دخل المنتخب البوركينابي معسكره التحضيري تحسبا لمباراة الذهاب أمام الخضر السبت المقبل ويعد قائده وقائد فريق السيلية القطري موموني داغانو آخر الملتحقين بسبب ارتباطاته مع فريقه في الدوري، حيث استغلت الخبر الرياضي تأخره في الدوحة للقائه قبل ساعات من توجهه إلى المطار والتحدث معه عن المباراة الفاصلة التي ستجمع منتخب بلاده والمنتخب الجزائري ونظرته للخضر وعدة أمور أخرى تجدونها في الحوار التالي.. شكرا أولا على قبول إجراء هذا الحوار معنا قبل أيام عن موعد المباراة.. - لا شكر على واجب وأنا دوما في الخدمة للإجابة عن أسئلتكم وسعيد كذلك بالحديث مع جريدة جزائرية في هذا الظرف بالذات الذي يسبق المباراة التاريخية بين الشقيقين المنتخب الجزائري والبوركينابي من أجل اقتطاع تأشيرة المرور إلى المونديال الذي بقدر ما هو رغبة كبيرة لدى الجزائريين فهو أيضا حلم صعب المنال بالنسبة لنا ولشعبنا في بوركينافاسو وهي الظروف والمعطيات التي تعد بعرس كروي كبير ستكون فيه الروح الرياضية هي الفائز الأكبر. كيف ترى اختيار القرعة منتخب الجزائر منافسا لكم في هذا الدور الحاسم؟ كنا نعلم مسبقا أننا سنواجه أحد المنتخبات الخمسة من التصنيف الأول والتي لم تصل إلى هذا الامتياز صدفة وإن مقابلة أي أحد منها يعد أمرا صعبا للغاية لكن ليس بالمستحيل في نفس الوقت لأننا نحن أيضا نملك مجموعة منسجمة وقادرة على قلب الموازين وصنع الفارق أمام أي كان والدليل هو تأهلنا إلى هذا الدور الفاصل من التصفيات بعد صراع كبير ومشوار بطولي في مجموعة صعبة جدا ضمت إلى جانبنا كلا من منتخب الكونغو وأيضا الغابون والنيجر، الآن وبعد مرورنا إلى المرحلة الأخيرة لم يعد لدينا ما نخسره وسنلعب حظوظنا كاملة وإلى غاية آخر لحظة ولو أن منتخب الجزائر يعد من أكبر المرشحين للتواجد مجددا في المونديال. ما هو المنتخب أو المنتخبات التي كنت تتمنى تفاديها؟ في قارة إفريقيا لم تعد هناك منتخبات كبيرة وأخرى صغيرة وأعتقد أن المنتخبات العشرة المتواجدة في هذه المحطة الأخيرة من التصفيات استحقت تأهلها بجدارة واستحقاق، من جهتنا نحن لاعبي منتخب بوركينافاسو تمنينا تفادي منتخب جزر الرأس الأخضر الذي غادر المنافسة بسبب العقوبة لأنه يشكل لنا عقدة حقيقية، إذ لم يسبق لنا الفوز عليه في أي مواجهة رسمية جمعتنا به سواء كانت المنافسات التي التقينا فيها، ثم أيضا أردنا تفادي المنتخب النيجيري الذي فاز علينا بصعوبة في نهائي "الكان" والذي يعد الأفضل حاليا على مستوى القارة السمراء، إضافة إلى المنتخب الجزائري الذي يعتبر هو كذلك منافسا صعب المنال بفضل الإرادة الخارقة التي يتمتع بها لاعبوه والدعم الجماهيري الكبير الذي يلقاه سواء كان ذلك في المباريات التي يلعبها داخل ميدانه أو حتى خارجه، لكن في هذا المستوى من المنافسة لم تعد هناك اختيارات ومن أراد بلوغ وتحقيق حلم المونديال فعليه التفوق على أي منافس وهو ما يعيه جيدا لاعبو منتخبنا. ماذا تعرف عن منافسكم المقبل ودولة الجزائر بصفة عامة؟ (يبتسم)، الجزائر بلد غني عن التعريف سواء تعلق الأمر بالرياضة أوشتى الميادين والمجالات الأخرى، كما أن شعبه يتنفس كرة القدم وقد لمست ذلك في كل مرة تواجدت فيها هناك، حيث تشجع الجماهير منتخبها بشكل مميز جدا وهو الذي كان قد مثّل الكرة الإفريقية أفضل تمثيل في أكبر المحافل الكروية العالمية، صحيح أن تعداده تغيّر كثيرا خلال السنتين الأخيرتين خاصة بمجيء الناخب حاليلوزيتش الذي فضّل وضع ثقة أكبر في العناصر الشابة، إلا أنه لا يزال يحافظ دوما على نفس الهيبة والقوة التي كان قد ظهر بها قبيل وحتى بعد المونديال السابق في جنوب إفريقيا، لذا فعلينا الحذر والتحضير جيدا لهذا المنافس الذي يبحث عن العودة إلى مصاف الكبار على مستوى الكرة الإفريقية. هل شاهدت مباريات الخضر المتعلقة بالدور السابق من هذه التصفيات المؤهلة للمونديال؟ للأسف، إن أغلب مباريات الدور السابق من التصفيات كانت تلعب في نفس التوقيت ومبارياتنا تقريبا وهو ما لم يسمح لي بمشاهدة أية مباراة للمنتخب الجزائري واكتفيت بمتابعة الملخصات فقط وما أعلمه أنه منتخب خسر مباراة واحدة فقط كانت أمام مالي في اللقاء الذي لعب على أرضنا في بوركينافاسو، لذا فعلينا الحذر منه، خاصة أنه يحسن جيدا التفاوض خارج الديار من خلال الهجمات المرتدة التي يعتمد فيها على سرعة لاعبيه سواء في وسط الميدان وأيضا على الأطراف، لذلك فإننا سنقوم رفقة طاقمنا الفني بمشاهدة أشرطة مبارياته السابقة ومعاينته بشكل دقيق جدا لاستخراج نقاط قوته وضعفه والتحضير له بالشكل اللازم خاصة مباراة الذهاب التي تعتبر سلاحنا الأول لتحقيق نتيجة تجعلنا نتوجه إلى الجزائر بأقل ضغط ممكن وأكثر ثقة في النفس. واجهتم وديا منتخب الجزائر منذ أربعة أشهر فقط.. فهل تعتبر نتيجة وأحداث تلك المباراة مقياسا بالنسبة لك؟ يمكن لنا أن نستخلص الكثير من الأشياء من تلك المباراة الودية ولو أن المعطيات تغيّرت نوعا ما مقارنة بتلك الفترة، لذا فأعتقد أن نتيجة تلك المباراة التي خسرناها بنتيجة هدفين لصفر ليست أبدا مرجعا أو دلالة على قوة الجزائر ولا على ضعف بوركينافاسو لأن مدرب منتخبنا اعتمد يومها على العديد من اللاعبين الشبان الذين أراد امتحانهم في وضعيات حقيقية للعب والوقوف على مستواهم الفني والبدني، أما أنا فقد بقيت احتياطيا لأنني كنت أعاني من بعض الآلام على مستوى فخذي الأيسر ومتأكد أنني لو لعبت تلك المباراة لكنت شكلت خطرا على مرمى الجزائر، لكنني اكتفيت بمشاهدة اللقاء من مقعد البدلاء والاستمتاع بالأجواء الكبيرة التي صنعها الجمهور الجزائري في المدرجات. لعبت لسنوات عديدة في بلجيكاوفرنسا.. فمن هم اللاعبون الجزائريون الذين كانوا معك؟ نعم، سبق لي معرفة العديد من لاعبي شمال إفريقيا أو بالأحرى المغرب العربي أثناء فترة احترافي في بلجيكا ثم بعدها في فرنسا وكان أغلبهم جزائريين ولعل أهمهم زياني ومراد مغني في الفترة التي كنت فيها مع فريق سوشو، حيث لم نكن نفترق إطلاقا أنا وكريم ثم هناك لاعبون آخرون تعرفت عليهم في الأندية القطرية التي لعبت لها على ذكر القائد السابق للمنتخب يزيد منصوري رفقة فريق السيلية وأيضا القائد الحالي والمدافع القوي مجيد بوقرة عندما كنت معارا لفريق لخويا الذي توجنا معاً بلقب دوري نجوم قطر الموسم ما قبل الماضي، وعموما كلهم أشخاص طيبون ومجتهدون وكذلك وطنيون حتى النخاع وهو ما جعلني أتعلق بهم أكثر وأكن لهم المزيد من الاحترام وأيضا لبلدكم الجزائر. من بين التعداد الحالي للخضر.. من هي الوجوه التي تعرفها؟ رغم متابعتي لمختلف البطولات الأوروبية التي يلعب لها العديد من اللاعبين الجزائريين، إلا أنني لا أعرفهم شخصيا ربما لأننا لسنا من نفس الجيل لكن الأكيد أنهم لاعبون مميزون وتألقهم مع الأندية الكبيرة التي يلعبون لها دلالة على ذلك، كما أن كل هذا يعد مفخرة لبلدهم الجزائر ولنا كأفارقة كذلك وأتمنى أن تمثل المنتخبات الخمسة التي ستتأهل إلى مونديال البرازيل القارة السمراء أحسن تمثيل وأن تحقق أفضل النجاحات مثلما فعلها المنتخب الغاني في جنوب إفريقيا أو أكثر وعموما الجزائر تملك منتخبا شابا ومميزا أكيد أنه سيتطور أكثر وسيقول كلمته خلال السنوات القليلة المقبلة. هل تعرف نقاط قوة وضعف منافسكم؟ أفضّل أن أحتفظ بذلك لنفسي وأكيد أن لكل منتخب نقاط ضعفه، لذا فإننا سندرس طريقة لعب المنتخب الجزائري بالشكل اللازم لمباغتته في الوقت والمكان المناسبين. ستواجهون منتخبا يضم العديد من اللاعبين المتألقين في أكبر الأندية الأوروبية.. كيف ترى هذه المعطيات؟ المنتخب الجزائري منافس قوي جدا وبإمكانه صنع الفارق بفضل روحه الجماعية الكبيرة وأيضا المهارات الفردية للاعبيه المميزين الذين ينشطون في أندية أوروبية كبيرة لكن على الناس أن يتأكدوا أننا لسنا بالمنتخب السهل كذلك وأن لدينا الأسلحة الكافية للوقوف الند للند لأي منافس كان وقد كشفنا عن ذلك خلال كأس أمم إفريقيا الأخيرة عندما أطحنا بكبار القارة وبعدها تصفيات المونديال التي حققنا فيها نتائج رائعة جدا أمام منتخبات قوية من الصعب التفوق عليها، خاصة فوق ميدانها وهو ما زادنا إصرارا وعزيمة وأيضا أكثر ثقة في النفوس مع مرور الوقت، لذلك فإننا سنواجه المنتخب الجزائري بدون أي عقدة أو مركب نقص وسيسقط عندنا في واغادوغو مثلما سقط من سبقوه إلى هناك. ألم تكن تتمنى لعب مباراة الإياب داخل الديار عندكم هناك في واغادوغو؟ قد تتمنى أغلب المنتخبات لعب مباراة العودة فوق ملعبها نظرا لحساسية الحدث وأيضا لحاجتها للدعم الجماهيري الكبير من أجل شحن معنويات اللاعبين ودفعهم نحو الأمام لكنني أنا شخصيا أفضل العكس لأن الضغط سيكون أكثر على الفريق المستضيف المطالب بصنع اللعب وتسجيل الأهداف، ففي حالة فوزنا على الخضر أو تعادلنا معهم ذهابا فإنكم سترون الضغط النفسي الذي سيسقط على رؤوسكم في مباراة العودة بالجزائر وهو ما أفضل أنا شخصيا تفاديه، لذا فتسجيل نتيجة إيجابية فوق ملعبنا وأمام جمهورنا سيكون خطوة كبيرة جدا لضمان تأشيرة التأهل إلى المونديال. ما هو السيناريو الذي تتخيله لهاتين المباراتين؟ أنام وأستيقظ هذه الأيام على وقع هاتين المباراتين وقد تكونان الأهم في مشواري الكروي خاصة لمّا أفكر أنني قريب جدا من تحقيق حلم أمة كان يبدو لها ذلك أمرا بعيدا جدا وصعب المنال في وقت سابق، وهو ما يزيد من الضغط عليّ، لذلك فإنني أحاول تفادي الحديث كثيرا عن هذا الموعد وأيضا التركيز قدر الإمكان للوصول إلى الجاهزية المعنوية التامة واللازمة السبت المقبل، أريد أن أحيي اتحاد الكرة الجزائري على التسهيلات والخدمات الراقية التي وفرها لنا كلما زرنا الجزائر وأيضا شعب هذه الدولة المميز بحفاوة استقباله للضيوف، لكن أريد أن أقول له بكل روح رياضية بأن هذه المرة حان موعد تأهل بوركينافاسو إلى المونديال الذي تذوقتم أنتم طعمه ثلاث مرات من قبل. إذاً.. ستكون الزيارة الثالثة لك للجزائر؟ نعم، لقد سبق لي زيارة الجزائر مرتين من قبل وقد أعجبت كثيرا بالروح الوطنية الكبيرة التي يتميز بها الناس هناك وأيضا عشقهم المجنون لكرة القدم ومنتخبهم الوطني الذي يساندونه بطريقة خاصة وفريدة من نوعها جعلتهم من أفضل الجماهير في العالم إن لم أقل الأفضل، كما استمتعت كثيرا بمناخها الرائع لكن للأسف الشديد لم تتح لي الفرصة لاكتشاف المناظر الخلابة لهذا البلد الجميل الذي قيل لي عنه الكثير. بعيدا عن الجزائر.. ما هي معنويات منتخبكم قبل أسبوع من الموعد الهام والتاريخي؟ أعتبر آخر اللاعبين الذين سيلتحقون بالمنتخب صبيحة الغد الباكر (الحوار أجريناه سهرة الأحد)؛ نظرا لارتباطاتي مع فريقي السيلية في دوري نجوم قطر، لذا فإنني لا أملك أخبارا كافية عن الظروف السائدة هناك في المعسكر التحضيري سوى عن طريق بعض المكالمات الهاتفية مع زملائي في المنتخب الذين أكدوا لي أن الجميع متحمس ومتحفز لمواصلة المشوار بخطى ثابتة إلى غاية العودة بالتأهل من الجزائر وسيكون ذلك أكبر إنجاز لنا وللكرة البوركينابية على مدار التاريخ. استهللتم الدور السابق من التصفيات بصعوبة كبيرة لتعودوا بعدها بقوة وتتأهلوا إلى آخر محطة.. كيف حصل ذلك؟ قبل الحديث عن مشوارنا يجب التذكير بأن منتخب الكونغو بدأ التصفيات معنا في المجموعة متقدما بمجموع ست نقاط كاملة ورغم خسارتنا في المباراتين الأوليين أمام الكونغو والغابون، إلا أن إرادتنا كانت أقوى، حيث تمكنا من العودة بقوة بعدها والفوز بكل المباريات المتبقية وهو ما سمح لنا بتصدر مجموعتنا بجدارة واستحقاق ويجب التذكير بأننا لم نخسر لحد الآن أية مباراة منذ بداية سنة 2013 وسنحاول الحفاظ على ذلك خلال مباراتينا أمام الجزائر. ولو أنك قد لا تبوح بالأسرار لكن بصراحة ما هي نقاط قوتكم وأيضا ضعفكم؟ (يضحك)، الإرادة والروح الجماعية هي سلاحنا الأول وحتى إن لم يكن لدينا الكثير من اللاعبين المهاريين القادرين على صنع الفارق بصفة فردية فإن اللحمة بيننا نحن اللاعبين هي سر قوتنا ودافعنا للإطاحة بأي منتخب خاصة عندما نلعب فوق ملعبنا. ما سر الصحوة التي تعيشها الكرة البوركينابية هذه السنة خاصة عن طريق منتخبها الوطني الذي حطم كل الأرقام؟ كل ما في الأمر أننا مجموعة متجانسة من اللاعبين الذين ينشطون مع بعض منذ قرابة ست سنوات وهو الأمر الذي سمح لنا بتكوين منتخب منسجم وقوي الشخصية، كما أن قدوم المدرب البلجيكي بول بوت أعطى دافعا نفسيا كبيرا للفريق بفضل خبرته الكبيرة في الميدان وطريقة اتصاله الفريدة مع اللاعبين وقد خلق كل هذا ثقة كبيرة بيننا وجعلنا نحقق نتائج لم يسبق أن حققها المنتخب بالوصول إلى نهائي كأس أمم إفريقيا، في انتظار تأهلنا للمونديال إن شاء الله. أكيد أن معنوياتك عالية جدا بعد تسجيلك ثنائية في الداربي ضد فريق كبير اسمه الريان ما سمح لفريقك السيلية بتصدر الدوري القطري؟ (يبتسم)، الفوز على فريق الريان بتلك الطريقة وأيضا النتيجة يعتبر حدثا كبيرا وتاريخيا في الكرة القطرية، لذا فأنا سعيد جدا بمساهمتي في تحقيق ذلك وأيضا بتسجيلي ثنائية في تلك المباراة وهو الأمر الذي سمح لنا بتصدر ترتيب الدوري، كما يعتبر هذا أفضل سيناريو بالنسبة لي قبل مواجهة الجزائر التي أريد فيها مواصلة تألقي وتسجيلي المزيد من الأهداف ولو أن المعطيات قد تختلف كثيرا. كيف لك أن تنشط في الدوري القطري وتحافظ في نفس الوقت على مكانتك الأساسية وأيضا شارة القيادة في المنتخب؟ أنا لاعب محترف وأحاول دوما الحفاظ على لياقتي ومستواي من خلال تطبيق برنامجي على أتم وجه سواء تعلق ذلك بالتدريبات وأيضا الأكل والنوم وهو ما سمح لي بالحفاظ على حيويتي وفعاليتي كمهاجم رغم تقدمي في السن مقارنة بلاعبين آخرين، ومن يقل بأن الالتحاق بدوري النجوم يفقد اللاعب مكانته في المنتخب فإن ذلك أمر خاطئ، فقط عليه أن يتحلى بالمسؤولية اللازمة والكافية تجاه نفسه ثم تجاه الفريق الذي ينتمي إليه وأن يعي جيدا ما عليه فعله وأيضا ما عليه تفاديه. لكن هناك العديد من اللاعبين ضيعوا فرصة مواصلة مشوارهم كلاعبين دوليين إثر التحاقهم بدوري نجوم قطر؟ صحيح أن العديد من اللاعبين ضيعوا مكانتهم في المنتخب نتيجة تراجع مستواهم في الأندية التي يلعبون لها هنا في قطر، لكن لا أعتقد أن هذا راجع لضعف الدوري القطري الذي أؤكد لك أنه في مرحلة تطور تصاعدية جدا ومن موسم لآخر وأن هذا ليس أبدا سببا لتراجع وتدني مستوى اللاعب وفي الأخير هل تقصد الجزائريين زياني وأيضا بلحاج؟ نعم.. مثلا؟ لا يمكن لي التدخل في خيارات مدرب منتخبنا الوطني فما بالك أن أتكلم عن خيارات مدرب المنتخب الجزائري الذي هو مشرف عليه منذ قرابة السنتين وأكيد أنه يعرف كل كبيرة وصغيرة فيه. إذا.. هل تعتقد أن هذين اللاعبين بإمكانهما مواصلة تقديم المزيد للخضر؟ أكيد أنهما لا يزالان قادرين على العطاء وتقديم المزيد للمنتخب الذي صنعا لنفسيهما فيه أمجادا ستبقى خالدة على مدار تاريخ الكرة الجزائرية وخاصة نذير بلحاج الذي يقدم أداء رائعا جدا ومميزا مع فريقه السد بطل الدوري الموسم الماضي، وباستطاعته إفادة المنتخب كثيرا في المباريات الكبيرة من خلال خبرته الطويلة التي اكتسبها مع الفرق الأوروبية التي لعب لها. لم تلعب سوى 49 مباراة دولية ومع ذلك فإنك قائد للمنتخب.. كيف ذلك؟ صحيح أن عدد المباريات التي لعبتها يبدو ليس كبيرا لكي أكون قائدا للمنتخب وهذا لأنني لم أكن ألتحق دوما بالمنتخب نظرا لأسباب عدة كالإصابات وأيضا التزاماتي مع الفرق التي لعبت فيها، لكنني متواجد ضمن صفوف المنتخب منذ سنة 1999 وسجلت 31إصابة في مجموع 49 مباراة وأعتبر هدافا للتصفيات لحد الآن بمجموع 11 هدفا وهو فخر واعتزاز يزيدني إرادة وقوة لتسجيل المزيد وقيادة منتخب بلادي بثقة كبيرة في النفس. سبق لك اللعب مع بوقرة في فريق لخويا والأكيد أنكما تتعارفان جيدا مما قد يجعل المعركة بينكما كبيرة فوق الميدان في مباراة السبت ؟ مجيد بوقرة شخص محترم جدا قبل أن يكون لاعبا جيدا، لذا فأنا أكن له كل التقدير، إذ تربطني به علاقة جد مميزة رغم قصر الفترة التي قضيناها معا في نادي لخويا وأيضا معنا مراد مغني ربما لأننا نتكلم نفس اللغة الفرنسية، وكما قلت الأكيد أن المعركة بيننا ستكون كبيرة فوق أرضية الميدان لأن كلاّ منا سيدافع عن ألوان منتخب بلاده وهذا أمر مفهوم، لذلك سأحاول بكل الطرق التخلص من رقابته والتسجيل عليه وضمان تحقيق نتيجة إيجابية تجعلنا نلعب مباراة العودة في الجزائر بأقل ضغط ممكن وأكثر ثقة في النفس لأننا نعلم مسبقا أننا سنلعب أمام دعم جماهيري كبير هناك في الجزائر. بالحديث عن مراد مغني.. ما رأيك في هذا اللاعب؟ بكل صراحة يملك ذلك اللاعب موهبة إلهية خارقة في طريقة مراقبة الكرة وأيضا في تمريرها تشبه لحد بعيد ما يقوم به اللاعب الأسطوري زين الدين زيدان ورغم ذلك إلا أن الإصابات حرمته من مشوار كروي كبير جدا سواء مع المنتخب وأيضا رفقة الأندية التي لعب لها في الكالتشيو الإيطالي، وكنت أرى دوما في عينيه شيئا من الحزن وخيبة الأمل عندما كنا معا في نادي لخويا الذي لعب معه حوالي أربع مباريات قبل أن تعاوده الإصابات، وعموما هو خسارة كبيرة للكرة الجزائرية وحتى العالمية. بغض النظر عن حلم المونديال.. ما هي أهدافك في سن الثانية والثلاثين؟ رغم فوزي بلقبين فقط خلال كامل مشواري الكروي وكان ذلك كأس فرنسا رفقة فريق سوشو ودوري نجوم قطر رفقة لخويا، إلا أنني حققت كل ما كنت أتمناه في عالم كرة القدم، خاصة إدخال الفرحة والبهجة والسعادة إلى قلوب جماهير منتخب بلادي بوصولنا إلى نهائي كأس إفريقيا للأمم الأخيرة التي ضيعنا فيها اللقب أمام المنتخب النيجيري، ولعل أكبر طموحاتي الآن وآخرها كذلك هو بلوغ كأس العالم وسيكون ذلك أفضل نهاية لمسيرتي الدولية كلاعب في المنتخب. معناه إما أن يكون المونديال آخر محطة لك وإما مباراة العودة بالبليدة تكون مباراة الوداع؟ أجل ستكون المباراتان القادمتان أمام الجزائر بمثابة الفاصل فيما يتعلق بمشواري الدولي، فإما أن نتأهل لأول مرة إلى المونديال وتستمر مغامرتي مع المنتخب في البرازيل، وإما أن نقصى وأضع بذلك حدا لمشواري الدولي الذي لعبت خلاله 49 مباراة تمكنت من التسجيل فيها 31 هدفا وهي حصيلة تجعلني فخورا بما قدمته للكرة البوركينابية. إذا.. نضرب لك موعدا جديدا في حوار يسبق مباراة العودة بالجزائر؟ إن شاء الله، مرحبا بكم في أي وقت وسأكون دوما جاهزا للإجابة عن أسئلتكم. تريد أن تضيف كلمة أخيرة في الختام؟ أشكر جريدة الخبر الرياضي على هذا الحوار وفي هذه الفترة بالذات، كما أشكر الشعب الجزائري عامة على الكرم الدائم الذي لقيناه منه في كل مرة تنقلنا للعب هناك، متمنيا حظا موفقا للمنتخبين وأن تسير الأمور بالشكل اللازم من حيث التنظيم وأن تكون الروح الرياضية هي الفائز الأكبر لأن علاقة البلدين والشعبين أهم بكثير من مباراة كرة قدم.