حضور عربي نوعي بالجزائر سجلت الاستثمارات العربية في الجزائر تطورا "ملحوظا" في الفترة الممتدة بين 2002 و2008 مستفيدة من الإجراءات التحفيزية التي اتخذتها الحكومة الجزائرية منذ 2001 قصد تحسين البيئة الاستثمارية وترقية وجهة الجزائر. * وتجلى هذا التطور من خلال المعطيات الإحصائية التي حصلت عليها "الشروق اليومي" من "الوكالة الوطنية لترقية الاستثمارات" التي سجلت خلال الفترة الممتدة من 2002 إلى نهاية 2008 مجموع 399 مشروع استثماري مباشر بأكثر من 24 مليار دولار (1700 مليار دينار) أي ما يعادل 15.9 % من إجمالي المشاريع الاستثمارية التي طلبت الاستفادة من الحوافز والتسهيلات الممنوحة للمستثمرين العرب والأجانب من طرف الوكالة في إطار قانون الاستثمار. * وتركزت الاستثمارات العربية المباشرة على الصناعة وتحلية مياه البحر وإنتاج الأسمدة والأمونياك ومصانع الإسمنت والصناعات الغذائية والفلاحة والسياحة والفندقة والبنوك والمؤسسات المصرفية (التقليدية والإسلامية) وشركات التأمين التكافلي والاتصالات (أوراسكوم تلكوم، كيوتل) والنقل. * وأرجع إبراهيم بن جابر، رئيس الغرفة الجزائرية للصناعة والتجارة، التطور الذي شهدته الاستثمارات العربية، إلى تحسن العوامل التنظيمية من خلال الفصل بين المستثمرين الصغار وأصحاب المشاريع الضخمة أو المدرة لقيمة مضافة هامة بالإضافة إلى المعاملة الخاصة التي يستفيد منها المستثمرون العرب بالخصوص من خلال اعتماد هيئة موحدة للتعامل مع ملفاتهم وفق تدابير الإصلاح المعتمد بموجب القانون الصادر سنة 2006 المتعلق بترقية الاستثمارت. * وقال بن جابر ل"الشروق اليومي" إن الجزائر بإمكانها جدب استثمارات عربية أهم خلال الأعوام القادمة من خلال التركيز القوي على ترقية الوجهة الجزائرية ونزع العراقيل التي كانت تواجه الرساميل العربية ومنحها معاملة تفضيلية على جميع الأصعدة، وفي مقدمتها مسألة العقار التي أرهقت المستثمرين المحليين فضلا عن العرب والأجانب. * وانتقد المتحدث، ضعف حملات الإعلام والترويج للوجهة الجزائرية من قبل البعثات الدبلوماسية الجزائرية في المنطقة العربية، مضيفا أنه وقف على هذا الخلل بنفسه خلال الزيارات المتعددة لمنطقة الخليج العربي. * * المشاريع الإماراتية والمصرية في الصدارة * كشفت مدونة المشاريع المسجلة لدى "الوكالة الوطنية لترقية الاستثمار"، أن المشاريع السياحية والعقارية تصدرت قائمة الاستثمارات العربية في الجزائر، وحل في الصدارة مشروع "حظيرة الرياح الكبرى" الترفيهي بالعاصمة، يجري تنفيذه على مساحة 670 هكتار ربعها سيخصص لبناء عمارات سكنية ومراكز تجارية ومستشفى ومدرسة دولية وفنادق وأبراج ومكاتب وملعب للڤولف وحدائق وغرس نحو عشرة ملايين شجرة وسيسلم خلال السنوات الأربعة القادمة. * وإلى جانب مشروع "دنيا بارك" بالجزائر العاصمة، شرعت أيضا شركات إماراتية في إنجاز المركب السياحي "موريتي" الذي يشمل فندق خمس نجوم ومركز أعمال وشقق فندقية بقيمة 752 مليون دولار. * وتتصدر شركة أوراسكوم المصرية قائمة المستثمرين العرب في الجزائر بإجمالي استثمارات انطلقت سنة 1998 بلغت 10 ملايير دولار، وتشمل الاستثمارات المصرية قطاعات الإنشاءات والاتصالات والاسمنت وتحلية مياه البحر وبناء محطات الكهرباء والبتروكمياويات والحديد وإنتاج الأدوية. * وتقوم شركة "سيدار" السعودية بإنجاز ثلاث قرى سياحية في كل من العاصمة الجزائر ومقاطعة بومرداس شرقي العاصمة ومقاطعة عنابة إلى الشرق من العاصمة قرب الحدود التونسية، وتبلغ التكلفة الإجمالية للمشاريع 888 مليون دولار، وانتهت الشركة من بناء المركز التجاري "القدس" بالعاصمة الجزائر، كما نجحت شركة "فرعون" السعودية للاسمنت من رفع قدرات الإنتاج لمصنع يقع ببني صاف غرب الجزائر بعد أخذها حصة مقدرة ب35 % من رأس مال الوحدة المملوكة للدولة. * ومن بين الشركات السعودية التي سجلت دخولا قويا إلى السوق الجزائرية، مجموعة "صافولا" التي أقامت مصنعا لإنتاج زيت المائدة بمدينة وهران غرب الجزائر بعد محاولة فاشلة لدخول السوق الجزائرية سنة 2001 . * وباشرت شركات استثمار من ليبيا وقطر والبحرين والأردن، إنجاز أبراج متعددة الأعمال قرب مطار العاصمة بقيمة 334 مليون دولار. * وتحرص مجموعة "إعمار" على الانطلاق في تنفيذ مشاريع تفوق قيمتها 5 ملايير دولار، تشمل إعادة تهيئة خليج الجزائر العاصمة وبناء قرية سياحية بمنطقة العقيد عباس على ساحل غرب العاصمة ومشروع تهيئة مدينة سيدي عبد الله، وإقامة مركز استشفائي للراحة بمدينة سطاوالي، ومستشفى تخصصي. * وإلى جانب الاستثمارات في القطاع العقاري، قررت مجموعتا "دوبال مبادلة" و"دوبال" الإماراتيان إقامة مصهر للألمونيوم في بلدة بني صاف بمقاطعة عين تموشنت غربي العاصمة الجزائر بتكلفة تتجاوز 5 مليارات دولار بالشراكة مع مجموعة "سوناطراك".