يعد اللاعب ديس إسماعيل من خيرة العناصر الذين أنجبتهم الكرة الجزائرية في العشرية الأخيرة ومن أحسن المدافعين الذين صالوا وجالوا في ميادين القطر، كما يُعتبر إلى جانب زميله السابق في الترجي المهاجم رشيد عمران خير ممثلين لمدينة مسقط رأسه مستغانم في الساحة الرياضية الوطنية، ..يملك مشوارا أكثر من ثري، «الخبر الرياضي» أبت إلا أن تكشف النقاب عليه وتُسلط عليه الأضواء من خلال الزيارة التي قمنا بها إلى بيته فخصّنا بكرم ضيافته و فتح لنا قلبه في هذا اللقاء.. «تعلمت أبجديات كرة القدم في مدرسة الترجي» بداية حديث مستضيفنا ديس في بيته أرادها أن تكون عن بداية مداعبته للكرة والتي اعتبرها المعني جد عادية وتقليدية من الشارع إلى مدرسة فريق ترجي مستغانم التي تعلم فيها أبجديات لعبة الكرة القدم وأسسها على العديد من الفنيين والتقنيين ويتصدر قائمتهم المرحوم بن يمينة بن ذهيبة المدعو تتو ومعزة بلقاسم الذي لا يزال يُشرف على الفئات الصغرى على مستوى فريق ترجي مستغانم. «إصابة زميلي بن سالم فتحت لي أبواب الفريق الأوّل» يتذكر اللاعب ديس أنّ أوّل ظهور له مع فريق الأكابر كان سنة 1997مع المدرب التاج بن ساولة وبالضبط في لقاء الترجي بضيفه اتحاد العاصمة وكيف تعرض يومها المدافع الأساسي بن سالم إلى إصابة خطيرة تمثلت في كسر على مستوى مقدمة القدم، جعلت الطاقم الفنّي المتكون آنذاك من بن ساولة وبيبا يجد في شخصه البديل الوحيد لبن سالم والحل الفردي للمعضلة التي تواجد فيها التقنيون وهو الرأي الذي لقي معارضة شديدة يقول ديس من قبل بعض الأطراف الفاعلة في الجهاز المُسيّر آنذاك و الذين أبدوا رفضهم المطلق لإشراكه في ذات المواجهة بحجة عدم امتلاكه للخبرة الكافية والجاهزية المطلوبة خاصة وأنّ المنافس كان فريق اتحاد العاصمة بترسانة من اللاعبين الدوليين يقودهم القناص الحاج عدلان، مدلل سوسطارة دزيري بلال و معهم حمادني و زغدود و مفتاح و لكنّ قوة شخصية اللاعب السابق لنادي لوهافر الفرنسي المدرب التاج بن ساولة منحت له فرصة البروز. «وكانت الخطوة الأولى نحو التألق مع الترجي» الأداء المتميز للمدافع الشاب في صفوف الترجي في لقائه أمام اتحاد العاصمة في موسم 1997، ووقوفه كحصن منيع أمام محاولات الحاج عدلان و دزيري بلال جعل ممن وقفوا على مشاركته في المباراة المذكورة يجدون أنفسهم مجبرين على تغيير آرائهم و نظرتهم إليه وكان ذات اللقاء بمثابة الخطوة الأولى للمدافع ديس نحو التألق و طرق أبواب الشهرة. «علاقتي خاصة مع المدرب سليماني وأصنفه في خانة أحسن التقنيين» الحديث عن إسماعيل ديس و مشواره مع الترجي لا يمكن أن يمر دون الحديث عن التقنيين والمدربين الذين عمل تحت إمارتهم والذين من بينهم الهداف السابق للفريق الوطني تاج بن ساولة الذي كان أوّل من منح له فرصة المشاركة مع الأكابر مرورا بالمدرب عمراني وأحمد سليماني الذي يبقى ديس يحتفظ له بمعاملة خاصة تتمحور خاصة في انفراد التقني التلمساني بخصوصية حشر نفسه في قضية التفاوض مع اللاعبين في إشارة إلى التربص المغلق الذي أجرته تشكيلة فريق الظهرة بفندق «سفالتس» بالعاصمة و كيف أنّ سليماني كان يجلس شخصيا مع اللاعبين ليتفاوض معهم حول قيمة الإمضاء والغريب في الأمر أنّ ذلك كان يحدث في ساعات متأخرة من الليل، وبغض النظر عن هذه القضية يقول ديس فإنّ المدرب سليماني يبقى من أحسن التقنيين الذين تداولوا على تدريبه ولا يزال يحتفظ بذكريات تحضيره للموسم و العمل الكبير و الشاق الذي كان يقوم به معهم بشاطئ استيديا. «أمضيت لمولودية وهران وانضممت إلى البليدة» من المفارقات التي ميّزت مشوار اللاعب ديس إسماعيل هو أنّه مع بداية موسم 2000 وبعد أدائه لمشوار جيّد مع فريقه الأم الترجي، وصلته عروض من فرق عدة والتي من بينها الحمراوة، حيث حرص الرئيس يوسف جباري على الظفر بخدماته، حيث طوّر المفاوضات التي جرت بين الطرفين إلى اتفاق أفضى إلى إمضاء ابن مستغانم على عقد مع المولودية مدته ثلاث سنوات و هو العقد الذي سرعان ما تمّ فسخه عملا بتوجيهات وكيل أعماله يومها، فنكروز عبدالقادر تحّفظ على بعض البنود التي تضمنها العقد المذكور خاصة أنّ ديس لم يكن قد تلقى شيئا من الأموال المتفق عليها وهي البنود التي جزم اللاعب بأنّه يجهل تفاصيلها إلى حد الآن وهي الفرصة التي استغلها الرجل الأوّل في البليدة ورئيس الاتحاد المحلي محمد زعيم ليربط اتصالا به ويُحوّل وجهته نحو مدينة الورود. «التحاقي بالبليدة كان نقطة تحول مهمة في مشواري الرياضي» التحاق ديس البليدة يعتبره المعني أهم نقطة تحوّل في مشواره الرياضي باعتبار أنّ فريقه الجديد فتح له الأبواب على مصارعيها نحو التألق والشهرة والاحتكاك أكثر بكبار اللعبة في ميادين القطر، فالبداية لم تكن سهلة مع فريق مدينة الورود نظرا لوجود عامل المنافسة مع لاعبين من طراز غالول وغيره ولكن ومع مرور الجولات وبعد مواسم عدة، استطاع ديس أن يكسب ثقة و قلوب البليديين حتى صار قطعة أساسية في النادي ككل وأحد أعمدته التي يتركز عليها. «مسيّرو الترجي يومها رفضوا رحيلي وأرسلوا عريضة احتجاج للرابطة» لم يرد ديس تفويت فرصة حديثه حول انتقاله إلى البليدة دون الرجوع إلى موقف إدارة فريقه السابق ترجي مستغانم والتي كان أعضاء المكتب المسير بها قد رفضوا رحيله بحجة أنّه لا يزال شابا و أرسلوا عريضة احتجاج في هذا الاتجاه إلى الرابطة لإبطال الصفقة و لكنّ إجراءاتهم باءت بالفشل و تمّ تأهيل إسماعيل مع الفريق البليدي. «ثمانية مواسم بالبليدة جعلتني أحصل على الانتساب المعنوي لهذه المدينة» أصرّ ديس على عدم اعتبار فريق اتحاد البليدة مجرد فترة في مشواره الكروي عندما أكّد بأنّ المدة الطويلة التي قضاها في حضن تشكيلة الاتحاد والتي وصلت إلى ثمانية مواسم كاملة فرضت عليه الشعور بالانتماء لهذه المدينة، حيث يعتبر أهلها عائلته و يكفيه حديثا أنه انصهر فيهم باختياره واحدة منهم كشريكة لحياته وأمّا لولديه خديجة وبشير. «كانت لدي تجربة احترافية قصيرة بتركيا» ما لا يعلمه العديد من متتبعي مشوار ابن عاصمة الظهرة مستغانم إسماعيل هو خوضه لتجربة احترافية قصيرة بتركيا دامت ثلاثة أشهر وهو الذي كان قد أمضى على عقد مع نادي سيلفر سبور التركي في موسم 2006 بمقابل مادي مغر ولكنّه لم يتمكن من التأقلم مع المحيط واضطر للعودة إلى فريقه البليدة خلال فترة التحويلات الشتوية بعد ذهاب زعيم و جاء محله زعاف الذي حيّاه بالمناسبة و الذي وصفه بالرجل الذي أعطى الكثير للاتحاد وجلب الإمكانيات وانتدب العديد من اللاعبين الذين لهم وزنهم في البطولة الوطنية. «عند التحاقي بسطيف هناك من ظنّ بأنّي بليدي» ما يُعزز طرح شعوره بالانتماء إلى مدينة البليدة بالنظر إلى المدة الطويلة التي حمل فيها ألوان الاتحاد المحلي بأنّه عند التحاقه بوفاق سطيف العديد من السطايفية ظنوه بليديا، حيث كانوا ينادونه بالبليدي بالنظر إلى العلاقة الوطيدة التي كانت تربطه بأهل مدينة الورود و هي العلاقات التي قال عنها المعني بأنّها لا تزال قائمة إلى حد اليوم و يكفيه دليل على ذلك هو أنّ أخوال ولديه من الولاية رقم تسعة. «غادرت البليدة بأحسن ذكرى عندما أنقذت الاتحاد من السقوط» يبقى ديس يحتفظ بأحسن ذكرى له مع البليدة عندما ساهم في آخر موسم له مع الفريق في إنقاذه من السقوط عندما خطف هدف التعادل في آخر لحظات اللقاء الذي جمع اتحاد البليدة بأهلي البرج و هو الهدف الذي سمح لرفقاء الإخوة زواني بالبقاء في حظيرة بطولة القسم الأوّل. «الأزمة المالية للبليدة جعلتني أتنقل إلى سطيف» طوال هذه المدة الطويلة التي قادها بألوان فريق الاتحاد جعلت إسماعيل ديس يعيش أحلى أيامه في مشواره الرياضي بالرغم من عدم تكليل ذلك بألقاب إلى أن جاء موسم 2008 أين صادفت فريق مدينة الورود مرحلة صارت فيها إمكانياته المادية لا تسمح بتحمل أعباء ركائز الفريق و الذي كان إسماعيل ديس أبرزهم مما اضطر الرئيس زعيم إلى وضعه في قائمة المغادرين فكانت وجهته عاصمة الهضاب العليا سطيف. عبدالحكيم سرار استغلّ الظرف وانقض على ديس بداية ديس مع النسر الأسود كانت أكثر من موفقة في موسمه الأوّل أين استطاع أن يفتك مكانته في التشكيلة وسط أرمادة من المدافعين الذين كانت تزخر بهم تشكيلة فريق الوفاق ليتراجع مردوده في الموسم الثاني و بداية الموسم الثالث قبل أن يستعيد عافيته و يعود إلى سابقه عهده مع التألق و فرض الذات وقد تداول على تدريبه عدد هام من التقنين المحليين و أجانب في صورة سيموندي، أيت جودي، دلاسكا وغيغر. «في سطيف كان الموعد مع الألقاب والتتويجات» على خلاف مشواره مع البليدة، فإنّ التحاقه بوفاق سطيف سمح لإسماعيل ديس بمعانقة الألقاب التي لطالما انتظرها و التي بلغت سبعة في مجملها أربع بطولات للجزائر، كأسين للجمهورية وكأس بطولة شمال إفريقيا. «حكوم يبقى المعادلة المهمة في تاريخ الوفاق» عن تجربته الخاصة في وفاق سطيف و تقييمه الشخصي لمسيّري فريق النسر الأسود فإن ديس لم يتوان في إرجاع فضل ما هو عليه فريق الهضاب العليا و الألقاب العديدة التي حققها في العشرية الأخيرة إلى قوة إدارة هذا النادي و معرفة مسيّريه الجيّدة لأبجديات تسيير النوادي و على رأسهم عبدالحكيم سرار الذي رأى فيه ديس الرجل الذي ترك بصماته في الوفاق و كان وراء الانجازات الكبيرة التي حققتها « الكحلة و البيضة» بحكم وزنه الكبير في عالم كرة القدم كلاعب سابق في الفريق، دولي في المنتخب الوطني بطل إفريقيا مع الوفاق و مع الفريق الوطني وكلّها مقاييس يقول ديس جعلت من حكوم كما يعرف في الوسط السطايفي صاحب الرأي الرشيد في الفريق و القرار السديد و انسحابه من محيطه يُعد خسارة للنادي. في عدد الغد يعود بنا ديس إلى : حكاية انضمامه إلى المنتخب الوطني مباراة الخضر ضد فرنسا وبعض خباياها أمنيته في فتح مدرسة خاصة للتكوين في كرة القدم وغيرها من المواضيع الشيقة انتظروها