في اتصال هاتفي أمس مع مدرب إفريقيا الوسطى جيل أكورسي، تحدثنا عن المواجهة التي خسرها أمام تنزانيا في دار السلام، وعن أسباب الهزيمة التي تكبدها، فضلا عن لقاء الجزائر والمغرب الذي لعب في عنابة، كما تحدثنا عن تكهناته بخصوص الجولة المقبلة وحتى فيما يخص الفرق المرشحة للتأهل، وعن رأيه في المنتخب الجزائري وتكهنه في نتيجة الإياب التي ستلعب في الدارالبيضاء المغربية... أهلا سيد أكورسي معك جريدة الخبر الرياضي الجزائرية؟ أهلا وسهلا بكم... أول سؤال نطرحه عليكم بخصوص مواجهتكم أمام تنزانيا التي انتهت بفوز خصمكم بثنائية رغم أنكم كنتم السباقين في التسجيل، ما رأيك في هذا اللقاء؟ على العموم ، المواجهة التي خسرناها أمام منتخب تنزانيا كنا الأحسن خلال كل أطوارها، حيث تمكنا من تسجيل هدف السبق، والمنتخب الخصم عرف كيف يعود في النتيجة بمساعدة حكم المباراة، الذي وقف ضدنا، ورفض أن نفوز أو نعود بالتعادل من دار السلام، لهذا لم نتمكن من تحقيق نتيجة إيجابية رغم كوننا السباقين لفتح باب التسجيل والسيطرة على الكرة طول أطوار اللقاء. ما الذي حصل بالضبط أثناء اللقاء؟ كنا فائزين وبعدها ساعد الحكم كثيرا تنزانيا لتفوز، حيث ساهم في تسجيل الهدفين، فضلا عن حرماننا من الهدف الذي سجلناه في الدقائق الأخيرة من اللقاء الذي كان سيمنحنا نقطة جد مفيدة، لا يعقل مع حصل لنا في دار السلامّ، لأننا تعرضنا للظلم ولا أحد وقف بجانبنا والتعادل كان النتيجة المنطقية للقاء، لأنهم كما سبق وأن قلت سيطرنا على اللقاء وكنا السباقين لافتتاح باب التسجيل إلا أن الحكم كان له رأيا آخر وحدد النتيجة النهائية للمباراة. لكنهم سجلوا هدف الفوز في الثواني الأخيرة؟ الحكم هو الذي منحهم دقائق كثيرة إضافية من أجل التسجيل، فالمواجهة انتهت في الدقيقة ال94 والحكم رفض الإعلان عن نهايتها حتى تمكن فريق تنزانيا من تسجيل الهدف الثاني، ولهذا خسرنا المباراة وضيعنا نقطة ثمينة جدا كانت في متناولنا، وكانت ستمنحنا الأفضلية في المجموعة التي أصبحت كل فرقها متساوية في النقاط، ليبعث الصراع من جديد على ورقة التأهل . حتى المنتخب المغربي اشتكى من الحكم في لقاء الجزائربعنابة؟ لا يمكنني الحكم على أداء الحكم في هذه المباراة لأنني لم أشاهدها، لأن المباراة لعبت في وقت كنا في الطائرة عائدين من دار السلام إلى بانغي، لهذا مستحيل أن أتحدث عن حكم المباراة الموريسي، لكنني علمت بانتقادات المغاربة للتحكيم وعن ضربة الجزاء التي تحدثوا عنها، والتي اعتبرها اللاعبين المغاربة هدية من الحكم الذي كان منحازا للجزائر. وكيف تلقيت خبر فوز المنتخب الجزائري؟ كنت متيقنا من فوز الجزائر على المغرب، فمنذ الوهلة الأولى كنت أعلم أن الخضر سيحققون الثلاث نقاط في الجزائر، وأن المغرب مستحيل أن يصمد أمام الجزائر في عنابة، لأن الضغط كبير في الملاعب الجزائرية، وحتى الخضر يملكون لاعبين في المستوى ويعرفون كيف يفوزون على أرضهم وأمام جمهورهم، ولأن المنتخب الجزائري كان أمام حتمية الفوز ولا غير، لأن أي نتيجة أخرى كانت تعني رهن حظوظه بصفة كلية في التأهل، كما أريد أن أؤكد أن اللاعبين الجزائريين يعرفون التعامل مع الضغط الذي كان مفروضا عليهم وسبق لهم أن عاشوا ضغط أكثر منه في التصفيات الماضية. ما رأيك في لقاء العودة الذي سيلعب في الدارالبيضاء؟ المواجهة ستكون صعبة، فالمنتخبان سيلعبان على الفوز وتحقيق نتيجة إيجابية، مثلما انتهى لقاء الذهاب بضربة جزاء، يمكن أن يتحدد لقاء العودة بضربة حرة أو شيء من هذا القبيل، لكن المواجهة صعبة جدا وستلعب في نفس الأجواء التي لعبت فيها مباراة الذهاب، و سيكون الضغط الجماهيري حاضرا ، و سيكون الضغط بنسبة أكبر على المنتخب المغربي الذي سيكون مطالبا بالفوز لأنه يلعب على أرضه وأمام جماهيره التي لن ترضى بغير الفوز. إذا طلبنا منك أن تتكهن بنتيجة لقاء العودة بين الجزائر والمغرب؟ بكل صراحة اللقاء سينتهي بالتعادل. لم لا تفوز الجزائر؟ لا أرى أن المنتخب الجزائري قادر على تحقيق الفوز في ملعب الدارالبيضاء، لكن التعادل ممكن جدا، وأتكهن أن يكون اللقاء صعبا لكنه سينتهي من دون فائز ولا مهزوم، وأرى أن الأهداف ستكون حاضرة أيضا من الجانبين، فهذا هو تكهني بخصوص اللقاء بناء على معرفتي لطريقة لعب المنتخبين وكذلك خصوصية اللقاء الذي يعتبر داربي ومثل هذه اللقاءات عادة ما تنتهي بالتعادل أو كما سبق وأن قلت لك تحسمها جزئيات صغيرة كضربة جزاء أو مخالفة مباشرة لهذا فإن التعادل هو الأقرب للمنطق. بعد فوز الجزائر كل الفرق أصبحت تملك أربع نقاط، هل هذا يعني أن الحظوظ أصبحت متساوية ؟ حسابيا الحظوظ متساوية، فالكل سينطلق من جديد، والجميع يملك أربع نقاط في رصيده، لكن لا ننسى أن منتخبين سيلعبان مرتين على أرضهما وأمام جمهورهما، أما المنتخبان الآخران فسيتنقلان مرتين، وهذا ما سيصنع الفارق حسب رأيي لأن في كرة القدم الأفضلية دائما تكون للمنتخبات التي تستقبل على أرضها وأمام جمهورها وهذه بالطبع ليست بديهية و كل السيناريوهات ممكنة. تريد القول أن الأولوية للمغرب وإفريقيا الوسطى في المرور للنهائيات؟ هذا ما أريد قوله، لأن إفريقيا الوسطى والمغرب سيستقبلان مرتين متتاليتين، والأولوية لإفريقيا الوسطى لأننا سنستقبل المغرب على أرضنا وأمام جمهورنا، وإذا حققنا الفوز في الجولتين القادمتين على منتخب تنزانيا وكما قلت المغرب فمبروك علينا التأهل لنهائيات كأس إفريقيا. هل ترى أن إفريقيا الوسطى تملك الإمكانيات للتأهل؟ ربما لا نملك الإمكانيات المادية ولا حتى التنظيمية، لكننا نملك الإمكانيات البشرية وتشكيلتنا قوية وقادرة على الفوز مرتين على أرضنا، وأنا جد متفائل بالمرور إلى النهائيات، لأنني تعبت كثيرا مع هذا المنتخب وقمت بعمل كبير منذ إشرافي على العارضة الفنية له ووضعت رفقة الاتحادية المحلية المرور إلى نهائيات كأس إفريقيا 2012 كهدف يجب تحقيقه، وفي حال حققت التأهل سأكون في غاية السعادة والسرور لأنني سأكون قد نلت نتيجة عمل جبار، ما دام فريقنا لم يسبق له أن تأهل إلى النهائيات والآن أصبح من أكبر المرشحين لتحقيق الهدف. إذن ترى أن الخضر مستحيل أن يحققوا التأهل؟ إذا فازوا على المغرب وتنزانيا فأقول لهم مبروك عليكم التأهل من الآن، لكن المهمة ستكون صعبة، فصدقني في تنزانيا الفوز ليس سهلا ، فالضغط كبير جدا في ملعب دار السلام، لهذا أرى أن حظوظ الجزائر لا تساوي حظوظ المغرب وإفريقيا الوسطى، رغم أن كرة القدم لا تعترف بالحسابات والميدان هو الذي يقرر وكل شيء يبقى وارد إلا أنني أقول وأؤكد أن حظوظ المنتخب الجزائري أقل مقارنة بحظوظنا والمنتخب المغربي للعوامل التي قلتها من قبل. هل ترى أن الأمور ستتضح أكثر في الجولة القادمة أم حسابات التأهل ستتواصل لغاية المواجهة الأخيرة؟ لا يمكنني أن أعرف ما الذي سيحصل في الجولة المقبلة، المهم أن أمور عديدة ستتضح في شهر جوان وحتى سبتمبر، لكن التأهل النهائي سيتأجل لغاية المباراة الأخيرة، فالكل سيصارع لغاية الدقائق الأخيرة من أجل المرور إلى نهائيات كأس إفريقيا، وأتكهن أن المرشح سيتضح في شهر أكتوبر أي بعد الجولة الأخيرة، وصدقني الصراع سيكون كبيرا وكبيرا جدا بعد أن أفرزت الجولة الثالثة نتائج أخلطت الحسابات والكل في نقطة الانطلاقة الآن لتحقيق التأهل مع اختلاف في بعض المعطيات فيما يخص الاستقبال وطبيعة المباريات التي ستلعب. شكرا لك سيد أكورسي وحظا موفقا... الشكر لكم وحظا موفقا...