يبدو أنّ المشاكل ما زالت تُلاحق المنتخب المغربي رغم بدئه مرحلة جديدة إثر تعيين طاقم فني جديد بعد الخروج المخيب من تصفيات كأسي إفريقيا والعالم الأخيرتين.. وكان التعادل في المواجهة الأخيرة أمام إفريقيا الوسطى بداية اندلاع مشاكل جديدة في بيت تشكيلة “أسود الأطلس”، حيث اتهم الجمهور المغربي اللاعب منير الحمداوي بكونه سببا في هذا التعثر غير المقبول في أول جولات التصفيات، كما اندلعت حرب أخرى بين هداف أجاكس أمستردام ومساعد المدرب دومينيك كوبيرلي. غضب شديد في المغرب بسبب أداء الحمداوي رغم كونه هدافا ونجما فوق العادة في البطولة الهولندية سواء مع ناديه السابق ألكمار أو مع أجاكس المنتقل إليه حديثا، إلاّ أنّ كل ذلك ذهب أدراج الرياح بمناسبة مباراة المنتخب المغربي الافتتاحية، حيث لم يُقدم الحمداوي أي شيء يُذكر خلال ال65 دقيقة التي شارك فيها مع “أسود الأطلس” ضد إفريقيا الوسطى، وهو ما سبب غضب شعبي وجماهيري كبير على المهاجم السابق لنادي توتنهام الإنجليزي. حادثته مع مساعد المدرب زادت الطينة بلة وما زاد من الغضب المسلط على الحمداوي هو تصرفه غير الرياضي خلال مباراة المغرب وإفريقيا الوسطى، إذ خرج مهاجم أجاكس أمستردام غاضبا إثر استبداله من طرف دومينيك كوبيرلي مساعد المدرب البلجيكي إيريك غيريتس، ولم يتقبل الحمداوي تغييره مكان المهاجم الشاب يوسف العربي قبل 25 دقيقة عن نهاية المباراة، الأمر الذي جعله يُعبر عن استيائه إلى درجة رفض مصافحة كوبيرلي أثناء خروجه من الملعب. ادعى الإصابة قبل المواجهة لكنه شارك بصفة عادية وإلى جانب ذلك، كان منير الحمداوي قد ادعى الإصابة حسبما ذكرته بعض المصادر قبل مباراة إفريقيا الوسطى، ورفض نجم أجاكس أمستردام التدرب مع تشكيلة المنتخب المغربي بحجة معاناته من آثار الإصابة، وهو ما أثار غضب المدرب دومينيك كوبيرلي الذي انتفض في وجه اللاعب، طالبا منه الشروع في التدرب أو المغادرة، وكشفت الصحافة المغربية بأنّ اللهجة التي تحدث بها كوبيرلي مع الحمداوي، لم ترقى إلى الأخير وهي سبب تصاعد المشاكل بين الطرفين. البعض اتهمه بالتحجج بالإصابات عند الالتحاق بالمنتخب هذه الحادثة جعلت المغاربة يتذكرون ما حصل لذات اللاعب في مباراة غينيا الاستوائية الأخيرة، حيث غاب الحمداوي عن تلك المواجهة الودية بحجة الإصابة، ورغم ذلك، شارك مهاجم أجاكس أمستردام بصفة عادية في مباريات ناديه سواء في البطولة الهولندية أو المنافسة الأوروبية، هذا ما جعل البعض من الجماهير تثور في وجه مهاجم “أسود الأطلس” وتتهمه بافتعال الإصابة في كل مرة يتعلق الأمر بها بالمنتخب المغربي. مستواه المتباين بين ناديه والمنتخب يُثير التساؤلات ويبقى التساؤل المطروح بقوة عند أشقائنا المغاربة، هو الفرق بين المستوى الذي يُقدمه منير الحمداوي مع ناديه في البطولة الهولندية ومع المنتخب المغربي، فالفرق كبير جدا، بحيث أنّ المهاجم المغربي يتألق بشكل لافت ويُسجل أهدافا كثيرة سواء لما كان في ألكمار أو حاليا مع أجاكس، بينما لم يُقدم شيئا دوليا لحد الآن، فمنذ مباراته الدولية الأولى أمام الغابون قبل عام ونصف في تصفيات كأسي العالم وإفريقيا 2010، سجل هدفا واحدا فقط. حتى غياب تاعرابت أثار شكوك المغاربة ولم تكن قضية الحمداوي الوحيدة التي أثارت الجماهير المغربية، فحتى غياب الشاب عادل تاعرابت عن أول مباريات المغرب في التصفيات المؤهلة إلى كأس أمم إفريقيا المقامة بالغابون وغينيا الاستوائية، لم يرقى إلى المغاربة، وهناك الكثير من شكّك في حجج لاعب كوينز بارك رينجرز الذي ادعى الإصابة، رغم أنه شارك بصفة عادية في آخر مباريات النادي الإنجليزي وحتى في الجولات الأولى. حكاية إصابته لم تقنع الجامعة المغربية حجة تاعرابت عن تعرضه لإصابة مفاجئة لم تقنع الجامعة المغربية لكرة القدم ولا الجماهير الكروية، وذكرت تقارير صحفية أنّ الجامعة المغربية لم تتلقى أي بيان من نادي كوينز بارك رينجرز بخصوص إعفاء تاعرابت بسبب الإصابة، وهو ما زاد من الشكوك حول سبب غياب مهاجم توتنهام السابق، فيما رجحت أطراف أخرى أن يكون السبب سوء تفاهم بين اللاعب والمدرب دومينيك كوبيرلي، حيث حدث ذلك خلال المباراة الودية السابقة أمام غينيا الاستوائية. تاعرابت ينفي وجود مشاكل بينه وبين كوبيرلي هذا ونفى عادل تاعرابت وجود خلافات بينه وبين الجامعة المغربية أو المدرب الفرنسي كوبيرلي، مؤكدا بأنّ السبب الرئيسي في غيابه يرجع إلى الإصابة وفقط، كما كشف نجم كوينز بارك رينجرز عن تعلقه بالألوان المغربية وعدم رفضه دعوة من المنتخب في أي حال من الأحوال، وقال تاعرابت بأنّ طبيب ناديه الإنجليزي منحه راحة إجبارية لمدة 5 أيام، فيما سيتم التأكد اليوم من مدى خطورة الإصابة التي تلقاها في آخر مبارياته مع ناديه في البطولة الإنجليزية. الحمداوي: “ما زال لدينا الوقت للتدارك وسنظهر بوجه مغاير في اللقاءات القادمة” رغم كل ما قيل حول مشاكل بينه وبين المدرب، إلاّ أنّ الحمداوي بدا غير مكترث لهذه الأقاويل، مؤكدا أنّ الوجه الحقيقي للمنتخب المغربي سيظهر في الجولات القادمة، وعن المباراة الأخيرة، قال: “المباراة لم تكن سهلة بالشكل الذي كان يتصوره البعض باعتبار أن منتخب إفريقيا الوسطى، حاولنا في البداية الضغط الضيف لتسجيل هدف السبق ولكن الخطة التي نهجها الخصم حالت دون تحقيق المبتغى“، وأضاف: “دخلنا المباراة من أجل تحقيق ثلاث نقط الفوز لكننا لم ننجح في ذلك، ما زال أمامنا الوقت لتدارك الموقف وسنظهر بوجه مغاير وبمستوى جيد في باقي اللقاءات“. ----------------- أغلب لاعبي إفريقيا الوسطى رفضوا التصريح ما عدا اللاعب “فوكسي” والمدرب “أكورسي” فإن أغلب لاعبي منتخب إفريقيا الوسطى رفضوا التصريح لمختلف وسائل الاعلام التي غطت المباراة، وذلك راجع للضغط الشديد الذي عانوا منه في المباراة أمام المنتخب المغربي. وواجهنا عدة صعوبات لافتكاك حوارات مع اللاعب “فوكسي” والمدرب اللذين رضخا في الأخير لمطلبنا وتحدثا عن مباراة التي جمعت فريقهما بالمنتخب المغربي وكذا عن المباراة القادمة مع المنتخب الوطني. ------------------- هشام مهدوفي: “الثقة التي كانت تنقص المنتخب الجزائري هي التي كانت تنقصنا أمام إفريقيا الوسطى” ماهو تعليقك بعد النتيجة التي سجلتموها اليوم (الجوار أجري بعد اللقاء)؟ نحن متأثرون جد لهذا التعثر، حيث أن هذا التعادل جاء بطعم الهزيمة. كنا نود أن نحقق الفوز أمام جمهورنا خاصة أننا لم نلعب منذ مدة منافسة قارية، لكن الأمور لم تسر كما كنا نود. كان علينا تسجيل هدف مبكر لكن عدم تمكننا من ذلك بعث الثقة في لاعبي إفريقيا الوسطى وشجعهم على الصمود أمامنا حيث انتهجوا خطة دفاعية مع الاعتماد على الهجمات المرتدة. لكن اللعب أمام جمهوركم وعلى ملعبكم كان يحتم عليكم الفوز، أليس كذلك؟ كنا نود ذلك، لكن للأسف لم نحقق الفوز والأمور لم تسر كما كنا مخططين له وهذا ما حز في أنفسنا كثيرا. ألم يحفزكم تعادل المنتخب الجزائري على الفوز واعتلاء الترتيب؟ صحيح أن تعادل المنتخب الجزائري على أرضه حفزنا على الفوز، خاصة أننا كنا سنحتل المركز الأول في المجموعة. لكن الآن أصبحنا كلنا في وضعية واحدة وحظوظ كل فرق المجموعة متساوية والأمور أصبحت أكثر صعوبة الآن. كما أن الثقة التي كانت تنقص المنتخب الجزائري هي التي كانت تنقصنا نحن. هل لازلتم تعتقدون بأن ورقة التأهل محصورة بين المنتخبين المغربي والجزائري؟ لا، الآن منتخبي إفريقيا الوسطى وتنزانيا هما من يملكان أسبقية بحكم تسجيلهما للتعادل خارج ديارهما، أما المنتخبين الجزائري والمغربي فعليهما تحقيق الفوز في تنقلاتهما لإفريقيا الوسطى وتنزانيا والفوز أيضا في المباريات التي يلعبونها على أرضهما لكي يكونا في أحسن وضعية للتأهل. لقد تلقيت انتقادات كثيرة في المباراة، ما تعليقك على هذه النقطة؟ عندما تكون تلعب في المنتخب المغربي فإنك تكون تحت ضغط شديد وبمجرد أنك لا تدخل في المباراة فإنك تتلقى انتقادات كثيرة من الجماهير، وهذا ما حصل معي لكني أعدهم بأني سأحاول بذل كل ما أملك للظهور بوجه جيد في المباريات القادمة بحول الله . كيف ترى “الداربي“ المرتقب بين الجزائر والمغرب، خاصة أن هذه المقابلة بدأ الحديث عنها منذ مدة؟ بغض النظر عن الترتيب الذي سيحتله المنتخبان، فإن هذا اللقاء سيكون قمة في الإثارة والتشويق، لأن الجمهور المغربي اشتاق كثيرا لمواجهة المنتخب الجزائري الشقيق الذي تجمعه به علاقات وطيدة. إن شاء تمر هذه المباراة في أحسن الظروف وفي كنف الروح الرياضية. كما تعلمون فإن المدرب رابح سعدان استقال رسميا من تدريب المنتخب الجزائري، كيف تلقيتم هذا الخبر هنا في المغرب؟ بصراحة تفاجأنا كثيرا لهذا الأمر، لأننا كنا نرى المدرب سعدان من خيرة المدربين العرب ولا ندري لماذا رحل عن تدريب المنتخب الجزائري، لكن الجزائريين أدرى بأمور كرتهم. ----------------------- إجماع في المغرب على الأداء السيئ للمحذوفي وأصوات تُنادي بإبعاده أجمع الكثير من المغاربة على أنّ اللاعبين يتحملون جزء كبيرا من المسؤولية في التعثر الأول الذي سجله المنتخب المغربي أمام إفريقيا الوسطى في أول جولات التصفيات المؤهلة إلى كأس إفريقيا 2012، خاصة أنّ الفريق الضيف لا يُعد من المنتخبات المعروفة على الساحة الإفريقية ولا يملك حتى لاعبين من طينة نجوم “أسود الأطلس”، فرغم امتلاك المغرب للاعبين أمثال مروان الشماخ، منير الحمداوي ومبارك بوصوفة، إلاّ أنهم عجزوا أمام أشبال المدرب جيل أكورسي، فيما وُجهت الانتقادات بصفة خاصة إلى اللاعبين منير الحمداوي وهشام المحذوفي. المحذوفي كان خارج الإطار والجهة اليسرى أصبحت “شوارع” انتقادات لاذعة تعرض لها المدافع الأيسر هشام المحذوفي إثر نهاية مباراة المغرب وإفريقيا الوسطى التي انتهت بالتعادل السلبي، حيث كانت الجهة اليسرى بمثابة شوارع أمام مهاجمي الفريق الضيف، وكادوا في أكثر من مرة أن يصلوا إلى شباك الحارس نادر المياغري لولا تألق الأخير، ووصفت الجماهير المغربية أداء المدافع الجديد لنادي الرجاء البيضاوي بالضعيف جدا، حيث اعتبره أسوأ العناصر في المباراة إلى جانب المهاجم منير الحمداوي الذي أثار أيضا الكثير من التساؤلات. أصوات تُنادي بضرورة الاستغناء عنه هذا وبدأت الأصوات في المغرب بالمناداة بضرورة الاستغناء عن مدافع الرجاء البيضاوي إثر أدائه السيئ في مباراة إفريقيا الوسطى، حيث طالبت فئة كبيرة من الجماهير المغربية بإبعاد المحذوفي عن صفوف “أسود الأطلس”، ووُصف باللاعب غير الصالح لأن يكون دوليا، وجدير بالذكر، أنّ المحذوفي يلعب في صفوف المنتخب منذ سنوات طويلة، وكان يُعتبر من أحسن اللاعبين الصاعدين في البطولة المغربية عندما لعب لنادي حسنية أغادير، كما سبق له الاحتراف في البطولة الأوكرانية، إلاّ أنه عاد أدراجه نحو المغرب. الجبهة اليُسرى تُعاني منذ رحيل القادوري تُعاني الجبهة اليسرى للمنتخب المغربي كثيرا خلال الفترة الأخيرة، ويرجع سبب ذلك إلى غياب المدافع بدر القادوري بسبب إبعاده عن التشكيلة إثر مشاكل مع الطاقم الإداري والفني، وكان لاعب دينامو كييف الأوكراني أساسيا في كل مباريات “أسود الأطلس”، كما شارك في كأس أمم إفريقيا 2008 بغانا، وعاد القادوري مؤخرا إلى أجواء المنافسة مع ناديه دينامو كييف بعد غياب طويل بسبب الإصابة، وقد تُفكر الجامعة المغربية جديا في إعادة اللاعب عقب الانتقادات اللاذعة حول أداء هشام المحذوفي. -------------------- فوكسي كيتيسواما (لاعب منتخب إفريقيا الوسطى): “مبارتنا أمام الجزائر ستكون صعبة للغاية” أولا ما هو تعليقكم على النتيجة المسجلة أمام المنتخب المغربي؟ نحن مسرورون جدا بما حققناه اليوم (الجوار أجري بعد اللقاء)، فالتعادل خارج الديار يعد نتيجة إيجابية بالنسبة لنا، حيث أن أكبر المتفائلين لم يكن يتوقع هذه النتيجة، كما أننا لم نحتقر أنفسنا ودخلنا المباراة وكلنا إرادة وعزم على إظهار وجه طيب إضافة إلى أننا حضرنا جيدا لهذا اللقاء واتبعنا تعليمات المدرب على أرضية الميدان. كيف استطعتم الصمود لتسعين دقيقة أمام المنتخب المغربي الذي يضم في صفوفه مهاجمين لامعين أمثال الشماخ، الحمداوي وبوصوفة؟ عندما دخلنا المباراة لم نبحث عن الأسماء أو مثل هذه الأمور، كما أن كل لاعبي المنتخب المغربي لاعبون عاديون، كما أننا عندما دخلنا أرضية الميدان اكتشفنا أن اللاعبين المغربيين يملكون مستوى عاديا جدا وهذا ما جعلنا نحقق هذه النتيجة بل أننا أضعنا فوزا كنا قادرين على تحقيقه. ألم يجعلكم ما حققته تنزانيا أمام الجزائر تتحفزون أكثر للإطاحة بالمنتخب المغربي؟ صحيح، فتنزانيا تقع بالقرب من إفريقيا الوسطى... واستطاعوا إيقاف منتخب شارك في المونديال الماضي وهذا ما جعلنا نؤمن أكثر بقدراتنا وأن الأكثر عزيمة وتحضيرا يوم المباراة هو من يظهر بمستوى جيد. كيف ترون المباراة القادمة أمام المنتخب الجزائري؟ ستكون صعبة وصعبة جدا بالنسبة لنا، فالمنتخب الجزائري سيأتي إلى افريقيا الوسطى بهدف رد الاعتبار لنفسه وتحقيق الفوز ليتصالح مع جماهيره، كما أن الجمهور وأرضية الميدان لم يعودا يعنيان شيئا لأن المنتخب الجزائري يملك لاعبين جيدين وقادرين على الفوز في أي مكان. من جهتنا سنحاول تأكيد النتيجة المسجلة في المغرب والظهور بمستوى طيب... لكن وكما سبق وقلت لك فالأمر سيكون صعبا للغاية بالنسبة لنا. ظهرت بمستوى طيب أمام المغرب، هل أنت راض بمردودك؟ أنا قمت بواجبي فقط، فالفريق ككل لعب بشكل جيد وساهم في هذا التعادل، حتى أن اللاعبين الذين كانوا على دكة البدلاء قاموا بتشجيعنا طوال المباراة وقدموا لنا النصائح. نحن نمتلك مجموعة متماسكة ويسود فيها التعاون والإرادة وعليه سنستغل هذا لتحقيق التأهل لنهائيات كأس إفريقيا القادمة. بالرغم من احتلالكم المركز 202 في الترتيب العالمي إلا أنكم ظهرتم بمستوى طيب؟ نحن لا نلعب مباريات كثيرة وبالتالي فلم نتمكن من تحسين ترتيبنا على مستوى منتخبات العالم، لكننا سنحاول الفوز بالمباريات في التصفيات وإقامة مباريات ودية أمام منتخبات كبيرة لتحسين موقعنا في الترتيب العالمي. كما أنه هناك استراتيحية في بلادنا للنهوض بالكرة المحلية وبالتالي نحن نطمح إلى ميلاد أفق جديد لكرة القدم في إفريقيا الوسطى.