أكّدت عناصر شبيبة الساورة، مرّة أخرى، عزيمتها الكبيرة في التحضير جيدا لمنافسة بطولة الموسم المقبل، وذلك بتحدّي كل الظروف القاسية و التي كانت بدايتها بتحمّل درجة الحرارة العالية، التي ميّزت مدينة بشار و تدرّبهم بشكل عادي خلال استئناف التحضيرات و ذلك طيلة المرحلة الأولى من استعدادات الفريق لغمار المنافسة الرسمية, ثم تحدي عامل الصيام خلال التربص الذي تجريه العناصر الساورية بمدينة تيبازة, و صولا إلى ما حدث قبل بداية الحصة التدريبية الثانية ليوم أول أمس, عندما تدرّبت عناصر الشبيبة لقرابة الساعة كاملة في الظلام الدامس بملعب «القليعة» و ذلك لانعدام الإنارة بسبب انقطاع التيار الكهربائي على ملعب القليعة و المنازل المجاورة له . الطاقم الفني اضطرّ لإجراء تغيير في برنامج العمل هذا و كان من المقرّر أن تنطلق الحصة التدريبية الثانية في برنامج أول أمس بداية من الساعة العاشرة و نصف ليلا , إلا أن الانقطاع الحاصل للتيار الكهربائي جعل الجميع ينتظر إصلاح هذا الخلل لكن دون حدوث أي جديد, حيث انتظر مسؤولو الطاقم الفني قرابة النصف ساعة كاملة لعلّ و عسى يتمّ إصلاح هذا العطب قبل أن يقرّر المدرب عمراني ومساعديه إلى إحداث تغيير على برنامج العمل المُسطّر لهذه الحصة التدريبية . عمراني حوّل الحصة إلى العمل البدني بسبب الظلام في الوقت الذي كان ينتظر أن تُخصّص الحصة الثانية لأول أمس بملعب «القليعة» للعمل الفني و التقني , و في ظلّ استحالة تطبيق البرنامج المسطّر من قبل بسبب انعدام الإنارة و استحالة برمجة تمارين بالكرة للاعبين, و بعد تشاور بين أعضاء الجهاز الفني تقرّر إجراء تعديل في التمارين المبرمجة بإخضاع اللاعبين إلى تمارين بدنية قصد تحسين لياقتهم البدنية إلى الأحسن, حيث قام اللاعبون بالرّكض على حواف الملعب لمدة 45 دقيقة كاملة مُقسّمة على ثلاثة مراحل، و هو البرنامج الذي طبّقه اللاعبون رغم التعب الذي نال منهم بعد الحصة الأولى التي أجروها قبل الإفطار بقاعة تقوية العضلات بتيبازة . أعراب ركّز على برمجة تمارين بدنية شاقة هذا و كانت أغلبية عناصر الفريق تظنّ أن الحصة انتهت بعد قيامهم بالركض لمدة 45 دقيقة كاملة, إلا أن الطاقم الفني كان له رأي أخر، حيث برمج للاعبين تمارين بدنية أخرى , إذ رغم أن اللاعبين أجروا حصة أولى قبل الإفطار تمّ التركيز فيها على التحضير البدني, إلاّ أن المحضر البدني سليم اعراب قام ببرمجة تمارين أخرى شاقة لأشباله, حيث قام بالرّفع من حجم العمل في نهاية الحصة و هي التمارين التي شعر اللاعبون بقسوتها بالفعل, و هو ما لاحظه الجميع واستحسنوه في نفس الوقت. الجميع عمل بشكل عادي رغم قُسوة التمارين عملت المجموعة على تطبيق البرنامج بحذافيره بدء من خماسي حراسة المرمى إلى أخر مهاجم في التعداد, رغم أن سليم أعراب لم يكن رحيما أبدا و قام بالرّفع من وتيرة عمله , بما أنه يرى بأنها الطريقة المُثلى لتحضير اللاعبين من الناحية البدنية, و ذلك قصد الحيلولة دون الوقوع في الإصابات بالنسبة لعناصر التشكيلة و التي قد تخلط مشوارهم و حسابات الطاقم الفني , الذي يبقى يعمل وفق برامج تدريبية مدروسة بدقة كبيرة لتفادي تلقّي اللاعبين الإصابات خلال مرحلة التحضيرات هذه . تمارين خاصة للعضلات و أعراب وضع برنامجا متنوّعا أنهى المحضر البدني سليم اعراب الحصة الثامنة في برنامج هذا التربص بتمارين خاصة لتمدّد العضلات و إرخائها , حيث طلب مساعد المدرب عمراني من لاعبيه القيام ببعض التمارين الخاصة بذلك و كذلك بعض الحركات التي تمسّ كل أنحاء الجسم , و قد عمد المدرب السابق لمولودية سعيدة على التنويع في العمل المسطّر، وذلك بإخضاع لاعبيه إلى تمارين خاصة بتقوية العضلة المقربة, و هو الإشكال الذي يطرح دائما لدى اللاعبين و خصوصا في المباريات القوية , كما شمل البرنامج أيضا تمارين التحمّل للأعمال الشاقة و هو ما أتعب الجميع في نهاية الحصة . لا أحد اشتكى و المجموعة سهّلت من مهمة المدربين الملاحظ على تعداد «جي أس أس» هذا الموسم الاحترافية الكبيرة التي يتّسم بها الجميع من لاعبين وحتى الطاقم الفني والإداري الذي رافق زملاء يوسف صابوني إلى تيبازة, إذ رغم العمل الشاق الذي أجراه اللاعبون في الحصة التدريبية قبل الإفطار , إلاّ أنهم لم يشتكوا من برمجة تمارين أخرى لا تقلّ قسوة عن الأولى خلال حصة السهرة , بل الأكثر من ذلك فإن الجميع حاول تسهيل مهمة المدربين, في صورة واضحة لدرجة وعي الجميع بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم . بوقلمونة الاستثناء شكّل تواجد المهاجم بوقلمونة لحبيب الاستثناء في حصة أول أمس, و هذا لعودته إلى التدريبات مع الفريق و لو بصفة فردية عن بقية زملائه, إذ رغم العمل الذي برمجه له الطاقم الطبي و المحضر البدني سليم اعراب, إلاّ أنه حاول مشاركة زملائه في بعض التمارين الخفيفة , في مشهد أكد للجميع اشتياق قلب هجوم الشبيبة للمنافسة و إجراء التدريبات بصفة جماعية رفقة زملائه . عمراني شكر أشباله على تضحياتهم من جهته، قام مدرب الفريق عمراني و قبل انطلاقة الحافلة للعودة باللاعبين إلى مقرّ إقامتهم بفندق «شنوة» بتيبازة , بإلقاء كلمة تشجيعية لأشباله و كذلك شكرهم على تضحياتهم لإنجاح كلّ المراحل التحضيرية , كما حيّاهم على تحمّلهم المسؤولية، بعدما تدرّبوا لقرابة الساعة من الزمن في الظلام, و قاموا فيها بعمل كبير دون إحداث أي مشكل.كما طالب منهم الأخير المواصلة على نفس المنوال و الذي سيكون الطريق الذي سيوصلهم إلى تحقيق النجاحات خلال الموسم المقبل .