العلاقات الجزائرية الصومالية "متينة وأخوية"    وزارة التضامن الوطني تحيي اليوم العالمي لحقوق الطفل    فلاحة: التمور الجزائرية تصدر إلى أكثر من 90 دولة    وزير الصحة يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    المجلس الأعلى للشباب ينظم الأحد المقبل يوما دراسيا إحياء للأسبوع العالمي للمقاولاتية    غزة: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 44056 شهيدا و 104268 جريحا    أيام إعلامية حول الإثراء غير المشروع لدى الموظف العمومي والتصريح بالممتلكات وتقييم مخاطر الفساد    رفع دعوى قضائية ضد الكاتب كمال داود    الأسبوع العالمي للمقاولاتية بورقلة:عرض نماذج ناجحة لمؤسسات ناشئة في مجال المقاولاتية    صناعة غذائية: التكنولوجيا في خدمة الأمن الغذائي وصحة الإنسان    منظمة التعاون الإسلامي: "الفيتو" الأمريكي يشكل تحديا لإرادة المجتمع الدولي وإمعانا في حماية الاحتلال    كرة القدم/ سيدات: نسعى للحفاظ على نفس الديناميكية من اجل التحضير جيدا لكان 2025    منظمة "اليونسكو" تحذر من المساس بالمواقع المشمولة بالحماية المعززة في لبنان    عميد جامع الجزائر يستقبل رئيس جامعة شمال القوقاز الروسية    فلسطين: غزة أصبحت "مقبرة" للأطفال    حملات مُكثّفة للحد من انتشار السكّري    يد بيد لبناء مستقبل أفضل لإفريقيا    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    الجزائر متمسّكة بالدفاع عن القضايا العادلة والحقوق المشروعة للشعوب    بحث المسائل المرتبطة بالعلاقات بين البلدين    حج 2025 : رئيس الجمهورية يقرر تخصيص حصة إضافية ب2000 دفتر حج للأشخاص المسنين    قمة مثيرة في قسنطينة و"الوفاق" يتحدى "أقبو"    بين تعويض شايل وتأكيد حجار    الجزائرية للطرق السيّارة تعلن عن أشغال صيانة    ارتفاع عروض العمل ب40% في 2024    90 رخصة جديدة لحفر الآبار    خارطة طريق لتحسين الحضري بالخروب    المجلس الوطني لحقوق الإنسان يثمن الالتزام العميق للجزائر بالمواثيق الدولية التي تكفل حقوق الطفل    40 مليارا لتجسيد 30 مشروعا بابن باديس    3233 مؤسسة وفرت 30 ألف منصب شغل جديد    طبعة ثالثة للأيام السينمائية للفيلم القصير الأحد المقبل    الجزائر تشارك في اجتماع دعم الشعب الصحراوي بالبرتغال    مجلس الأمن يخفق في التصويت على مشروع قرار وقف إطلاق النار ..الجزائر ستواصل في المطالبة بوقف فوري للحرب على غزة    تكوين المحامين المتربصين في الدفع بعدم الدستورية    الشريعة تحتضن سباق الأبطال    الوكالة الوطنية للأمن الصحي ومنظمة الصحة العالمية : التوقيع على مخطط عمل مشترك    دعوة إلى تجديد دور النشر لسبل ترويج كُتّابها    مصادرة 3750 قرص مهلوس    فنانون يستذكرون الراحلة وردة هذا الأحد    رياضة (منشطات/ ملتقى دولي): الجزائر تطابق تشريعاتها مع اللوائح والقوانين الدولية    خلال المهرجان الثقافي الدولي للفن المعاصر : لقاء "فن المقاومة الفلسطينية" بمشاركة فنانين فلسطينيين مرموقين    الملتقى الوطني" أدب المقاومة في الجزائر " : إبراز أهمية أدب المقاومة في مواجهة الاستعمار وأثره في إثراء الثقافة الوطنية    رئيس الجمهورية يشرف على مراسم أداء المديرة التنفيذية الجديدة للأمانة القارية للآلية الإفريقية اليمين    سعيدة..انطلاق تهيئة وإعادة تأهيل العيادة المتعددة الخدمات بسيدي أحمد    ارتفاع عدد الضايا إلى 43.972 شهيدا    فايد يرافع من أجل معطيات دقيقة وشفافة    القضية الفلسطينية هي القضية الأم في العالم العربي والإسلامي    حقائب وزارية إضافية.. وكفاءات جديدة    تفكيك شبكة إجرامية تنشط عبر عدد من الولايات    انطلاق فعاليات الأسبوع العالمي للمقاولاتية بولايات الوسط    ماندي الأكثر مشاركة    الجزائر ثانيةً في أولمبياد الرياضيات    هتافات باسم القذافي!    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    نوفمبر زلزال ضرب فرنسا..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فرنسا تمارس ضغوطا من أجل تغيير القوانين وقد تلجأ إلى الإنتقام من اللاعبي في حال إختيارهم الجزائر
نشر في الهداف يوم 01 - 04 - 2010

“بودبوز، فغولي، إبراهيمي، بلفوضيل، طافر، فابر، شاقوري، أقوازي........ والقائمة طويلة لأسماء اللاعبين المزدوجي الجنسية ممن ولدوا في فرنسا، ويملكون أصولا وجذورا جزائرية، هم لاعبون ترغب الجزائر اليوم في احتضانهم من أجل إعطاء دفع إضافي للمنتخب خلال نهائيات كأس العالم المقبلة، ومن أجل إعطاء نفس جديد لهذا المنتخب بعد تلك النهائيات..
فمثلما سارت الأمور في الطريق الصحيح لدى انتداب مغني، يبدة وعبدون، كانت كل المؤشرات توحي أيضا إلى أنّ الأمور ستسير في ذات الطريق الصحيح مع كل هذه العناصر، وكل من نال ثقة وإعجاب الناخب الوطني رابح سعدان والرجل الأول على رأس الكرة الجزائرية محمد روراوة. حيث شرع الأول في معاينة اللاعبين المغتربين والمزدوجي الجنسية، ودوّن في كنّاشه عناصر جيدة، ودوّن في ذات الكنّاش عناصر لم تكن في حاجة حتى للمعاينة. وموازاة مع ذلك شرع الثاني في القيام بمختلف الإجراءات الإدارية من أجل تسوية ملفات هؤلاء اللاعبين وطرحها على طاولة “الفيفا” حتى يتسنى للجزائر الاستفادة منهم وفقا للقانون الذي عُدِّل الصائفة الماضية في “باهاماس” وسمح ل“الخضر” بالاستفادة من مغني ويبدة. لكن فرنسا التي لم ير منتخبها النور منذ أن اعتزل جوهرتها الجزائري الأصل زين الدين زيدان قد تخلط كل هذه الحسابات بعد أن شرعت في ممارسة ضغوطها هنا وهناك على اللاعبين المستهدفين من طرف الجزائر من جهة، وعلى الاتحاد الدولي لكرة القدم بغية تغيير القانون الجديد الذي صبّ في مصلحتنا، كما أنها أعدت مخططا لإحباط محاولة ضم الجزائر للاعبين أمثال إبراهيمي، بودبوز وفغولي وغيرهم من خلال إنشاء الاتحادية الفرنسية لكرة القدم خلية للاعبين الشبان تضم 40 لاعبا إفريقيا، من بينهم 12 لاعبا جزائريا، على أن يتم انتقاء أحسنهم بعد “المونديال”.
ضغوط لأجل تغيير قانون “ألباهاماس“ الذي يصب في صالح الجزائر
ورغم أننا كنا نعتقد أنّ رغبة الجزائر في انتداب أبنائها لن تقلق الفرنسيين في أي شيء، بما أنهم لم يكترثوا كثيرا لأمر اختيار الثنائي مغني - يبدة اللعب لموطنهما الأصلي في السابق، إلا أن انتفاضة اتحاديتها مؤخرا واتخاذها قرار إنشاء خلية تضم 12 لاعبا جزائريا لا بد من عدم التفريط فيهم، أثبت بأن الفرنسيين لم يهضموا حقا اختيار الثنائي اللعب لصالح الجزائر، وأثبت ما راج من أخبار أتت من هناك بأن فرنسا تسعى جاهدة للضغط على الاتحاد الدولي لكرة القدم من أجل إلغاء قانون “باهامس” الذي سُنّ الصائفة الماضية، وقضى بالسماح لمن تقمصوا ألوان منتخب ما في الفئات الشبانية بتغييره لدى الوصول إلى صنف الأكابر. وهو ذات القانون الذي صب في صالحنا، بما أننا استفدنا مباشرة بعد سنّه من خدمات الثلاثي “يبدة، مغني وعبدون”، وها نحن في الوقت الذي نتأهب للاستفادة من خدمات عناصر أخرى على غرار “بودبوز، فغولي، إبراهيمي، شاقوري” وغيرهم من اللاعبين الذين وقع إجماع روراوة وسعدان على جلبهم، تصلنا أخبار امتعاض الفرنسيين من ذلك، ورغبتهم في الضغط على “الفيفا” من أجل إلغاء ذلك القانون.
روراوة لن يتراجع وسيستفيد من كل من أصوله جزائرية
ومن المؤكد أن روراوة متابع لمناورات الفرنسيين وتحركاتهم التي جاءت كرد فعل مباشر على تحركات المسؤول الأول على رأس الكرة الجزائرية والناخب الوطني رابح سعدان، وعلى جولتهما الأوروبية مؤخرا من أجل انتقاء اللاعبين الذين أشرفت فرنسا على تكوينهم، ومن أجل تسوية كافة وثائقهم الإدارية، سواء بخصوص من تقرر انتدابهم تحسبا ل“المونديال” أو أولئك الذين تقرر تركهم إلى ما بعد موعد جنوب إفريقيا. ومن المؤكد أيضا أن روراوة لن يبقى مكتوف الأيدي، كيف لا وهو الذي يعود له الفضل في سنّ ذلك القانون الذي سمح لكل الأفارقة وليس فقط للاعبين الجزائريين الأصل بمعاودة الاختيار بين اللعب لبلدانهم الأصلية أو فرنسا. والأكيد أن “الحاج” لن يتراجع للخلف، وسيمضي قدما إلى الأمام من أجل الاستفادة من كل مزدوجي الجنسية، وكل من له عرق جزائري، وسيمضي قدما أيضا من أجل تسوية كل وثائقهم الإدارية حتى يتحولوا إلى جزائريين قلبا وقالبا، ويقطع بدوره الطريق في وجه الفرنسيين، وبعدها تكون الاستفادة منهم ضمن صفوف المنتخب في وقتها.
فرنسا قد تنتقم منهم بالتهميش في حال إختيارهم الجزائر
وقد يكون لفرنسا الحظ في إقناع بعض اللاعبين بتقمص ألوان بلدها، في صورة مهاجم “كليرمون” إبراهيمي الذي صرح ل“الهداف” بتصريح مفاده أنه يحب الجزائر ويرغب في اللعب لها حقا، وطل في ذات اليوم بتصريح ل“فرانس فوتبول” الفرنسية يؤكد فيه رغبته في حمل ألوان فرنسا التي تكوّن وترعرع في مدارسها. وقد يكون لها الحظ أيضا في الحفاظ على لاعبين آخرين ممن يرغبون في تكرار تجربة زين الدين زيدان، دون أن يدركوا أن الكرة أنجبت “زيزو“ واحدا، ودون أن يدركوا بأن مصيرهم سيكون مصير كمال مريم وآخرين ممن يندبون اليوم حظهم على اختيارهم اللعب لفرنسا. لكن الحظ قد لا يحالفها في الظفر بخدمات العديد من العناصر التي تحمل الجزائر في قلبها، مثلما حدث لها من قبل مع جيل زياني الذي اختار الجزائر في وقت كانت كرتنا مريضة وكانت الكرة الفرنسية في أوج عطائها، وحينها لا يمكننا سوى أن نتوقع انتقاما منها بتهميش هذه العناصر على اختيارها الجزائر، وذلك بالتأثير في المدربين في البطولة الفرنسية من أجل إقصاء وتهميش كل من رفض فرنسا وفضل البلد الجزائر الأم. وهي أمور ليست غريبة على هذا البلد الذي جعل كلا من زياني، مطمور، بوڤرة، لحسن، يبدة بلحاج يفرون بجلدهم من البطولة الفرنسية بسبب العنصرية وغير ذلك إلى بطولات أخرى أرحم منها.
“في الكرة زيزو واحد.....” والأرحام لن تلد مثله بعد الآن
ويبدو أن الفرنسيين قد قاموا بعملية مقارنة بسيطة بين ما آلت إليه أحوال منتخبهم من سوء بعد أن تراجع تراجعا رهيبا في السنوات الأخيرة، وما آل إليه المنتخب الجزائري من تطور بعد أن أعتمد على من تكونوا هناك في فرنسا، فقرروا أن يقطعوا الطريق في وجه الجزائر وكل البلدان الإفريقية حتى لا يستفيدوا من اللاعبين مزدوجي الجنسية. وهذا دون أن يدركوا بأن الأرحام التي ولدت “زيدان” لن تلد مثله يوما أرحام أخرى، فهم ربما يرون في بودبوز، فغولي، طافر، بلفوضيل وغيرهم الأمل الذي يجعلهم يستعيدون مجدهم الضائع الذي ضاع باعتزال زيدان بعد نهائي مونديال 2006، ويرون أيضا في أفارقة آخرين الأمل لتعويض جيل “تورام، دوسايي، ماكيليلي” وغيرهم من اللاعبين ذوي الأصول الإفريقية ممن يعود لهم الفضل في تتويج فرنسا بكأسي العالم وأوروبا. وهي حسابات خاطئة لأن جيل بن زيمة وبن عرفة لم يخرج أشبال دومينيك من ورطتهم، لولا أن تيري هنري وجد الحل بيده السحرية التي قادت منتخب “الديكة” إلى “المونديال” دون وجه حق على حساب منتخب إيرلندا.
الجزائر تريد بودبوز وكل من يحب الجزائر فقط
بدورها الجزائر لن تفرط في أبنائها مثلما فرطت في السابق في ناصري وكل من له أصول جزائرية، وستمضي قدما من أجل الاستفادة من خدمات الموهوب وصاحب المستقبل الزاهر رياض بودبوز، وسفيان فغولي كذلك، وغيرهما من اللاعبين الموهوبين. لكنها في الحقيقة لن تكون مضطرة لإجبار أي أحد على تقمص ألوان منتخبنا والدفاع عنها، لأن المعيار الحقيقي الذي لا بد من الاستناد إليه في هذه الحالة، ليس فقط إمكانات هذا اللاعب المستهدف، ولا رغبته في المشاركة في “المونديال” القادم، بل مدى حبه للوطن وحمله في قلبه. وهذا هو الأهم، فمن يحبنا فمرحبا به في بلد الآباء والأجداد ومن لا يحبنا ولا يملك ذرة حب لوطنه ليكن مصيره مصير كمال مريم، سمير ناصري، بن زيمة وغيرهم من اختاروا فرنسا دون إدراكهم للعواقب.
---------------------------
فرانسيس سميريكي(مدرب منتخب فرنسا لأقل من 19 سنة): “فرنسا الأكثر تضرّرا من قانون البهاماس”
“أمر مؤسف أن نُكوّن لاعبين ونُضيّعهم عندما يصبحون جاهزين.. ويجب أن نجد الحلول في أقرب وقت”
“بودبوز وفغولي لاعبان ممتازان ولو كان الأمر بيدي لن أفرّط فيهما”
يؤكد المدرب فرانسيس سميريكي -المدرب الحالي لمنتخب فرنسا لأقل من 19 سنة- في هذا الحوار الحصري إلى جريدة “الهدّاف“ أن أمر إلتحاق اللاعبين المغتربين ببلدانهم الأصلية بعد سن ال21 سنة أمر مؤثر كثيرا في المنتخبات الفرنسية، وأكد أنه في كل مرة يتأسف على تضييع موهبة ما، بعد أن كوّنتها المدارس الفرنسية وأشرفت عليها إلى أن أصبحت جاهزة للبروز على أعلى المستويات. كما تحدث عن مستوى بعض اللاعبين الذين أشرف عليهم وأصبحوا قريبين من الالتحاق ب”الخضر” وهو ما ندعوكم تطالعونه في هذا الحوار الشيّق.
أولا نريد أن نعرف رأيك في القانون الجديد الذي تم اعتماده من طرف “الفيفا“ والذي يخص اللاعبين ذوي الجنسية المزدوجة، ما تعليقك؟
أنت تقصد قانون “البهاماس“. صراحة إنه يفيد اللاعبين كثيرا، وأكثر بلدان العالم الثالث التي ستستفيد كثيرا من هذا القانون بما أنها تستطيع أن تسترجع العديد من اللاعبين في سن متأخرة دون حتى أن تؤطرهم أو تكوّنهم، وهو أمر مفيد دون شك، ولكم أن تسألوا من استفادوا من هذا القانون.
يقال إن فرنسا هي البلد الأكثر تضررا بعد اعتماد هذا القانون؟
هذا طبيعي، بحكم أن فرنسا بلد مضياف على جميع الجوانب ليس فقط من الناحية الرياضية، ففرنسا من بين أكثر البلدان التي تحتوي على جاليات عديدة، وهناك عائلات أقول جزائرية (بما أنك صحفي جزائري) تتواجد في فرنسا منذ مدة طويلة وكوّنت جيلين في هذا البلد، فكان من الطبيعي أن نعتبر هؤلاء مثل أبنائنا ونعطيهم أفضل تكوين، وهو ما يسمح لهم بالتدرج عبر كل أصناف المنتخبات الفرنسية، لكن العديد منهم أصبح الآن يستطيع أن يختار اللعب في منتخب بلاده الأصلي وهو أمر يهدم كل ما بنيناه منذ عدة سنوات، لكن للأسف ما باليد حيلة بما أن هذا الأمر قانوني ولا يمكن الاعتراض عليه. وللإجابة على سؤالك نعم يمكن القول إن فرنسا هي أكثر البلدان تضررا من هذا القانون، ويجب أن نجد حلولا في وقت قريب.
تبدو غير راض تماما عن هذا الأمر، أليس كذلك؟
بطبيعة الحال، نحن نقوم بعمل جبار مع هؤلاء اللاعبين عندما يكونون في مقتبل العمل، سواء على مستوى المنتخبات أو على مستوى مراكز التكوين التي تقوم بعمل جبار معهم، ونحاول في كل مرة أن نهيئهم حتى يصبحوا لاعبين كبار ويحسنون مستواهم، وهو الذي يحدث في أغلب الأحيان لأن معظم اللاعبين الذين يملكون مواهب وتصقل بتأطير ممتاز ينجحون في الأخير، لكنك تجد نفسك تقوم بكل هذا العمل من أجل أن تستفيد منه بلدان أخرى وهو أمر في رأيي غير عادل، فالسؤال الذي يطرح نفسه هو: لو لا يتحصل هؤلاء اللاعبين على كل هذه الرعاية والمساعدة هل يصبحون بهذا المستوى، وهل تنظر إليهم منتخبات بلدانهم، لا أعتقد ذلك.
إذن في رأيك الجزائر لا يحق لها الاستفادة من لاعبين مثل بودبوز وفغولي؟
لم أقل هذا، لكن يجب أن نكون واقعيين، لقد تم منحهم كل شيء في فرنسا وتمت مساعدتهم ليصبحوا بهذا المستوى. أعتقد أنه من العدل لو يبقون مع المنتخب الأزرق، لكن يبقى القرار الأول والأخير بيدهم، وهم الذين يقرّرون أين يريدون اللعب في الأكابر وهو أمر من حقهم. وإذا قرّر أحد اللاعبين أن يمثل الجزائر فمن حقها الاستفادة من خدماته ما دام أن القرار قراره.
هل يمكن القول إن الجزائر هي البلد الأكثر استفادة من هذا القانون؟
نعم يمكن قول ذلك، وهذا نظرا للعدد الكبير من اللاعبين الجيدين الذين يمكن لها الاستفادة منهم، أو الذين استفادت منهم حتى الآن، وهو أمر مفيد للجزائر كثيرا ويمكن من خلاله أن تطوّر مستوى المنتخب الوطني كثيرا، لكن ليست الجزائر البلد الوحيد الذي استفاد من هذه الميزة، فهناك العديد من البلدان التي استفادت من هذا الأمر على غرار المغرب الذي استفاد من مروان الشماخ، والذي كان من بين خيرة المهاجمين الشبان في البطولة الفرنسية في ذلك الوقت، وهو يصنع الحدث الآن مع بوردو.
المدرب الوطني رابح سعدان يفكّر حاليا في الاستفادة من خدمات بعض اللاعبين الذين يلعبون للمنتخبات الشبانية الفرنسية، ما تعليقك؟
ليس لدي أي تعليق، مثلما قلت لك القرار الأخير في يد هؤلاء اللاعبين فإذا قرروا اللعب للجزائر فمن حق الجزائر أن تستفيد منهم وأن يستدعيهم المدرب الوطني، وإذا قرروا اللعب للمنتخب الفرنسي يجب أيضا احترام قرارهم وتركهم يحددون وجهتهم بأنفسهم وبكل حرية. هذا كل ما يمكن قوله في هذه القضية، هؤلاء اللاعبين هم معنا حاليا ويجب أن لا نفكر كثيرا في هذا الأمر، وعندما يقررون عكس ذلك يمكن الحديث عنه.
وما رأيك في لاعبين مثل بودبوز وفغولي؟
إنهما لاعبان جيدان، وما داما يلعبان في المنتخبات الفرنسية، فهذا يعني أنهما يملكان مستوى لا بأس به، وكل واحد منهما يعتبر أساسيا في فريقه رغم صغر سنه وهو أمر يؤكد أنهما يملكان مستوى مقبول.
مقبول... إلى درجة أنهما يستطيعان لعب المونديال مع الجزائر؟
نعم، لم لا؟ القرار الأول والأخير في يد المدرب الوطني الجزائري، هو الوحيد الذي يعرف ما الذي يحتاجه وما هي نوعية اللاعبين الذين يريد الاعتماد عليهم، وإذا وجد أن هذا الثنائي يصلح له فسيستدعيه، وإذا لم يجد ذلك مناسبا بالنسبة للمنتخب الجزائري فسيصرف النظر عنه (الثنائي)، انه أمر يخص مدركم الوطني فقط.
لقد سبق لك أن درّبتهما وأنت تعرفهما جيدا، هل لك أن تحدثنا عن هذين اللاعبين؟
يبدو أنك مصرّ على معرفة رأيي فيهما (يضحك)... ما يمكن أن أقوله لك هو أن هذين اللاعبين موهوبين وممتازين ويمكن لأي مدرب أن يعتمد عليهما. لو كان الأمر بيدي لما تركت هذين اللاعبين يذهبان من المنتخب الفرنسي، المهم مستواهما جيد ولا يمكن لأحد أن يقول العكس، ويبقى الأمر متعلق باللاعبين اللذين سيعوضانهما، هل يملكان مستوى أحسن أم لا، هل هما أفضل أم لا، لذلك قلت لك القرار الأخير في يد المدرب الجزائري.
ولو نقول لك أن اللاعبين اللذين ينشطان تقريبا في منصبيهما هما لاعبان استفادا من القانون الجديد أيضا، حيث سبق لهما أن لعبا مع المنتخب الفرنسي، وهما يبدة ومغني ماذا تقول؟
أنا أعرف هذين اللاعبين سبق لهما الفوز مع منتخب فرنسا لأقل من 19 سنة بكأس أوروبا، لكني لا أعرف مستواهما الحالي أين وصل، لذلك لا يمكن لي أن أضيف أي تعليق على هذا الأمر، ما عدا القول إن خبرة كل اللاعبين الذين ذكرناهم في كؤوس أوربا للفئات الشبانية ستكون مفيدة بالنسبة إليهم.
هل هناك إجراءات ستقوم بها الإتحادية الفرنسية من أجل وقف نزيف المواهب الشبانية لصالح بلدانهم الأصلية؟
في الحقيقة لا يوجد أي إجراء من أجل إيقاف ذلك، ولا يمكن القيام بأي أمر حيال ذلك، لأن ذلك يتعلق بقانون “الفيفا” وهو غير قابل للنقاش. كل ما يمكننا القيام به هو التأقلم مع مثل هذه الأمور وتهيئة أنفسنا في أي وقت لخسارة لاعب بعد تكوينه، خاصة أنه يستطيع الآن تحديد مصيره في سن متأخرة. المهم أن اللاعبين الحاليين هم معنا الآن وعندما يتأكد تغيير وجهتهم سنفكر في آخرين، ولا يمكن لنا أن نقوم بأي أمر حيال ذلك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.