حققت التشكيلة القبائلية إنجازا كبيرا بعدما نجحت في العودة بورقة التأهل إلى الدور ربع النهائي من كأس الجمهورية، إثر فوزها في سعيدة على المولودية المحلية بهدف وحيد منإمضاء المتألق كمال يسلي في المرحلة الأولى، وكان كافيا للاعبين من أجل ضمان الأهم وهو البقاء في المنافسة، في مباراة كانت صعبة وشاقة على الفريقين، وأظهرت فيها العناصر القبائلية حرارة ورجولة كبيرة فوق المستطيل الأخضر. الأداء كان رجوليا والأخطاء الدفاعية لم تتكرر وقد خرج كل أفراد الأسرة القبائلية الكروية مقتنعين بالمردود الرائع الذي ظهر به أشبال المدرب عزالدين آيت جودي في هذه المواجهة، حيث لعب زملاء المهاجم الكاميروني إيبوسي بطريقة قوية وقدموا مباراة بطولية وأداء رجوليا بجميع المقاييس. كما أن الأمر الإيجابي الذي أسعد المدرب آيت جودي وكل الأنصار، هي الصرامة الكبيرة التي تحلى بها المدافعون رغم الضغط الكبير الذي فرضه عليهم مهاجمو سعيدة، وهو ما ساهم في حفاظ الفريق على عذرية شباكه أمام منافس معروف بقوته فوق ميدانه، خاصة أن الشبيبة تفادت تكرار نفس سيناريو الأخطاء الدفاعية هذه المرة. الأحلام أصبحت كبيرة وتحقيقها لن يحتاج إلى معجزة وقد ساهم الفوز الثمين الذي عادت به التشكيلة القبائلية من سعيدة، وتأهلها على حساب المولودية المحلية، في مضاعفة شهية القبائل في الذهاب بعيدا في هذه المنافسة والوصول إلى المباراة النهائية، حيث نجح زملاء الحارس مازاري في تحويل حلم الأنصار إلى حقيقة شيئا في شيئا وتجسيده على أرض الواقع، بعد نجاحهم في عبور عقبة سعيدة، مثلما كان عليه الحال في الدور السابق لما أقصوا اتحاد العاصمة في ميدانه أيضا، وهو ما زاد من شهية الأنصار الذين يحلمون بالنهائي ويدركون أن الوصول إليه لن يكون معجزة. هوية المنافس القادم لا تهم الآن والشبيبة مصممة على الوصول للنهائي وفي المقابل، فقد عبرت العديد من الأوساط الكروية القبائلية عن سعادتها بالتأهل الكبير الذي حققه الفريق في سعيدة، والذي فتح للشبيبة المجال للمرور إلى الدور الربع نهائي للمنافسة، في انتظار إجراء عملية القرعة التي ستحدد هوية المنافسة القادم لأشبال المدرب عزالدين آيت جودي. غير أن أبناء القبائل لم يبدوا أي اهتمام بخصوص ذلك، وأكدوا أنهم يثقون كل الثقة في لاعبي فريقهم من أجل تحقيق التأهل إلى المباراة النهائية، بغض النظر عن هوية المنافس الذي لن يكون سوى الضحية المقبلة للشبيبة.. سعيدة «عظمة صحيحة» وعودتها إلى مصاف الكبار مسألة وقت ومهما يكن فإن التأهل الذي حققته الشبيبة للدور ربع النهائي على حساب مولودية سعيدة لم يكن لينقص من قيمة المنافس، الذي يجب الاعتراف أنه يملك فريقا قوية وتشكيلة شابة ومتجانسة ستقول كلمتها في القسم الوطني الثاني هذا الموسم، خصوصا أن لاعبي سعيدة خلقوا صعوبات كبيرة للشبيبة في الشوط الثاني وأظهروا الكثير من الأمور الإيجابية، وما إقصائهم إلا نتيجة لاصطدامهم بمنافس أقوى منهم وأكثر خبرة في مثل ها النوع من المباريات الحاسمة. والأكيد أن عودة سعيدة للقسم الأول أضحى قضية وقت فقط بفضل التشكيلة التي تملكها.