منذ أن جاء بالوتيلي إلى الميلان وأموره انقلبت رأساً على العقب ...فاللاعب المشاكس فجّر مواهبه بالشكل الأمثل وسجل سبعة أهدافي في ست مباريات ليعادل أحد أيقونات الروسونيري وهو أندريا شيفشينكو لينقلب من اللاعب العبء إلى اللاعب المنقذ . العامل الأول في تألق بالوتيلي هو قوة الإدارة الميلانية القادرة على توفير البيئة الملائمة للاعب ليرتاح ويتألق وأيضاً القدرة على ضبط تصرفات اللاعبين المشاكسين وتوجيهها بالاتجاه الصحيح ...وهذه ليست المرة الأولى التي يعيد فيها لاعب اكتشاف نفسه في الفريق فقد سبقه كثيرون ككريسبو وفان بوميل وإبراهيموفيتش وسواهم . المسألة الثانية هي وضع الفريق ككل الذي ساعد بالوتيلي ...فالميلان شاب للغاية وأفضل لاعبيه وهو الشعراوي أصغر من بالوتيلي بعامين ، مما يعني أن الشاب الأسمر يمتلك مساحة للبروز أكبر من السيتي والإنتر ...ففي الأول هناك زحمة من النجوم الكبار وفي الثاني كان صغيراً والنادي ملييء بالنجوم . المسألة الثالثة والأكثر أهمية هي كون بالوتيلي أحد المشجعين المتعصبين لنادي ميلان منذ أن كان يلعب في الجار اللدود الإنتر، فتخيل نفسك عزيزي القارئ مثلاً وأنت لاعب في النادي الذي تشجعه وتحبه فكيف ستلعب ؟؟ بالتأكيد ستقاتل بكل ما لديك لتحقيق الانتصارات ورفع اسم النادي عالياً وهذا ما يحدث مع بالوتيلي المزاجي جداً الذي وجد الدافع الذي افتقده مع السيتي والإنتر ...وبالنسبة للاعب عانى كثيراً في صباه على صعيد العائلة والعواطف فمن الطبيعي أن يكون تعلقه العاطفي بالفريق ومحبته له عاملاً أساسياً في تأقلمه وتألقه . تطور بالوتيلي كان مفاجئاً بالنسبة للكثيرين لكن للعارفين لبالوتيلي وقدراته فإنه لم يكن كذلك لأنه يمتلك من القدرات ما يجعله قادراً على النجاح في أي مكان ...لكن كل ما يحتاجه هو البيئة الملائمة التي تمنحه الحب والاهتمام والدافع ، وليس هناك أفضل من الميلان لذلك .