يواصل الاحتلال الصهيوني عدوانه على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم ال22 على التوالي، واليوم التاسع على مخيم نور شمس، وسط تصعيد عسكري وتدمير واسع للبنية التحتية وهدم للمنازل. وأفادت وكالة "وفا" الفلسطينية، بأن قوات الاحتلال دفعت بتعزيزات عسكرية إضافية من الآليات وجنود المشاة، إلى المدينة ومخيميها، وسط انتشار كثيف لها في شارع نابلس الذي يصل بين مخيمي طولكرم ونور شمس، تزامنا مع استيلائها على منزلين في الشارع المذكور، وتحويلهما إلى ثكنة عسكرية. وأضافت الوكالة نقلا عن شهود عيان، أن جيش الاحتلال نفذ، الليلة الماضية، حملة مداهمة واسعة للمنازل في مخيم طولكرم، وقام بتفتيشها وتخريب محتوياتها، وإخضاع سكانها ممن بقوا في منازلهم للتحقيق الميداني. كما انتشر جنود المشاة بكثافة داخل حارات المخيم التي حولها الاحتلال إلى ثكنات عسكرية، وتمركز عدد منهم في حارة الحدايدة، وسط إطلاقهم للرصاص الحي بشكل عشوائي، والقنابل الضوئية، في الوقت الذي دمرت جرافات الاحتلال البنية التحتية في حارة المربعة بالمخيم الذي أصبح يحيطه الركام في كافة طرقاته وحاراته. في غضون ذلك، تواصل قوات الاحتلال حصارها المطبق على مخيم نور شمس، الذي يشهد تصعيدا عسكريا خطيرا، حيث تستمر جرافات الاحتلال في هدم المنازل، وإلحاق أضرار كبيرة بالبنية التحتية والممتلكات، مترافقا مع إطلاق الرصاص الحي وسماع دوي انفجارات. كما شنت قوات الاحتلال الصهيوني حملة اعتقالات وصادرت مركبات مواطنين، خلال اقتحامات نفذتها في الساعات الماضية بمدن ومناطق في الضفة الغربية. وذكرت مصادر محلية، أن قوات الاحتلال صادرت مركبة خلال اقتحام البلدة القديمة في مدينة نابلس، شمالي الضفة الغربية، كما اقتحمت محيط مخيم العين وأعاقت تنقل المواطنين عبر حاجز بيت فوريك شرقي نابلس. وجاء ذلك بعد يوم من اقتحام واسع للمنطقة أسفر عن إصابة 14 شخصا بجروح متفاوتة برصاص قوات الاحتلال الصهيوني، وفقا للهلال الأحمر الفلسطيني، بينهم أطفال وطلبة مدارس ومسنون، كما أصيب العشرات بحالات اختناق بالغاز جراء اقتحام البلدة القديمة أمس. من جانب آخر، شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة في مخيم العروب بالخليل جنوبي الضفة الغربية، كما صادرت عددا من مركبات الفلسطينيين خلال اقتحامها لبلدة صوريف شمالي الخليل. وفي جنين تواصل قوات الاحتلال تدمير البنى التحتية في المدينة ومخيمها خلال العملية العسكرية المستمرة لليوم ال28 على التوالي. واعتقلت قوات الاحتلال، أمس، عددا من الفلسطينيين واحتجزت آخرين وأخضعتهم للتحقيق الميداني والتفتيش عند دوار الشهيد يحيى عياش وسط مدينة جنين. ووفقا للجنة الإعلامية في مخيم جنين، أسفر العدوان الصهيوني المستمر عن استشهاد 25 مواطنا، وتهجير أكثر من 20 ألفا واعتقال أكثر من 150 فلسطينيا، وإخضاع العشرات للتحقيق الميداني. كما دمر الاحتلال أكثر من 470 منشأة ومنزلا بشكل كلي أو جزئي، مما أدى إلى تعطيل الخدمات الأساسية كالمياه والكهرباء ونقص حاد في المواد التموينية. وتحرِم قوات الاحتلال أكثر من ثلث سكان مدينة جنين من المياه وتمنع وصول المياه إلى 4 مستشفيات رئيسية في المدينة.