يتضاءل أمل معظم الفرق في قلب النتيجة لصالحها في الدور قبل النهائي لدوري الأبطال الأوروبي عندما تتأخر بنتيجة مثل 1-4 في مباراة الذهاب ولكن ريال مدريد الأسباني برهن دائما أنه ليس كباقي الفرق حيث أكد من قبل على قدرته في تغيير النتيجة لصالحه في أكثر من مرة على مدار تاريخه الحافل. ونجح الريال في قلب عدة نتائج بشكل مشابه على مدار مسيرته الأوروبية، ويدعي الفريق قدرته على تكرار هذا خلال المواجهة المرتقبة الثلاثاء أمام بوروسيا دورتموند الألماني في إياب الدور قبل النهائي لدوري الأبطال. وبينما يبدو أمل برشلونة الأسباني ضعيفا للغاية في قلب النتيجة أمام بايرن ميونيخ الألماني الأربعاء حيث خسر الفريق الكتالوني صفر-4 في مباراة الذهاب التي أقيمت بمدينة ميونيخ الثلاثاء الماضي، يبدو الريال واثقا في تقديم عودة رائعة خلال مباراة الثلاثاء بعدما خسر 1-4 في لقاء الذهاب على ملعب دورتموند الأربعاء الماضي. وعكفت صحيفتا “آس” و”ماركا” الرياضيتان الصادرتان في العاصمة الأسبانية مدريد خلال اليومين الماضيين على تذكير القراء بالمناسبات السابقة التي شهدت عودة رائعة للريال في مواجهاته الأوروبية. وأوضحت “آس” في تعليقها بهذا الصدد “هذه المرات التي شهدت عودة ناجحة للفريق شكلت جزءا مركزيا وجوهريا في أسطورة ريال مدريد، أسطورة الفريق الذي لا يقبل الهزيمة أبدا والذي يكافح دائما حتى النهاية”. وفي 1975، خسر الريال على ملعب فريق ديربي كاونتي الإنكليزي 1-4 ذهابا في الدور الثاني لمسابقة كأس الأندية الأوروبية البطلة (دوري الأبطال حاليا) ولكنه قلب الطاولة على منافسه في لقاي الإياب على استاد “سانتياغو برنابيو” في مدريد وفاز 5-1 لتبدأ أسطورة “العودة الناجحة”. وبعدها بخمس سنوات، قلب الريال تأخره صفر-2 ذهابا أمام سلتيك الاسكتلندي في دور الثمانية للبطولة إلى فوز ثمين 3-صفر في لقاء الإياب بمدريد. وفي مسابقة كأس الاتحاد الأوروبي (الدوري الأوروبي حاليا) عام 1984، خسر الريال صفر-3 أمام أندرلخت البلجيكي في الدور الثالث للبطولة ولكنه فاز 6-1 في لقاء الإياب بمدريد. وفي الدور قبل النهائي للبطولة بالموسم نفسه، خسر الريال أمام انتر ميلان الإيطالي صفر-2 ثم فاز 3-صفر في مدريد إيابا وواصل مسيرته ليتوج بلقب البطولة. وفاز الريال بلقب كأس الاتحاد الأوروبي مجددا في العام التالي من خلال تقديمه أبرز “عودة ناجحة” في تاريخه حتى الآن حيث خصر 1-5 ذهابا أمام بوروسيا مونشنجلادباخ ولكنه فجر المفاجأة وفاز 4-صفر في لقاء الإياب. وفي الدور قبل النهائي للمسابقة بنفس الموسم، كانت هناك “انتفاضة إياب” رائعة أخرى حيث خسر 1-3 أمام انتر ميلان على استاد “سان سيرو” ذهابا ولكنه فاز 5-1 في لقاء الإياب بالبرنابيو. وكان اللاعب الراحل خوانيتو، الذي لقي حتفه في حادث سيارة عام 1992، أحد أبرز الوجوه والنجوم في انتفاضات الإياب للريال بفترة الثمانينيات من القرن الماضي. وأشارت وسائل الإعلام واللاعبون السابقون مرارا إلى “روح خوانيتو” من أجل إلهام اللاعبين الحاليين لمحاكاة ما قدمه الفريق في الماضي من أسلوب “حياة أو موت” في مثل هذه المواجهات. وعلى سبيل المثال، ذكرت إذاعة “ماركا” الأسبانية “روح خوانيتو ستكون مطلوبة الثلاثاء لجعل اللاعبين يثقون في أن كل شيء ممكن في كرة القدم إذا رفضت الاستسلام”. وكانت لخوانيتو عبارته الشهيرة إلى لاعبي إنتر ميلان بعد الهزيمة 1-3 ذهابا في عام 1986 حيث قال “90 دقيقة على استاد سانتياغو برنابيو تمثل وقتا طويلا للغاية”. وأظهر لاعب الوسط الألماني سامي خضيرة نجم الريال معرفة تامة بانتفاضات الإياب السابقة لفريق، وقال “ريال مدريد استمتع بأكثر من ليلة ساحرة على استاد “سانتياغو برنابيو” خاصة في دوري الأبطال”. وأوضح “سنحاول إضافة انتقاضة إياب أخرى إلى القائمة”. وأضاف أن مساندة ودعم الجماهير سيكون مهما للغاية، وقال “عليهم أن يساندونا تماما من البداية وبحرارة مثلما يفعلون دائما، في هذه المباريات، يكون دعم الجماهير مهما للغاية وقد يكون عاملا حاسما”. وأضاف “سيكون أمرا مهما أن نسجل هدفا مبكرا ولكن علينا أيضا أن نتحلى بالصبر ونبقي رؤوسنا مرفوعة، يجب أن نقدم ريال مدريد في الصورة التي يستحقها كناد عظيم”. وفي الموسم الماضي، نجح الريال في تحقيق الفوز 2-1 على بايرن ميونيخ إيابا في الدور قبل النهائي بعدما خسر أمامه 1-2 ذهابا ولكن الريال خسر في النهاية بضربات الترجيح. ويأمل الريال في تقديم انتفاضة إياب أكثر نجاحا وإثارة الثلاثاء وأن تسيطر “روح خوانيتو” على الفريق.