ارتفع عدد الإصابات بالمتحور الجديد "أوميكرون" في الجزائر إلى 16 حالة مؤكدة، بعد إعلان معهد باستور، الخميس الماضي، اكتشافه 12 حالة إصابة جديدة. يحدث هذا في وقت لا يزال متحور "دلتا" ينتشر بكثرة بين الجزائريين، وهو ما جعل البروفيسور كمال جنوحات يتوقع بلوغ ذروة الموجة الرابعة في أقل من أسبوعين، ودفع بلجنة الفتوى تحريم كل تهاون بالتقيد بالإجراءات الوقائية وتوجيه نداء للمواطنين من أجل الإقبال بكثافة على استعمال اللقاح وحذرتهم من تداول الإشاعات. صار شبح "أوميكرون" يطارد عدة حكومات ودول في العالم، نظرا لسرعة انتشاره من شخص لآخر، ولعل الإحصائيات الأخيرة التي نشرتها وكالة الأنباء الفرنسية والتي كشفت عن تجاوز عدد الإصابات عتبة 1 مليون إصابة يوميا عبر العالم لأول مرة منذ حلول الجائحة، لخير دليل على مدى خطورته مقارنة بباقي السلالات الأخرى. وفي الجزائر، يواصل معهد باستور إجراء تحاليل التسلسل الجيني للكشف عن السلالات المتحورة، وقد تم تأكيد الحالات المذكورة عن طريق تحليل التسلسل الجيني على مستوى المخبر المرجعي للمعهد، ويتعلق الأمر بستة مواطنين جزائريين كانوا برفقة حالات مؤكدة سابقا، ومواطنين جزائريين قادمين من فرنسا وأربعة أشخاص من جنسية أجنبية، من بينهم شخص واحد قادم من بريطانيا و3 من موريتانيا". وبهذا تكون الجزائر قد سجلت 16 حالة مؤكدة ب"أوميكرون"، منذ منتصف شهر ديسمبر الماضي، تاريخ تسجيل أول حالة. وبناء على المعطيات السابقة وأخرى تتعلق بتواصل انتشار الفيروس بمتحوره "دلتا"، يتوقع رئيس الجمعية الجزائرية لعلم المناعة البروفسور كمال جنوحات، دخول ذروة الموجة الرابعة من فيروس كورونا في أقل من أسبوعين، معتبرا أن التحاق موجة هذا المتغير الجديد بسلالة "دلتا" سينهي وجودها بالجزائر نهاية شهر جانفي. ويرى جنوحات أن نتائج معهد باستور بينت أن سلالة المتغير "أوميكرون" أخذت مكانها قبل الوقت. ودفع هذا الوضع الصحي المقلق باللجنة الوزارية للفتوى إلى التحرك، نهاية الأسبوع الماضي، بإصدار بيان دعت فيه المواطنين إلى استعمال اللقاح، معتبرة أنه "أمر ضروري لتحقيق المناعة الجماعية"، حيث إن "أحكام الشريعة الإسلامية تأمر بالتداوي"، وذلك تأسيسا على مبدأ "استناد الأحكام الفقهية إلى الخبرة العلمية المتخصصة"، وفق ما ورد في بيان صحفي لها. كما حذرت اللجنة من "صناعة الإشاعات ونشرها وتداولها"، مؤكدة أن ذلك "من دواعي الفتنة ومن مظاهر الكذب، وقد نهى ديننا الحنيف عن ذلك"، وأكدت في المقابل على ضرورة أن "تؤخذ المعلومات من مصادرها المؤكدة الموثوقة، ولا يجوز أخذها من المصادر المشبوهة الأخرى". وأوضحت لجنة الفتوى أن "نصوص الشريعة وقواعدها ومقاصدها تدل على ضرورة الأخذ بالإجراءات الاحترازية المتخذة، لاسيما في الفضاءات العمومية"، مشيرة إلى أن ذلك الأمر "لا يجوز الاستهانة به لأنه من الحدود التي لا يجوز التعدي عليها". وذكرت اللجنة المصلين والقائمين على المساجد بأهمية "العودة إلى تجسيد المستوى الحضاري الراقي من الالتزام الصارم بالإجراءات الوقائية الذي عرفته المساجد، سواء في صلاة الجماعة وصلاة الجمعة أو في بيوت الوضوء وسائر المرافق المرتبطة بها، كالتباعد الجسدي وارتداء القناع الواقي واستعمال السجادات الشخصية والأخذ بأسباب النظافة وسائر طرق الوقاية وأسبابها. وعلى المستوى الدولي حذرت منظمة الصحة العالمية استمرار تطور فيروس كورونا وتهديده للنظم الصحية، حيث إن متحوري (دلتا - أوميكرون) يشكلان حاليا تهديدا مزدوجا ويؤديان لارتفاع الحالات بشكل قياسي وارتفاع حالات دخول المستشفيات والوفيات. وأبدت منظمة الصحة العالمية تخوفها من استمرار انتشار الفيروس، بعدة متحورات، وشبهت الأمر بعدة أمواج قد تلتقي وتؤدي لحدوث "تسونامي" من الحالات. ومما زاد من قلق المنظمة، هو الضغط الهائل الذي يعاني منه عمال الصحة المنهكين، والذي من شأنه تعطيل مرة أخرى الحياة وسبل العيش، في ظل تواصل تسجيل حالات وفاة بالكوفيد لأشخاص غير مطعمين. وتراهن المنظمة العالمية على بلوغ تطعيم بنسبة 70 في المائة من سكان دول العالم، مع حلول منتصف 2022، كما جددت مطلب تحقيق المساواة في اللقاحات.