أقصي المنتخب الوطني أمس، في الدور الأول من كأس إفريقيا بعد الهزيمة المخزية ضد الطوغو، حيث فشل البوسني في تحقيق الأهداف الرياضية التي جاء من أجلها إلى الجزائر، ودفع المنتخب الوطني ثمن غرور حاليلوزيتش ورفضه للانتقاد حتى من مساعديه متمسكا بفلسفته الكروية البعيدة عن الواقع، رغم أن الجزائر لا تملك اللاعبين الذين يلائمون هذه الفلسفة. لا يمكن لحاليلوزيتش أن يبرر الإقصاء بالتحكيم، بالجمهور ولا بالحظ، مثلما فعل ضد تونس، اليوم وجب على رئيس الفاف التدخل لإنقاذ الباخرة من الغرق كلية رغم أن القرار صعب هضمه قبل شهر عن لقاء البينين. اليوم الشعب الجزائري تحت الصدمة ويتحسر على الأيام السعيدة التي صنعها رفقاء زياني، بوقرة وعنتر يحيى الذين طردهم حاليلوزيتش بخطابه الملقى من السماء السابعة، فاعتزل شجعان أم درمان حفاظا على كرامتهم من الجمل غير اللائقة للبوسني. ولن يتمكن حاليلوزيتش في بلوغ الدرجة التي بلغها المنتخب الوطني مع الشيخ رابح سعدان، رغم التصريحات المغرية، فقد سقطت القارورات والشتائم عليه من أنصارنا الذين تنقلوا إلى جنوب إفريقيا وهو يسمع صرخاتهم «ارحل يا حاليلو» و «جيش شعب معاك يا سعدان». حالة اليأس التي عايشها لاعبو الخضر ومعهم آلاف المناصرين في جنوب إفريقيا وفي الجزائر يتحملها البوسني لوحده، رغم أن رئيس الفاف يريد أن يؤكد للجميع بأن المدرب قام بواجبه واللاعبون فشلوا فوق الميدان. لن يبالغ أي جزائري في المطالبة برحيل البوسني من باب أن المدرب الذي يتقاضي مليار سنتيم من مال الجزائريين مطالب بتحقيق النتائج، وعقده الذي أبرمه مع الفاف يقر بذلك ، لكن عندما نسمع الجماهير الجزائرية التي بكت الدم في ملعب بافوكينغ روايال وهي تصرخ « جيش شعب معاك يا سعدان» لا يمكننا سوى أن نقف بجانبهم، لأن الذي يحدث في المنتخب الوطني مهزلة غير معلنة تغطيها الملايير التي تنفق في التربصات والطائرات الخاصة، والبذلات الفخمة والمنح المرتفعة. ما يقع للمنتخب الوطني هو كابوس مستمر منذ سنوات، وكنا نظن بأن بركة سعدان طارت وحلت محلها احترافية حاليلو، لكن في نهاية المطاف سقط القناع عن الكذب، وظهر جليا بأن الأهداف الكثيرة التي سجلها سليماني وسوداني ما هي سوى خرافة «حاليلوزيتشية» انتهت حلقتها الأخيرة في البافوكينغ روايال . ولا يمكن في ختام هذا العمود سوى أن نقف تحية إجلال أمام الآلاف من الأنصار الذين آزروا الخضر في أقصى القارة السمراء، وعادوا خائبين ومنهم من أصيب في الملعب لأنهم يحبون الخضر حتى النخاع.