قال مدرب المنتخب البلجيكي، جورج ليكنس، بأن قانون البهاماس لم يسلب حق فرنسا في الاستفادة من ذوي الجنسيتين، وذهب ليكنس الذي لم يتمكن من ضم المغربي كارسيلا بعيدا في تحليله، عندما عاد إلى الخلف، مذكرا بأن فرنسا التي فازت بمونديال 98 بفضل زيدان، نسيت بأن الجزائر بمسؤوليها احترموا خيار "زيزو" ولم يثيروا ضجة على سلب ابنهم. كلام ليكنس، الذي سبق وأن درب الجزائر، يكشف مرة أخرى بأن طريقة تفكير الفرنسيين تختلف عن بقية الأوروبيين، وإذا كان الكثير من المنتخبات في القارة العجوز قد تأثروا بقانون البهاماس، فإن إسبانيا وألمانيا وبلجيكا وهولندا، حاولوا التكيف مع قوانين الفيفا، وفوق كل ذلك قرروا احترام خيار اللاعبين ولم يثيرون ضجة حول ذلك، ولم يخططوا لفرض نظام الكوطات في مراكز التكوين بتقليص الشبان المغاربة والسود، ولا شيء من هذا القبيل. وحتى إن حاول زيدان نفسه إخفاء الجوانب العنصرية عند مهندسي نظام "الكوطات"، من خلال دعمه لصديقه المدرب لوران بلان، فإن الحادثة ستبقى وصمة عار في جبين فرنسا الكروية، التي أضحت جزءا لا يتجزأ عن فرنسا "الساركوزية"، ورد فعل مدرب منتخب بلجيكا دليل قاطع على أن كل العالم يحاول التكيف مع معطيات العصر ولا يسبح ضد التيار عدا الفرنسيين. وعندما يقول ليكنس بأنه يجب احترام خيار اللاعب، فإنه يعي جيدا بأن لاعبي المنتخبات ليسوا كلاعبي الفرق، وإذا كان مارادونا نفسه يريد اللعب لإسبانيا، فإن فرض عليه خيار اللعب للأرجنتين لن يجعل منه بطلا عالميا، والعكس صحيح. فرغبة اللاعب تساوي ضعف مردوده الفني، وبالرغم من الإغراءات المالية وضغوطات المناجيرة، فإن بودبوز ويبدة ومغني، فضلوا اللعب للخضر واندمجوا بسرعة، لأن قلوبهم تنبض على وتر الجزائر. ولعل تجربة ليكنس في الجزائر ورغم قصرها، جعلته يفهم الثقافة الرياضية الجزائرية، ما يترجم تحليله الجيد لفضيحة الكوطات التي زعزعت أركان الاتحاد الفرنسي، وعرت بالمناسبة المسؤولين الفنيين بمن فيهم لوران بلان، الذي تلقى صفعة من مدرب الشياطين جورج ليكنس بعدما تفنن الفرنسيون في سرد النكت البلجيكية على مر العصور، فاليوم انقلبت الأمور وأصبح البلجيكيون يضحكون على الفرنسيين ويتداولون النكت عنهم. عدلان حميدشي هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته