أدلى الدولي الجزائري الواعد فوزي غلام في حوار مطول مع موقع «123 ألجيريا سبور» أمس عاد فيه للحديث إلى التأهل الرائع الذي حققه مع «الخضر» إلى مونديال البرازيل المقرر عام 2014 بعد تخطي الجزائر عقبة المنتخب البوركينابي في الدور التصفوي الأخير المؤهل عن القارة الإفريقية. صاحب 22 عاماً أوضح بأنه عاد إلى العمل من جديد مع ناديه سانت إيتيان الفرنسي، وكله عزم من أجل الظهور بأداء مميز في قادم المواعيد، على أمل أن يكون جاهزاً لنهائيات كأس العالم الصيف المقبل. إذ يعلم جيداً بأن أي استهتار منه قد يكلفه غاليا ويجعله يضيع مكانته الأساسية مع فريقه الفرنسي، الشيء الذي سيكون في صالح الدولي الآخر «جمال مصباح» المدافع الأيسر لنادي بارما الإيطالي منافسه الأول على الجهة اليسرى في دفاع الخضر. غلام أردف في هذا الشأن قائلاً:»كل شيء يسير على أحسن ما يرام، لقد عدت مؤخراً من تربص المنتخب الوطني وكل تركيزي حالياً منصب على فريقي سانت إيتيان، ورغم أنني كنت متعبا بعض الشيء في البداية إلا أني استأنفت العمل مع المجموعة بشكل طبيعي، وبما أنني لاعب محترف وأنشط في المستوى العالي فلابد أن أكون قدر المسؤولية الملقاة على عاتقي، وحتى لا أفتح أيضاً على نفسي أبواب الانتقادات من كل حدب وصوب، حان الأوان للعودة إلى الواقع بعد التأهل مع المنتخب الوطني إلى كأس العالم». «كنت أنتظر فرصتي بفارغ الصبر وسعيد لأني كنت وراء هدف بوڤرة» غلام أوضح بأن ظهوره القوي مع سانت إيتيان في الدوري الفرنسي فتح له أبواب اللعب أساسياً مع الخضر وهي الفرصة التي كان ينتظرها منذ مدة على الرغم من الظروف الصعبة التي مر بها مؤخراً، مشيراً إلى أن مقابلة بوركينافسو لم تكن سهلة تماماً وشعر خلالها بضغط شديد لأهمية هذا المباراة من جهة ولقلة خبرته في هذه المواعيد من جهة أخرى. «فوزي» لم يخف سعادته الغامرة بعد أن كان وراء تمريرة الهدف الوحيد الذي سجله «مجيد بوڤرة»، والذي سمح للجزائر بالتأهل إلى المونديال للمرة الثانية على التوالي. وقال:»كنت أنتظر اللعب أساسياً بفارغ الصبر، لأني كنت أعلم جيداً بأني قادر على فرض نفسي، أعتقد بأن حصولي على مكانة أساسية كان من دون شك بفضل الأداء المميز الذي ظهرت به مع فريقي في الليغ1، عند إعلان الناخب الوطني عن التشكيلة الأساسية كنت سعيد لتواجدي ضمنها، رغم أني كنت أشعر بضغوط كبيرة قبل لقاء بوركينافاسو الهام، لأني ناقص خبرة ولم ألعب كثيراُ مع الخضر، أنا فرح كثيراً لكوني كنت وراء تمريرة الهدف الوحيد الذي سجله بوڤرة في مرمى الخيول والذي كان لابد منه من أجل التحرر، أنا فخور بكل ما قدمته لكن يبقى الأهم من كل هذا هو التأهل للمونديال». «لا أفكر حالياً في كأس العالم، أهدي التأهل لعائلتي بالجزائر وروح جدي الشهيد» أصر الدولي الجزائري على إهداء هذا التأهل بشكل خاص إلى كل من أفراد عائلته ببلدية أولاد زواي القريبة من ولاية باتنة بما أن والده مولود بتلك المنطقة، وأيضا إلى عائلته ببلدية الحجار جنوب ولاية عنابة التي تنحدر منها والدته. كما لم ينس «غلام» إهداء هذا الإنجاز إلى روح جده الشهيد المدعو «عمار مرزوق»، الذي استشهد في حرب التحرير و يوجد قبره في منطقة الحجار. مشيراً إلى أن المونديال لا يزال يفصلنا عنه 6 أشهر كاملة، ومن الخطأ التفكير فيه من الآن. وصرح قائلاً:»كان مكتوباً على قميصي 3 أسماء أولاد زواي والحجار وعنابة، فلقد كنت سعيدا جدا بهذا الإنجاز، واستغليت الفرصة من أجل إهداء هذا التأهل إلى عائلتي الكبيرة في الجزائر، كان تكريماً أحلم به منذ مدة طويلة، وأنا حقا سعيد بعد أن تمكنت من فعله، شخصياً لا أفكر في المونديال من الآن، على اعتبار أنه لا يزال يفصلنا عنه ستة أشهر كاملة، كما تنتظرني العديد من المباريات مع سانت إيتيان، في الوقت الراهن أنا مركز 100 % على فريقي، ولدي بعدها الوقت الكافي لأجل إعداد وتحضير كأس العالم». «أحاول أن أكون فعالاً مع سانت إيتيان وأتشرف كثيراً بثقة مدربي » صاحب ال 22 عاماً أكد من جهة أخرى بأنه يحاول في كل مرة أن يكون فعالاً ويساهم في الانتصارات التي يحققها ناديه سانت إيتيان في مختلف المسابقات هذا الموسم، ما يفسر تمكنه من تسجيل هدف ضد فريق مرسيليا وتقديمه لكرتين حاسمتين تمكن من خلالها زملاؤه من تحويلها إلى هدفين. مشيراً إلى أنه يتشرف كثيراً بالثقة التي وضعها فيه مدربه «كريستوف غالتيي» الذي أشركه في جميع جولات الدوري الفرنسي جامعاً بذلك 990 دقيقة من 11 مواجهة، وسجل لحد الآن هدفا وقدم كرتين حاسمتين. وقال:»صحيح أن الموسم الماضي لم ألعب الكثير من اللقاءات، لكن تمكنت من العودة بقوة في الجولات الأخيرة عندما قدمت 3 تمريرات حاسمة في ال 3 لقاءات الأخيرة، أحاول أن أكون فعالاً وأقدم الإضافة اللازمة لفريقي من خلال مساعدة الهجوم، وهو ما أحاول أن أقوم به في الحصص التدريبية واللقاءات الرسمية أيضاً، أنا سعيد بثقة مدربي وإشراكي كأساسي، هي خيارات يقوم بها من خلال مشاهدته لما أقدمه في كل مرة خلال التدريبات واللقاءات». «لا أولي أهمية كبيرة لاختياري ضمن التشكيلة المثالية ولا حتى للعروض» في سؤال عما إذا كان فخورا باختياره في العديد من المرات ضمن التشكيلة المثالية للدوري الفرنسي «الليغ1» بعد أدائه الرائع مع سانت إيتيان. أكد غلام بأنه لا يولي أهمية كبيرة لهذا التشريف من طرف وسائل الإعلام الفرنسية، بقدر ما يهمه أن يقدم كل ما لديه في كل مباراة حتى يتمكن فريقه من تحقيق الفوز. الجزائري ذهب إلى أبعد من ذلك وأوضح بأنه لا يشغل باله تماماً لما يقال هنا وهناك عن اهتمام عدة نواد أوروبية بخدماته على غرار مانشستر يونايتد الإنجليزي وميلان وروما الإيطاليين. وأردف قائلاً:»لن أكذب عليك، أنا لا أولي اهتماماً كبيراً لاختياري ضمن التشكيلة المثالية، بالنسبة لي أهم شيء هو فوز فريقي لا غير، بالإضافة إلى أدائي الفردي على أرضية الميدان الذي يقيمه المدرب والتقنيين، من الجيد أن يتم اختياري في التشكيلة المثالية كل أسبوع، لكن ما يهم هو النتائج الجماعية فقط بعد النتائج الفردية، الحديث عن اهتمام الفرق الأوروبية بخدماتي لا أولي له اهتماماً على الإطلاق، لأني مررت بظروف صعبة الصيف الماضي لما كنت مرشحاً للعب مع طورينو الإيطالي قبل أن أبقى في آخر المطاف مع سانت إيتيان، الآن تعلمت من أخطائي ولابد أن أركز على فريقي دون أمور أخرى».