قال وزير الخارجية، رمطان لعمامرة، إن تركيا لاعب دولي مهم جدا ونرتبط معها ب"علاقات تاريخية عميقة"، واصفا تصريحات للرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ب "الخطأ الجسيم". وعلى هامش الاجتماع الوزاري الثالث بين إيطاليا وإفريقيا في روما، أضاف لعمامرة، في تصريح لوكالة "الأناضول"، أن الجزائروتركيا تمتلكان علاقات تاريخية عميقة وروابط معنوية قوية، وتسعيان إلى تعزيز علاقاتهما المشتركة. وتابع أن تركيا ساهمت بشكل مهم في عملية التنمية بالجزائر خلال السنوات الأخيرة، وأن بلاده تتطلع إلى المزيد من علاقات الشراكة والاستثمارات التركية خلال الأيام القادمة. وأردف أن بلاده تدعم إقامة علاقات شراكة نوعية مع تركيا، بحيث تشمل المجالات كافة، معربا عن تفاؤله بهذا الصدد. وفيما يخص ليبيا، قال لعمامرة إن بلاده مستعدة لتقاسم خبراتها وتجاربها وإمكانياتها مع "الأشقاء الليبيين" لإجراء الانتخابات بشفافية وديمقراطية. وحول الدور التركي في ليبيا، قال إن "تركيا بلا شك لاعب مهم للغاية، ولديها علاقات قوية مع ليبيا، ونأمل أن تقوم كافة الأطراف بمساعدة الليبيين على صياغة مستقبل مشترك دون التدخل في شؤونهم الداخلية". وتابع: "بعد هذه الأزمة العميقة، التي استمرت لأكثر من 10 سنوات، ندعو كافة الأطراف والقادة في ليبيا إلى اعتبار أن الوقت قد حان لفتح صفحة جديدة في تاريخهم، والجزائر بالتأكيد ستدعم هذا الأمر". وردا على سؤال حول تصريحات ماكرون الأخيرة، قال لعمامرة: "مهما كان سبب المشكلة بين فرنساوالجزائر، لا أعتقد أنها ستؤثر على علاقاتنا مع الدول الشقيقة مثل تركيا". وأضاف لعمامرة أن الجزائروفرنسا تمتلكان تاريخا طويلا وصعبا ومعقدا، وأن بلاده نجحت في التعامل مع هذا الوضع في كل وقت. وشدد على أن الجزائر حافظت دوما على سمعتها وحقوقها وسيادتها أمام فرنسا وأي دولة أخرى. وتابع: على جميع الدول الشريكة، وخاصة فرنسا، أن تفهم جيدا أن الجزائر لن تقدم أي تنازلات، ولن تسمح بالتدخل في شؤونها الداخلية إطلاقا. وجدد الإعراب عن رفض بلاده القاطع لتصريحات ماكرون، واصفا إياها ب"الخطأ الجسيم". وقال لعمامرة إن بلاده لا ترغب في إدارة أي مشكلة مع شركائها الدوليين عبر وسائل الإعلام، وإنما من خلال الوسائل الدبلوماسية. وأردف: "القواعد واضحة، في حال احترام سيادتنا واستقلالنا وحقوقنا المشروعة، فنحن على استعداد للتعاون مع هذا الشريك، وإلا فنحن مستعدون لمواجهة ذلك".