لا تزال تبعات الزلزال الذي ضرب الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، أواخر ماي 2015 "مستمرة" حتى الآن، ولا يُعرف بعدُ متى ستُكتب نهاية هذا المسلسل المثير في أحداثه وتقلباته وآثاره التي شكلت مفاجأة مدوية للكثيرين.. منظومة كرة القدم العالمية دخلت منذ عامين تقريباً في مرحلة من "الفوضى الشاملة" على خلفية إيقاف وإلقاء القبض على عدد كبير من قيادات "الفيفا" المتورطين في قضايا فساد وتبييض أموال، وذلك بطلب من القضاء الأمريكي، وتنفيذ من قِبل السلطات السويسرية، وبعد عامين من "زلزال" الفيفا، باتت منظومة كرة القدم العالمية خالية من ثلاثة أسماء من العيار الثقيل هيمنت سنواتٍ طويلةً على المشهد برمته، عالمياً وأوروبياً وأفريقياً، وهنا يدور الحديث حول بلاتر، بلاتيني، وحياتو على التوالي. سيناريو هيتشكوكي لم يكن أحد يتوقعه من كان يصدق أن هذا الثلاثي القوي، الذي استطاع أن يحكم العالم بأسره دونما حاجة لجيوش أو صواريخ أو طائرات، سيسقط الواحد منهم تلو الآخر في سيناريو هيتشكوكي لم يكن أحد يتوقعه، فالإمبراطور السويسري، جوزيف بلاتر، الذي حكم أقوى هيئة كروية في العالم بيد من حديد لعقود من الزمن، كان يمثل هذا العقد المتين الذي ما إن سقط حتى انفرط العقد برمته، فسقط هو أولا، وتلاه زميله ومنافسه وخصمه، ميشال بلاتيني، الذي صنع مجد الاتحاد الأوربي لكرة القدم، وبعدها بشهور، لحق بهم العجوز السبعيني الكاميروني عيسى حياتو، الذي تلقى ضربة قاضية على يد منافسه أحمد أحمد الخميس الماضي، وهو الذي لم يكن يحلم مجرد حلم بتعرضه لهذا المصير المشؤوم. إنها دورة الحياة.. جيل يذهب وآخر يأتي إنها دورة الحياة، وحتمية التاريخ، جيل من الأباطرة الكبار وصل إلى نهايته، حتى وإن كان الفرنسي بلاتيني مازال في أوج قوته البدنية والذهنية، عكس زميليه العجوزين، بلاتر وحياتو، وجاء جيل جديد من المسؤولين والمسيرين، يعدون عشاق الرياضة الأكثر شعبية في العالم بعهد جديد من النزاهة والوضوح والشفافية ومحاربة كل أنواع الفساد، لقد جاء إنفانتينو وهو السويسري الآخر والمحامي الشاب، ليرأس عرش الفيفا بدلا من مواطنه الإمبراطور، كما جاء السلوفيني ألكسندر سيفرين، رئيسًا جديدًا للاتحاد الأوروبي لكرة القدم خلفًا للفرنسي ميشال بلاتيني الموقوف بقرار إداري من الفيفا بسبب قضايا فساد، وجاء الملغاشي أحمد أحمد، رئيسا للكاف، التي رزحت تحت سيطرة الكاميروني الديكتاتور ل29 سنة بالتمام والكمال، فهل يكون العهد الجديد أفضل من سابقه في رياضة سلبت عقول الملايير من البشر عبر العالم؟ بلاتر.. الإمبراطور الذي مع سقوطه تهاوت عروش كبار الكرة في العالم رغم "زلزال" الفيفا عام 2015، انعقدت الانتخابات الرئاسية للاتحاد الدولي لكرة القدم، وأسفرت عن فوز كبير للعجوز السويسري جوزيف سيب بلاتر على حساب الأمير الأردني علي بن الحسين، واعتقد الجميع وقتها أن فوز بلاتر، الذي يتزعم الفيفا منذ عام 1998، لولاية رئاسية جديدة سوف يُسدل الستار على المشهد الفوضوي برمته، غير أن السويسري العجوز فجّر قنبلة من العيار الثقيل بإعلان استقالته من منصبه بعد أربعة أيام فقط على فوزه بالانتخابات الرئاسية ل"فيفا"، ولم تتوقف الأمور عند استقالة بلاتر فحسب، بل تم توقيفه من قِبل لجنة القيم والأخلاق بالفيفا ل90 يوماً، ومن ثم تعرضه لعقوبة الإيقاف، ومنعه نهائياً من ممارسة أي نشاط كروي، حيث تم تعيين الكاميروني عيسى حياتو رئيساً مؤقتاً ل"أكبر منظومة كروية في العالم"، وظل الكاميروني المخضرم مُمكساً بقيادة "الفيفا" حتى موعد الانتخابات الرئاسية المبكرة، التي جرت في ال26 فيفري 2016، وأسفرت عن فوز السويسري جياني إنفانتينو بعد صراع شرس مع الشيخ البحريني سلمان بن إبراهيم آل إبراهيم رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، في حين انسحب بلاتر من المشهد بأكمله، وحاول عبثاً تبرئة نفسه من تهم "الفساد" و"الديكتاتورية" التي باتت مرادفة له كلما نُطق اسمه. من هو جوزيف سيب بلاتر؟ ولد سيب بلاتر في 10 مارس 1936 بمدينة فيسب بكانتون فاليز، بسويسرا، وشغل منصب ثامن رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" لمدة 17 عامًا من التي بدأت في 8 جوان 1998 وانتهت باستقالته 2 جوان 2015، وحصل بلاتر عل شهادة من معهد سيون وسان موريس، وحاصل على بكالوريوس اقتصاد وإدارة تجارية من جامعة لوزان بسويسرا، وبدأ حياته المهنية سكرتير لهيئة السياحة في فاليه، وفقًا لموسوعة "ويكيبيديا الحرة"، وفي الفترة من 1964 إلى 1966 عمل أميناً عاماً للاتحاد السويسري للهوكي على الجليد، ومن 1966 إلى 1968 عمل مديراً إعلامياً لجمعية الصحافة الرياضية السويسرية، ومن 1968 إلى 1975 عمل مديراً لدائرة أجهزة قياس التوقيت الرياضي والعلاقات العامة والتسويق في شركة لونجين لصناعة الساعات، وشارك في تنظيم الألعاب الأولمبية في ميونيخ عام 1972 ومونتريال عام 1976، وفي عام 1975 انضم إلى الفيفا وأصبح مديراً لبرامج التطوير، وفي 1981 أصبح أميناً عاماً للفيفا، وفي 1990 عمل مديراً تنفيذياً للفيفا، وفي 1998 ولغاية عام 2015 ترأس الفيفا، وقُلِّد الوسام الأولمبي في العام 1994. استقال بعد أربعة ايام فقط من إعادة انتخابه انتخب بلاتر لرئاسة الفيفا في 8 جوان 1998 خلفًا للبرازيلي جواو هافيلانج، وأعيد انتخابه في31 ماي 2007 للولاية الثالثة كرئيس لهذا الاتحاد، وفي 29 ماي2015 أعيد انتخابه للولاية الخامسة حيث فاز بالانتخابات بعد انسحاب منافسه الأمير علي بن الحسين من الجولة الثانية، حيث فاز بعدد 133 صوتا مقابل 73 صوتا لمنافسه في الجولة الأولى قبل انسحاب منافسه في أعقاب الجولة الثانية، وفي 2 جوان 2015، قدم جوزيف بلاتر استقالته فجأة، بعد أربعة أيام من فوزه بولاية خامسة كرئيس للاتحاد الدولي لكرة القدم، حيث صرح بمؤتمر صحفي قائلاً "يبدو أن ولايتي غير مدعومة من قبل الجميع". أحمد أحمد.. الشاب الذي أطاح بالعجوز حياتو من عرش "الكاف" أحمد الملغاشي، المنافس الوحيد الذي تحدى حياتو في ترشيحه لولاية ثامنة على رأس "الكاف" حقق ما لم يكن متوقعا وأطاح بالعجوز من على العرش بعد قرابة 30 سنة قضاها الكاميروني ذو ال70 ربيعاً على رأس الكاف.. الملغاشي أحمد أحمد الذي يشغل منصب عضو اللجنة التنفيذية للاتحاد الإفريقي لكرة القدم، آمن بحظوظه في الإطاحة بحياتو رغم صعوبة المهمة، خصوصا أن المنافسين السابقين لهذا الأخير الأنغولي أرماندو ماشادو والبوتسواني إسماعيل بهامجي منيا بهزيمتين ساحقتين أمامه، وكان الرئيس الجديد للكاف قد انتُخب سنة 2013 بمراكش في عضوية المكتب التنفيدي للاتحاد الإفريقي، قبل أن يتولى أحمد أحمد البالغ من العمر 57 عاما منصب وزير الرياضة في مدغشقر، كما يشغل حاليا سيناتور في برلمان بلاده بالإضافة إلى توليه رئاسة جامعة كرة القدم هناك. ثالث منافس فقط يواجه حياتو منذ انتخابه في 1988 أدرك الكاميروني عيسى حياتو، خلال هذه الانتخابات أن طريقه لن تكون مفروشة بالورود للفوز بولاية جديدة بعد علمه أن مجموعة دول أفريقيا الجنوبية "كوسافا" تدعم الملغاشي أحمد أحمد في ترشحه للرئاسة، إضافة إلى ذلك بعد أن تحدثت العديد من وسائل الإعلام عن قبول رئيس "الفيفا" إنفانتينو لدعوة تلقاها من مجموعة "كوسافا" لحضور اجتماع إعلان المساندة للملغاشي أحمد أحمد، ما وجّه ضربة موجعة للكاميروني عيسى حياتو، وخاض أحمد أحمد الانتخابات، وهو ثالث منافس فقط يواجه حياتو منذ انتخابه رئيسا لأول مرة في 1988، حيث مني المنافسان الآخران – الأنغولي أرماندو ماتشادو عام 2000 وإسماعيل بامجي من بوتسوانا في 2004، بهزائم ثقيلة، لكن أحمد هو أول مرشح نال مساندة من دول أعضاء في الاتحاد الإفريقي، ومن بينهم اتحاد دول جنوب إفريقيا (كوسافا) الذي يضم 14 دولة ونيجيريا. وزير، برلماني وعضو تنفيذية الفيفا لعهدتين ويبلغ أحمد أحمد من العمر 57 عاما، فاز بعضوية اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" خلال دورتين، يترأس اتحاد مدغشقر لكرة القدم للمرة الثالثة على التوالي، تولى منصب وزير الرياضة في مدغشقر، ويحظى بدعم السويسري جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، حصل على دعم فليب تشيانغوا، أحد أبرز الشخصيات في زيمبابوي ورئيس اتحاد زيمبابوي لكرة القدم ورئيس اتحاد كوسوفا، خلال انتخابات الكاف، وتعهد أحمد أحمد بعد فوزه برئاسة الكاف الاستعانة بخبرات نجوم القارة السمراء القدامى، كما تعهد بمراجعة نظام منح شرف استضافة البطولات الإفريقية. إنفانتينو.. فاز بعرش الفيفا وخلف العجوز السويسري بلاتر فاز السويسري جياني إنفانتينو بمنصب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم" فيفا"، الجمعة 26 فيفري 2016، في مدينة زيوريخ السويسرية، وذلك خلال الاجتماع الاستثنائي للجمعية العمومية، وحصل حينها جياني إنفانتينو على 115 صوتا في جولة الإعادة، متفوقا على البحريني الشيخ سلمان آل خليفة الذي حل في المركز الثاني برصيد 88 صوتا، وتلاهما الأردني الأمير علي بن الحسين في المركز الثالث برصيد 4 أصوات فقط، ومن ثم الفرنسي جيروم شامبين الذي لم يحصل على أي صوت، وقال إنفانتينو البالغ من العمر 45 عاما: "سنعمل على استعادة سمعة الفيفا واحترام الناس للمؤسسة الدولية وسيصفق لنا الجميع في النهاية". "المضي بكرة القدم إلى الأمام" وأضاف رئيس الفيفا الجديد: "استمتعت برحلة استثنائية قابلت خلالها أشخاصا رائعين يعشقون كرة القدم ويتنفسون كرة القدم.. أرغب في أن أكون رئيسا للجميع ولكل الاتحادات 209 الأعضاء.. أرغب في العمل معكم جميعا وتدشين عصر جديد تكون فيه كرة القدم على رأس أولوياتنا"، وأصبح انفانتينو مرشح الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) لرئاسة الفيفا، بعد أن تأكد خروج رئيس اليويفا الفرنسي ميشيل بلاتيني من السباق بسبب عقوبة الإيقاف التي فرضت عليه ضمن قضية فساد، وبدأ جياني انفانتينو (45 عاما) عمله في اليويفا منذ العام 2000، وتولى منصب الأمين العام للاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا) منذ العام 2009، وكان شعار حملة السويسري الانتخابية لرئاسة الفيفا: "المضي بكرة القدم إلى الأمام". خلف الإمبراطور السويسري بلاتر وكان جياني إنفانتينو قد تصدر الانتخابات في الدور الأول أيضا برصيد 88 صوتا من أصل 207 أصوات صالحة، متقدما بفارق ثلاثة أصوات أمام البحريني الشيخ سلمان آل خليفة الذي حل في المركز الثاني، وتلاهما الأردني الأمير علي بن الحسين في المركز الثالث برصيد 27 صوتا، ومن ثم الفرنسي جيروم شامبين في المرتبة الرابعة والأخيرة برصيد سبعة أصوات فقط، لتجري جولة ثانية من التصويت بمشاركة المرشحين الأربعة مرة أخرى، وتنافس 5 مرشحين على خلافة السويسري جوزيف بلاتر في منصب رئيس الفيفا، بعد استقالته على خلفية فضائح الفساد التي ضربت "امبراطورية" الفيفا، وهم الأردني الأمير علي بن الحسين والبحريني الشيخ سلمان آل خليفة والسويسري جياني إنفانتينو والجنوب إفريقي طوكيو سكسويل والفرنسي جيروم شامبين. بلاتيني.. الخاسر الأكبر الذي دفع ثمن وقوفه في وجه بلاتر كان الفرنسي ميشيل بلاتيني يُمني النفس بخلافة السويسري العجوز، سيب بلاتر، وإحكام قبضته على الاتحاد الدولي لكرة القدم، ولم تسر الأمور كما كان يتمنى أسطورة كرة القدم الفرنسية، إذ رفض بلاتر السقوط وحده، وأصرّ على تلطيخ سمعة بلاتيني، عبر جلبه إلى "مستنقع" الفساد، ووجهت اتهامات إلى رئيس "اليويفا" بتلقي 2 مليون فرانك سويسري (1.8 مليون أورو)، نظير أعمال استشارية قام بها لصالح الفيفا في الفترة ما بين عامي1999 و2002، وحصل عليها في 2011 دون عقد "مكتوب"، وذلك عندما كان السويسري في طريقه للترشح لولاية جديدة، وبعد قرار لجنة الأخلاق في "الفيفا" إيقافه، لجأ بلاتيني إلى محكمة التحكيم الرياضي في مدينة لوزان السويسرية من أجل الاستئناف ضد القرار، سعياً للترشح لرئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم قبل أن يعدل عن فكرة خوض الانتخابات، غير أنه صُدم مجدداً رغم تقليص العقوبة إلى 4 أعوام. لاعب كرة فرنسي شهير ومسيّر من الطراز العالي وبعدما فقد فرصة المنافسة على "كرسي" رئاسة الفيفا، أمل بلاتيني استعادة منصبه رئيساً للاتحاد الأوروبي، لكنه أُجبر على الاستقالة بعد إدانته ب"تضارب المصالح" و"سوء استخدام المنصب"، علاوة على إيقافه لمدة أربع سنوات عن ممارسة أي نشاط متعلق بكرة القدم، وكان بلاتيني، الذي حصل على لقب "أفضل لاعب في العام بأوروبا" ثلاث مرات، كما تولى قيادة المنتخب الفرنسي، قد تولى رئاسة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) منذ عام 2007، وحقق نهضة كروية كبيرة ل"يويفا" خلال عهده، ولمن لا يعرفه، فهو لاعب كرة قدم فرنسي شهير، بدأ حياته الكروية وعمره أقل من 16 سنة، وقد لعب لفرق أوروبية كبرى بينها جوفنتوس، وشارك في كأس العالم مرات متعددة وتألق فيها، وفاز برفقة منتخب الديكة بكأس الأمم الأوروبية عام 1984، وانتخب رئيسا للاتحاد الأوروبي لكرة القدم، وهو عضو باللجنة التنفيذية للفيفا. تعرض للكثير من الإصابات في بداية مسيرته ولد بلاتيني يوم 21 جوان 1955 بمدينة "جوف" في محافظة "موغت إي موزيل" بفرنسا، بدأ مساره الرياضي بدوري القسم الثالث ضمن صفوف فريق منطقة "جوف" وأبان منذ اللحظات الأولى عن موهبة لفتت إليه انتباه مسؤولي فريقه عام 1966، نجح في الانضمام إلى صفوف نادي نانسي في سبتمبر 1972، وحقق برفقته سمعة طيبة كلاعب هداف، لكن الموسم الأول مع الفريق انتهى بشكل سيء، حيث أصيب بكسر مزدوج برجله خلال مباراة مع ستراسبورغ، ليستمر أداؤه المتميز في الفريق، برغم الإصابات المتتالية التي حرمته من تفجير موهبته، غير أن ذلك لم يمنع مسؤولي منتخب فرنسا للهواة من ضمه يوم 26 سبتمبر 1973، واستمر تألقه بالفريق إلى حدود مارس 1974 عندما تعرض لإصابة قاسية. اعتزل اللعب عام 1987 وتألق مع اليويفا عند التحاقه بالجيش لأداء واجب الخدمة العسكرية عام 1975، لعب بلاتيني لصالح الفريق العسكري الفرنسي، وخلال المباراة التي جمعت الفريق بنظيره الروماني الشهير وقتها، نجح بلاتيني ورفاقه في تحقيق نتيجة الفوز بأربعة أهداف لصفر، وتعتبر هذه المباراة الانطلاقة الحقيقية لميشال بلاتيني الذي استدعي مباشرة بعدها لتعزيز فريق الديكة بالقسم الأول، وفي 1976، شارك بالبطولة الأولمبية حيث نجح فريق الديكة في الوصول إلى ربع النهائي، وبعد عودته إلى فرنسا وقع أول عقد احترافي مع فريق نانسي لموسمين، وقد أعلن بلاتيني اعتزاله اللعب عام 1987 بعد مشوار كروي طويل ميزته كثرة الإصابات، ليتولى بعد اعتزاله قيادة المنتخب الفرنسي من 1989 وحتى 1992، حيث قدم استقالته. حياتو.. الضلع الأخير من مثلث الأباطرة الذي سقط ب"الضربة القاضية" l يوم الخميس الماضي، سقط الكاميروني المخضرم عيسى حياتو، الذي هيمن على أكبر هيئة كروية في القارة السمراء لقرابة ال30 عاماً، سقط بالضربة القاضية بعد خسارته أمام منافسه المغمور "أحمد أحمد" من مدغشقر بحصوله على 20 صوتاً مقابل 34 للمرشح الملغاشي، خلال الانتخابات التي جرت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، على هامش الدورة التاسعة والثلاثين للجمعية العمومية للاتحاد الأفريقي لكرة القدم، وبات "أحمد أحمد" البالغ من العمر 57 عاماً، الرئيس السادس ل"كاف"، كما أصبح أول شخصية من مدغشقر تتولى رئاسة الاتحاد القاري للعبة، ولم يكن الرئيس الجديد ل"الكاف" قادراً وحده على إزاحة حياتو من على عرش القارة السمراء، إذ تسلح بقدرته على التفوق على خصمه الكاميروني، علاوة على الدعم الكبير الذي تحصّل عليه من رئيس "الفيفا" السويسري جياني إنفانتينو، وأمينه العام السنغالية فاطمة سامورا. إنفانتينو ينتقم من رئيس الكاف السابق وردّ إنفانتينو الصاع صاعين لحياتو، الذي أعلن دعم القارة الأفريقية لصالح المرشح البحريني سلمان بن إبراهيم آل خليفة، في الانتخابات الرئاسية للاتحاد الدولي لكرة القدم، التي جرت أواخر فيفري 2016، وأسفرت عن فوز مرشح الاتحاد الأوروبي على حساب نظيره الآسيوي، بعد منافسة شرسة، ورغم سقوط بلاتر وبلاتيني، لم يفرض الاتحاد الدولي أي عقوبة على حياتو، علماً أنه تولى رئاسة الفيفا بالإنابة في المرحلة الفاصلة بين خروج السويسري الطاعن في السن وانتخاب مواطنه إنفانتينو خلفاً له، بين أواخر 2015 ومطلع 2016، وبحسب خبراء في كرة القدم العالمية، يُعد حياتو بمثابة "التمساح الأقدم" في عالم "الساحرة المستديرة"، ولم يتمكن أحد من اتخاذ إجراءات بحقه رغم "الشائعات الكثيرة عن الفساد المحيط به"، وبعد عامين من "زلزال" الفيفا، باتت منظومة كرة القدم العالمية خالية من ثلاثة أسماء من العيار الثقيل هيمنت سنواتٍ طويلةً على المشهد برمته، عالمياً وأوروبياً وأفريقياً، وهنا يدور الحديث حول بلاتر، وبلاتيني، وحياتو على التوالي. من هو العجوز الكاميروني حياتو..؟؟ ولمن لا يعرف حياتو، فهو الرئيس السابق للاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) وهو كاميروني الجنسية، ولد يوم 9 أوت عام 1946م في مدينة غاروا بالكاميرون، بدأ مشواره الكروي كلاعب لكرة السلة، وانضم خلال الفترة (1964-1971) إلى المنتخب الكاميروني لكرة السلة، وتم اختياره آنذاك ضمن تشكيلة المنتخب المشارك في الألعاب الإفريقية ببرازافيل، تبوأ الرياضي المخضرم "عيسى حياتو" العديد من المناصب الهامة في الاتحاد الكاميروني، ففي عام 1974م تولي منصب الأمين العام للاتحاد، ثم تولي منصب مدير الشؤون الرياضية في وزارة الشباب والرياضة خلال الفترة (1983- 1986)، تم تتويجه عام 1986 على جهوده المبذولة في بلده بترأس الاتحاد الكاميروني لكرة القدم، وفي عام 1988 أصبح "حياتو" رئيساً للاتحاد الإفريقي لكرة القدم للمرة الأولى، ثم بعد ذلك بعامين فاز بعضوية اللجنة التنفيذية للفيفا قبل أن يصبح نائباً لرئيس الفيفا عام 1992. سيفرين.. الرئيس الذي خلف الأسطورة بلاتيني على رأس الاتحاد الأوروبي أصبح السلوفيني ألكسندر سيفرين رئيسًا جديدًا للاتحاد الأوروبي لكرة القدم خلفًا للفرنسي ميشيل بلاتيني الموقوف بقرار إداري من الفيفا بسبب قضايا فساد، وتفوق على منافسه الهولندي مايكل فان براغ في الانتخابات التي جرت قبل أشهر عديدة، وكانت هذه الانتخابات قد جرت خلال الاجتماع الاستثنائي للجمعية العمومية للاتحاد الأوروبي لاختيار رئيس جديد للاتحاد الأوروبي لاستكمال الفترة المتبقية من ولاية بلاتيني الموقوف حاليًا والتي من المفترض أن تنتهي في مارس2019، ونجح سيفرين البالغ من العمر 48 على 42 صوتًا فيما حصل فان براغ رئيس الاتحاد الهولندي على 13 صوتًا فقط من أصوات 55 اتحاد كروي في اليويفا. 13 معلومة قد لا تعرفها عن الرئيس الجديد للويفا؟ لم يكن اسم السلوفينيي ألكسندر سيفيرين معروفاً منذ وقت قريب، لكن المحامي الشاب انتخب خلفاً للفرنسي الموقوف ميشال بلاتيني رئيساً للاتحاد الأوروبي لكرة القدم بفارق كبير عن الهولندي ميكاييل فان براغ، ونال سيفيرين 42 صوتاً مقابل 13 للهولندي، ليصبح أول رئيس للاتحاد القاري من أوروبا الشرقية، ما أعتبره الكثيرون بمثابة المفاجأة، وخلف سيفيرين، صاحب العينين الزرقاوين والأعصاب الحديدية، بلاتينى لعامين ونصف بعد ضلوع الأخير في فضيحة رواتب مشبوهة نالها من الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جوزيف بلاتر الموقوف أيضا، وظهر سيفيرين باستمرار على التلفزيون السلوفيني، لكن ليس كمسؤول كروي، إنما أثناء دفاعه عن متهمين رفيعي المستوى يمثلهم المكتب القانوني لعائلته. قطع الصحراء الكبرى خمس مرات بحثا عن الفوز سيفيرين الأصلع، كشف أنه قطع الصحراء الكبرى خمس مرات، أربع مرات على متن سيارة وخامسة على دراجة نارية، وسيكون الاتحاد الأوروبي مغامرة جديدة للرجل الماهر بالحفاظ على رباطة جأشه، وهو أمر ضروري لتخطي صدمة إيقاف سلفه بلاتيني ومواجهة تحديات الاصلاحات في مسابقة دوري أبطال أوروبا، وفاجأ سيفيرين الجميع عندما وصل إلى رئاسة الاتحاد السلوفيني عام 2011، وانضم بسرعة إلى لجنة الانضباط في الفيفا واللجنة القانونية في الاتحاد الأوروبي، وعن صعوده الصاروخي، قال في مؤتمر صحفي: "الناس تثق بي.. لا يمكن لشخص من وراء الكواليس أن يحصل على 42 صوتاً من مختلف أنحاء أوروبا". أنفق من جيبه ثمن أكثر من مئة رحلة للحصول على الدعم في مقابلة مع قناة رسمية، قال سيفيرين: "كنت أول من جمع اتحادات يوغوسلافيا السابقة، واعتمدنا مواقف موحدة قدمناها للاتحاد الأوروبي، وهكذا نكون قد عززنا سمعتنا لدى الاتحاد القاري"، برز على الساحة الدولية في جوان الماضي عندما أعلن ترشحه بدعم أكثر من 10 دول تمتد من روسيا إلى الدول الاسكندينافية، وقال حينها إن اتحادات السويد والنروج والدنمارك وفنلندا التي يشاركها العديد من الأفكار الإصلاحية حثته على الترشح، شرح لصحيفة "ديلو" المحلية: "عندما حصل ما حصل لميشال بلاتيني، اتصل بي الاسكندينافيون وعبروا لي عن ثقتهم بأني سأكون المرشح المثالي لخلافته"، بعدها لم يتراجع، وكشف أنه أنفق من جيبه ثمن أكثر من مئة رحلة للحصول على دعم الاتحادات الأعضاء: "لست معروفاً في هذه الدوائر، فتعين علي تقديم نفسي لكل منهم"، وأضاف: "الناس تريد التغيير، يريدون رجلاً شاباً مع أفكار جديدة لم يكن في الأوساط منذ زمن بعيد".