حياة كريمة وآمنة، ومحاولة إيجاد حلّ للمنحرفين الذين يشكّلون خطرا على حياة السكان ووضع حدّ لهم ولأعمالهم الإجرامية وغير الحضارية من طرف قوات الأمن.