قال المدرب الوطني، وحيد حاليلوزيتش، في حوار لموقع سي. أن. أن الأمريكية، بأنه تلقى عروضا مغرية بمبالغ خيالية رفض ذكر مصادرها مضيفا بأنه «متعاقد مع الاتحادية الجزائرية ولا يمكنه التخلي عن الخضر حاليا». وليست هذه المرة الأولى التي يتغنى فيها البوسني بالعروض التي وصلته من الخليج قبل شهور عديدة وهي العروض التي أغضبت رئيس الفاف من باب أن حاليلوزيتش رددها مرارا : «حقيبتي جاهزة ولا أعاني من أي ضغط ومستعد للرحيل في أي وقت». كلام حاليلو للإعلام الأجنبي واستعداده الدائم لإجراء حوارات صحفية مع أي موقع أو صحيفة أجنبية خليجية أم أوروبية ورفضه للحوارات مع وسائل الإعلام الجزائرية، مؤشر واضح عن الإستراتيجية الإعلامية التي ينتهجها البوسني الذي لا تهمه صورته في الجزائر بقدر ما يهمه مستقبله سواء في أوروبا أو في الخليج، لأنه ببساطة تحصل على ما كان يحلم به من خزينة الفاف وظفر بمليون ونصف مليون أورو ، وحاليا يريد «الكوتش وحيد» تصدير صورته الجميلة نحو الخليج لكسب ود أموال البيترودولار دون أن يقطع حبل الوصال بينه وبين فرنسا، لعل وعسى أن يظفر بعقد جديد في الدوري الفرنسي الأول مثلما ظل يأمل في ذلك منذ تنحيته من باريس سان جيرمان. ولعل المتمعن في تصريح حاليلوزيتش للسي. أن .أن الأمريكية، يكتشف بأن البوسني لا يخشى الإقصاء في الدور الأول من «الكان» ولا يعير لمشاعر أنصار الخضر الكثير من الاهتمام رغم أن محبي المنتخب الوطني قطعوا آلاف الكيلومترات لأم درمان وزامبيا وجنوب إفريقيا وتونس والمغرب لمؤازرة «الخضرة» وأي تعثر في دورة جنوب إفريقيا سيعيد المنتخب إلى نقطة البداية وهي المرحلة التي سيغيب عنها البوسني طبعا لأنه قالها مرة أخرى « حقيبتي جاهزة» ، مما يعني أنه سيرحل دون تردد. وبالرغم من محاولات رئيس الفاف ضبط خطاب مدرب المنتخب مع وسائل الإعلام إلا أن زلات اللسان المتعمدة أو غير المتعمدة، دليل آخر على أن روراوة لم يعد يتحكم في مدربه، والعقد المسجل لدى الفيفا يحمي التقني أكثر مما يحمي الفاف، خاصة وأن الظروف والطريقة التي تعاقدت بها الاتحادية مع المدرب السابق للفيلة تحوم حولها كثير من النقاط الغامضة . وحتى إن كان كل الجزائريين سيقفون إلى جانب الخضر ومع حاليلوزيتش في دورة جنوب إفريقيا آملين في تكرار سيناريو أنغولا 2010 فإن مسيري الاتحادية بدؤوا سريا في البحث عن خليفة لحاليلوزيتش، وعملية التشاور مع «مستشاري الظل» انطلقت منذ شهور لأن رحيل المدرب بعد «الكان» وارد مثلما بقاؤه سيظل ممكنا بحكم أن تصفيات المونديال ستكون بعد فيفري مباشرة، وبالتالي لا تملك الفدرالية وقتا كافيا بعد كأس إفريقيا لتعويض الرحيل المحتمل للبوسني، اللهم إلا إذا نجح حاليلوزيتش في تحقيق الهدف الرياضي وكما يقول المثل المعروف « كون سبع وكولنا !».