تتنوع مجالات الاستثمارات العربية وقطاعاتها في الجزائر، حيث يتجاوز حجم الاستثمارات العربية بمختلف جوانبها 25 مليار دولار، أهمها استثمارات مصرية وأردنية وكذا سعودية وإماراتية وقطرية، فضلا عن مشاريع أخرى عربية. ووفقا للتقديرات الإحصائية، فإن مصر من بين أهم المستثمرين في الجزائر بتقدير حجم استثمارات بنحو 3.6 مليار دولار. وترتكز الاستثمارات المصرية في الجزائر على شركات كبرى على غرار المقاولون العرب، حسن علام للمقاولات، أوراسكوم للإنشاءات، بتروجيت والسويدي للكابلات. فضلا عن ذلك فإن هناك مركب الأمونياك سورفيرت بأرزيو الذي تم تدشينه في أوت 2013 ويقع بولاية وهران، وهو مركب أنجز في إطار شراكة جزائرية مصرية بين أوراسكوم للإنشاء والصناعة (51 بالمائة) وسوناطراك (49 بالمائة). ويضم مركب سوناطراك أوراسكوم للأسمدة (سوفيرت الجزائر) الكائن مقره ببطيوة بوهران وحدتين لإنتاج الأمونياك بطاقة 2.200 طن متري/اليوم لكل واحدة ووحدة إنتاج حبيبات اليوريا بطاقة 3.450 طن متري/اليوم وملحقات أخرى. وتعد قطر من جانبها واحدة من أهم المستثمرين في الجزائر ضمن الدول العربية الحاضرة في الجزائر، من خلال استثمارات معتبرة، لاسيما في قطاع الصناعة والمواصلات السلكية واللاسلكية. وقد شهد التعاون الثنائي نقلة نوعية خاصة بعد إنشاء مجمع "الجزائريةالقطرية للصلب" في منطقة بلارة (جيجل) الذي يعد شراكة مثمرة بلغت قيمتها نحو 2.5 مليار دولار. تأسست الشركة الجزائريةالقطرية للصلب في ديسمبر 2013، وهي ثمرة شراكة استثمارية بين الجزائروقطر برأس مال اجتماعي مسجل قدره 58،610،000،000 دينار جزائري، وهي مملوكة بنسبة 49% لشركة قطر ستيل أنترناشيونال و46% لمجمع "سيدار" و5% للصندوق الوطني للاستثمار. وتعد قطر شريكا اقتصاديا محوريا بالنسبة للجزائر، إذ وضعت الوكالة الجزائرية لتطوير الاستثمار قطر ضمن أول المستثمرين، حيث تضم الاستثمارات الثنائية مشروعا مشتركا لقطر مع سوناطراك النفطية في مجال البتروكيماويات واستغلال مناجم ذهب في منطقة تمنراست ومركب للأسمدة الفوسفاتية والآزوتية في ولاية سوق أهراس بالجانب الشرقي، فضلا عن مركب للإمداد بولاية بومرداس وسط البلاد لضمان خدمات التخزين ومعالجة السلع والتبريد والتخزين. وفي مجال المواصلات السلكية واللاسلكية، فإن عدد المشتركين في متعامل الهاتف النقال "أوريدو" المتواجد بالجزائر منذ 2004 والذي يحتل المركز الثالث في السوق الجزائرية بلغ لحد اليوم 13 مليون مشترك في تكنولوجيات الجيلين الثاني والثالث والرابع، فضلا عن نشاط النقل عبر القطرية للطيران.
نحو 10 ملايير دولار استثمارات إماراتية
في نفس السياق، يتم إحصاء نحو 15 مؤسسة إماراتية ناشطة في الجزائر. ويقدر مجموع الاستثمارات الإماراتية في الجزائر بحوالي 10 مليارات دولار، وهي تتنوع بين عدة قطاعات مثل الصناعة والخدمات والطاقة وتشمل عدة قطاعات، منها قطاع النقل والبناء والمشاريع العقارية. وقد كشف الأمين العام لمجلس الإمارات للمستثمرين في الخارج، جمال سيف الجروان، أن إجمالي الاستثمارات في الدول السبع، مصر وعُمان والمغرب والجزائروالأردن والسودان وموريتانيا، يصل إلى حوالي 55 مليار دولار، تتوزع على 7.2 مليارات دولار لمصر و15 مليار دولار للمغرب و15 مليار دولار للأردن و10 مليارات دولار في الجزائر و4 مليارات دولار في سلطنة عُمان وملياري دولار في السودان وملياري دولار في موريتانيا. ومن المشاريع المجسدة مشروع مصنع السيارات بعين بوشقيف، في إطار مشروع شراكة جزائرية إماراتية ألمانية، تم التأسيس له بموجب التوقيع على القوانين الأساسية الخاصة به في 29 جويلية 2012 بين ثلاثة مساهمين رئيسين، منهم الطرف الجزائري الذي يستحوذ على 51 بالمائة منه، موزعة على مؤسستين (شركة تطوير صناعات السيارات التابعة لمديرية الصناعة العسكرية بوزارة الدفاع الوطني 34 بالمائة والشركة الوطنية للسيارات الصناعية 17 بالمائة)، فيما يمتلك المساهم الثاني المتمثل في الطرف الإماراتي ممثلا في صندوق الاستثمار الإماراتي (آبار) 49 من المائة من الأسهم، في حين يعتبر الطرف الألماني المتمثل في شركة "دايملر" شريكا تكنولوجيا. فضلا عن ذلك، فإن هناك محطة كهرباء حجرة النوس بسعة 1200 ميغاوات والتي تعد ثمرة شراكة ساهمت فيها شركة "مبادلة "الإماراتية"، وتوسعت دائرة التعاون إلى مجالات منها صناعة الألمنيوم. وعرفت الاستثمارات الجزائريةالإماراتية توجها نحو الصناعة والصيدلة والنقل والتعليم العالي والطاقة، بعدما كانت ترتكز في السابق على الخدمات والعقاري، حيث تم التوقيع على عقد شراكة بين مجمع صيدال وشركة "جفار" في مجال صناعة الأدوية في 2014. وفي المجال الفلاحي، وقع على برتوكول اتفاق بين مجموعة "أغروديف" والشركة الإماراتية" اليت أغرو" قصد تطوير مزارع نموذجية خاصة بإنتاج الحبوب والأعلاف والفواكه والخضر.
وبقيمة تقارب 250 مليون دولار تتنوع الاستثمارات الأردنية، حيث تنشط أربع شركات أردنية في مجال صناعة الأدوية هي الحكمة والعربية ودار الدواء والكندي، كما تتواجد الأردن من خلال بنكين هما البنك العربي وبنك الإسكان، فضلا عن نشاط شركات متخصصة مثل شركة "موبيدكو" لتجارة المبيدات والأسمدة الزراعية. وأقيم فرع الجزائر برأسمال يقدر بنحو 3 ملايين دولار، كما يسجل نشاط شركات مختلطة في مجالات صناعية. وبلغ حجم المبادلات التجارية بين البلدين خلال عام 2021 قرابة 199 مليون دولار، حيث بلغت قيمة الصادرات الأردنية 99 مليونا مقابل واردات بلغت 100 مليون دولار. وتركزت الصادرات الأردنية في الأدوية والأسمدة والمبيدات الحشرية والزراعية، فيما تركزت المستوردات من الجزائر في سكر القصب والغازات النفطية. ويعد قطاع الصناعة من القطاعات السباقة لتعزيز التعاون بين الأردنوالجزائر، حيث يحتل القطاع الصناعي المرتبة الأولى في ترتيب الاستثمارات الأردنيةبالجزائر. ويقدر عدد المشاريع بنحو 20 مشروعا أردنيا بحجم استثمار يصل إلى ما يقارب 247 مليون دولار. أما بالنسبة للاستثمارات السعودية في الجزائر، فقد قدرت بنحو 1.5 مليار دولار في قطاعات مثل السياحة والسكن والصحة والبتروكيماويات والأدوية والأغذية. وتميزت الشراكة الاقتصادية بين الجزائر والمملكة العربية السعودية بالتوقيع على عدة اتفاقات استثمار، لاسيما في الصناعة الكيميائية والصيدلانية والصناعة الغذائية. وفي نهاية 2018، تم إطلاق 5 مشاريع بين الجزائر والسعودية في مختلف المجالات خلال المنتدى الجزائري السعودي، إذ لم تتعد قيمة هذه المشاريع 100 مليون دولار. وتتعلق هذه المشاريع بصناعة الكيماويات غير العضوية ومعالجة المعادن وصناعة مواد الكلور والصودا الكاوية والصودا الموجهة لتنقية المياه من طرف الشركة السعودية "عدوان للكيماويات" ومشروع لصناعة الأدوية من طرف الشركة السعودية "تبوك"، بطاقة إنتاج تبلغ 10 ملايين وحدة. إلى جانب ذلك تم تدشين مشروع لصناعة الورق الصحي من طرف الشركة السعودية "بايبر ميل" بطاقة إنتاج 30.000 طن بقيمة 20 مليون دولار، بالإضافة إلى مشروع في مجال الصناعات الغذائية لإنتاج العصائر بولاية البليدة من طرف شركة "العوجان السعودية".