سنضع التصريحات النارية للمدرب البوسني وحيد حاليلوزيتش اليوم جانبا، ولا نغوص في هفواته اللفظية التي لطالما قال عنها رئيس الفاف بأنها تصريحات تقني بوسني بلغة فولتير لا تؤدي معناها الحقيقي، لن نعلق بشأن موضوعية الخرجة الإعلامية القوية للكوتش وحيد حتى لا يقال عنا بأننا نريد ضرب استقرار المنتخب الوطني عشية لقاء هام لا يمكن للجزائر أن تضيع فيه ولو نصف نقطة، كون منتخب مالي فاز ولا مجال لأي تعثر للحفاظ على حظوظنا في بلوغ المونديال. في السابق وجد حاليلوزيتش عديد الأعذار لتبرير تعثراتنا الفنية ضد مالي في واغادوغو وفي الموجهات الثلاث لكأس إفريقيا، دون أن ننسى الهزيمة الودية ضد البوسنة في مسبح 5 جويلية، لكن اليوم كل شيء متوفر ، فلا الحكم يمكن أن نتهمه بالعمل ضدنا، ولا الأرضية يمكن وصفها بالسيئة، بل أكثر من ذلك تعداد الخضر يسيل لعاب كل مدربي المنتخبات الإفريقية بتواجد فيغولي ،براهيمي ، تايدر ، جبور والآخرين، حيث تملك الجزائر قوة هجومية لا يستهان بها وبالتالي الفوز لن يفلت منا مساء اليوم مهما كانت الظروف ، ومثلما يقول عامة لاعبي الدوري الجزائري: « النقاط لن تغادر ملعب تشاكر»، بل نطمح لتسجيل عدد مهم من الإصابات، لأن فارق الأهداف قد يكون له دور حاسم في الظفر بمقعد الريادة خلال تصفيات المونديال. اليوم يجب أن نتجند بجانب المنتخب الوطني، فلا يهم ما يقوله حاليلوزيتش ولا تهم آراء التقنيين الذين يريدون قطع رأس البوسني، ولا يهم رأي الصحفي ولا المعلق فيما يقوم به بودبوز ولا فيغولي، ما يهم عشاق المنتخب هو استعادة البسمة والفرحة والأمل في الذهاب إلى المونديال بعد نكسة جنوب إفريقيا، أين بكى آلاف المناصرين الذين قطعوا «القارة السمراء» من شمالها الى جنوبها لمؤازرة «الخضرة» وعادوا خائبين، دون أن يجد أحد تفسيرا منطقيا لذلك الإقصاء، فالجمهور الجزائري ما زال تواقا لمعايشة مثل تلك الأسابيع والشهور التي عاشها مع رفقاء زياني وبوڤرة وعنتر يحيى مع الشيخ سعدان، وليس ذلك بالمستحيل مع هذه التشكيلة، لأن مؤهلات رفقاء فيغولي ، براهيمي وقادير كبيرة فنيا وبدنيا ولا تنقصهم سوى الشحنة الذهنية كي يستعيدوا الروح التي سمحت لنا بالإطاحة بمنتخب القرن في إفريقيا مرتين في سنة واحدة، ونعود للواجهة العالمية. وحتى إن كان الكثير من الغاضبين على رئيس الفاف أو من حاليلوزيتش يتمنون سقوط الخضر اليوم أو غدا لينهالوا على روراوة وحاليلو بالخناجر، فإن حب الجزائر يفرض علينا كلنا الوقوف مع المنتخب الوطني ولا يهم مصير روراوة ولا مستقبل حاليلوزيتش، لأن المنتخب الوطني ليس ملكا لفلان ولا لعلان بل هو ملك لملايين الجزائريين باختلاف أجيالهم، ففي نهاية المطاف لن يخسر الرئيس ولا المدرب في حال التعثر، وكل واحد منهما له شأن يغنيه، بل ستخسر الجزائر كلها بشبابها ورياضييها ،لذلك وجب وضع الأنانية جانبا ونتحاسب في نهاية المشوار وليس في بدايته.