قررت الهيئة المسيرة لكرة القدم الإفريقية بعد اجتماع مكتبها التنفيذي أول أمس العودة مجددا إلى نظام المواجهة المباشرة في تحديد قائمة المنتخبات الإفريقية الخمسة المدعوة لتمثيل القارة السمراء في مونديال 2014 بالبرازيل، وهو النظام الذي عزفت عن تبنيه هيئة حياتو منذ سنة مونديال ايطاليا عام 1990، بعدما تبنت على مدار تصفيات الكؤوس العالمية الخمس الأخيرة، نظام المجموعات الذي جاء عقب قرار الفيفا برفع عدد ممثلي القارة السمراء إلى 3 منتخبات في مونديال أمريكا 94 ثم 5 ابتداء من مونديال 1998 الذي احتضنته فرنسا (مونديال جنوب إفريقيا شاركت فيه 6 منتخبات إفريقية استثناءا باحتساب البلد المنظم الذي لا يدخل في إطار التوزيع الذي تتبناه الفيفا). رزنامة نارية للمنتخبات الإفريقية، ومواعيد الفيفا ستكون كلها رسمية وبحسب الرزنامة التي وضعت من قبل الكاف فان المنتخب المحظوظ بالتأهل إلى المونديال القادم لن يتحصل على هذا الشرف سوى بعد لعب ما لا يقل عن 8 مواجهات في أحسن الحالات( لو تأهل منتخب خاض الدور التمهيدي العدد سيرتفع لعشرة لقاءات)، وهو ما يطرح إشكال تشبع تواريخ الفيفا على مدار السنتين القادمتين وخاصة السنة القادمة التي سيتزامن فيها التنافس على الوصول إلى المونديال مع تصفيات كان 2013، بالإضافة إلى أن سنة 2012 لا تضم في جعبتها سوى 7 تواريخ للفيفا تساعد هيئة الكاف وكذا المنتخبات الإفريقية التي قد تحرم وأطرها الفنية في هذه السنة من لعب ولا مواجهة ودية واحدة، وهو إشكال إضافي للكرة الإفريقية التي يمثل جل منتخباتها لاعبين ينشطون خارج القارة وخاصة بأوروبا، ما يجعل التحاقهم بمنتخبات بلدانهم خارج هذه التواريخ مستحيلا لأن قوانين الفيفا في مثل هذه الحالات تنصف الأندية على حساب المنتخبات. الكاف أمام ورطة تصفيات كان 2013 أمام النظام المعتمد من قبل الكاف لتصفيات المونديال سيجد مسؤولو الكاف ورطة في برمجة تصفيات كان 2013 كون نسخته النهائية ستكون في بداية هذه السنة ما يتطلب إنهاء التصفيات قبل نهاية 2012 التي ستعرف بدايتها استضافة الغابون وغينيا الاستوائية للموعد القاري ال27 وأمام قلة مواعيد الفيفا التي ستخصص لمباريات إقصائيات المونديال فإن الكاف ستلجأ دون شك إلى نظام جديد لتعيين هوية الأندية التي ستشارك في عرس ليبيا (إن تحسنت طبعا الأوضاع الأمنية) والذي قد يكون مجحفا في حق بعض المنتخبات كونه سيكون خيارا إحصائيا لا تنافسيا. الجانب الرياضي كان ضحية لقوة المال في قرار الكاف جاء قرار الكاف باعتماد هذا النظام المرهق ليكرس سيطرة الجانب التجاري المالي على الجانب الرياضي، بحكم أن لعب 154 مواجهة (عدد مواجهات تصفيات مونديال البرازيل) وعلى مدار سنتين كاملتين، يغري الكثير من الوكالات الإشهارية والمجمعات التلفزيونية للتهافت على شراء المساحات الإعلانية وحقوق بث المواجهات ما يدر أموالا طائلة أغرت مسؤولو الكاف الذين لم يعيروا للجانب الرياضي أدني اهتمام، كون جميع التقنيين يرون أن برمجة التصفيات بدورين تمهيدين يقودان إلى دور ثالث للمجموعات كان سيكون أرحم من العودة إلى المواجهة المباشرة لتحديد هوية الخماسي الممثل للقارة السمراء في المونديال القادم، كون هذا النظام سيعيق الطواقم الفنية لمنتخبات إفريقيا في عملها كونها لن تستطيع الاستفادة من خدمات عناصرها المحترفة وخاصة خارج إفريقيا، سوى في المواعيد الرسمية .