سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نبيل بن طالب الفتى الجزائري الذي خطفه الأفناك من بين مخالب الأسود الثلاثة و الديكة : متوسّط ميدان توتنهام الذي اقتحم البريمير ليغ وأبهر العالم بعد تجارب فاشلة في فرنسا وبلجيكا
بعد معركة خاضها الاتحاد الجزائري لكرة القدم مع نظيره الفرنسي وكذا الإنجليزي، قرر لاعب توتنهام نبيل بن طالب الرضوخ لخيار القلب واختار الدفاع عن قميص الخضر بداية من الشهر القادم وهو ما أعلنته الاتحادية الجزائرية لكرة القدم على موقعها الرسمي سهرة أمس، وكعادتها "الخبر الرياضي" التي لطالما كانت وراء تقديم اللاعبين الشبان الملتحقين حديثا بالمنتخب لاسيما المزدوجي الجنسية منهم والذين يبقون مجهولين بالنسبة للجمهور الجزائري حتى يتعرف عليهم أكثر وعلى مسيرتهم الكروية، وغيرها من التفاصيل التي ساهمت في اختيارهم حمل قميص الخضر ليكونوا تحت تصرف الطاقم الفني للخضر. ولد بمدينة ليل الفرنسية ورحلة الألف ميل بدأت بخطوة ولد الدولي الجزائري الجديد، نبيل بن طالب بمدينة ليل الفرنسية يوم 24 نوفمبر1994 من أسرة متوسطة الحال، أبواه جزائريان مغتربان، ما جعله كغيره من أبناء الجالية الجزائرية يتجه نحو لعب كرة القدم أما عن مواصفاته وبنيته الجسدية، فطول اللاعب 1.87 متر ووزنه لا يتعدى ال67 كلغ وهي المواصفات التي جعلت منه لاعبا كبيرا في وسط ميدان فريقه توتنهام الذي يصنع معه الحدث هذا الموسم في البطولة الإنجليزية الممتازة. أصول اللاعب تنحدر من مدينة مستغانم التي كان يزورها بانتظام أما عن أصول اللاعب بن طالب وعائلته، فقد سبق أن كشف شقيقه كريم الذي كان على اتصال دائم ب"الخبر الرياضي" في تصريحات سابقة أنها تنحدر من مدينة مستغانم غرب البلاد مؤكدا أن نبيل كان يزور العائلة الكبيرة بانتظام كل صائفة قبل أن ينقطع عن فعل ذلك خلال السنوات القليلة الماضية بسبب ارتباطه مع الأندية التي حمل ألوانها كما كشف كريم أن نبيل يمتلك جواز سفر جزائري، انتهت مدة صلاحيته وهو بصدد تجديده حتى يكون حاضرا في لقاء سلوفينيا. تعلّم أبجديات الكرة بالشارع في حي "وازام" بليل بالعودة إلى مرحلة الطفولة التي مرّ بها نبيل، نجد أنه أبدع على غرار خلانه لاسيما من الجالية المغتربة بمدينة ليل الفرنسية في التألق في المباريات التي كان يخوضها بشوارع حي "وازام" واضطر إلى مغادرة مقاعد الدراسة بسبب اهتمامه الزائد عن اللزوم بالكرة التي كان يعلم أنه سيأتي اليوم الذي ستنصفه فيه وتجعل منه لاعبا محترفا تتهافت عليه مختلف الأندية العالمية وتجري وراءه المنتخبات علها تستفيد من خدماته ومن الإمكانات الفنية والبدنية الكبيرة التي يمتلكها. التحق بمركز التكوين لنادي ليل قبل أن يخرج من الباب الضيّق بعد أن عرف أفراد عائلته أن مستقبله سيكون مع الساحرة المستديرة وبضغط من اللاعب نفسه، اصطحبه والده إلى مركز تكوين فريق ليل الفرنسي وسنه لم يتعدى ال14 سنة، كان ذلك سنة 2009 لكن اللاعب سرعان ما غادر ذات المركز بعد أن قام المسؤولون عليه بطرده بحجة عدم اقتناعهم بقدرته على أن يكون لاعبا كبيرا في المستقبل وهو القرار الذي حزّ في نفس نبيل الذي خرج من الباب الضيق ومن الفريق الذي كان يحمله في قلبه ولم ينصفه. انتقل إلى موسكورن البلجيكي بحثا عن النجاح قبل أن يفشل مجدّدا بعد أن فشل في إثبات مكانته في فريق أولمبيك ليل، اضطر اللاعب الجزائري الأصل إلى البحث عن فريق جديد يعيد له البسمة ويجعله يستعيد نشوة مداعبة الكرة ولم يجد إلى خيار مغادرة فرنسا نحو البلد المجاور بلجيكا علّه يحصل على فرصته هناك وكانت وجهته فريق موسكورن وعمره لم يتعد ال15 سنة وهناك خاض بن طالب تجربة جديدة بعيدا عن المنزل العائلي لكنه فشل وغادر ذات الفريق سنة 2010 عائدا إلى فرنسا. تجربة جديدة وتوقيع لفريق دوسكارك لأقل من 17 سنة على ضوء المعطيات السالفة الذكر، كان أفراد عائلة بن طالب يعتقدون أن نبيل سئم عالم الكرة وسيقرر اعتزاله والبحث عن مصدر رزق آخر بعد تجربتين فاشلتين في فريق ليل الفرنسي وموسكورن البلجيكي، لكن فاجأ ذات اللاعب متتبعيه ومقربيه بإعلانه مواصلة اللعب حتى لو كلفه ذلك تضييع سنوات أخرى من حياته وقرر الانضمام لفريق صغير يدعى دوسكارك ولعب معه لفئة أقل من 17 سنة موسم 2010-2011 قبل أن يدرك أنه يجب عليه تغيير الأجواء والبحث عن فريق طموح يمنحه فرصة الظهور وتوقيع عقد احترافي ينسيه السنوات العجاف التي أثرت سلبا على معنوياته وكادت تفقده حاسة التلذذ بمداعبة المستديرة. قام بتجارب مع فريق بيرمنغهام سيتي الإنجليزي في 2011 وهو لا يزال يحمل قميص فريق دوسكارك في نهاية الموسم الكروي لسنة2011، اقترب أحد المناجرة من الشاب نبيل بن طالب الذي لم يكن يتعد سنة ال17 سنة آنذاك وعرض عليه تغيير وجهته نحو إنجلترا، بلد كرة القدم ورغم أن اللاعب تردد في بداية الأمر إلا أنه وبعد تفكير طويل منح الضوء الأخضر لذات المناجير الذي اصطحبه للقيام باختبارات مع فريق بيرمنغهام سيتي الإنجليزي لكن وجهته تغيّرت بعدها وانتقل إلى فريق توتنهام. المدرب تيم شيرود اقتنع بإمكاناته وضمّه لرديف توتنهام بعد مغادرته لفريق بيرمنغهام سيتي ، كان بن طالب على موعد مع التنقل إلى فريق العاصمة اللندنية توتنهام هوتسبير أين خاض تجارب مع الفريق الرديف وهي التجارب التي كللت بالنجاح نهاية سنة 2011 بعدما اقتنع المسؤول الأول على الطاقم الفني لذات الفريق بإمكانات اللاعب الجزائري وقام بضمه وعمل على تفجير طاقاته في ظرف قصير أين أصبح من أعمدة الفريق الثاني قبل أن يطرق أبواب بطولة الأضواء. قام بترقيته إلى الفريق الأول في ديسمبر 2013 وكسب الرّهان بعدما قررت إدارة نادي توتنهام إقالة مدرب الفريق الأول فيلاش بواش كان الجميع في لندن يعتقدون أن خليفته سيكون اسما كبيرا في عالم التدريب لكن المفاجأة كانت كبيرة عندما قرر مسيرو ذات النادي ترقية مدرب الفريق الرديف تيم شيرود حتى يكون خليفة لبواش وهي الفرصة التي كان ينتظرها بن طالب لكنه لم يكن يحمل بتاتا بأنه سيطرق أبواب فريق الأكابر ويلعب أمام كبار "البريمير ليغ" ونجومه من أمثال صامويل إيتو، إدين هازارد وواين روني لكنها الحقيقة بعدما قام شيرود بترقية اللاعب إلى الفريق الأول . أول لقاء له ضد ساوثهامبتون برهن فيه عن علوّ كعبه كان يوم 22 ديسمبر من سنة 2013 تاريخيا بالنسبة لنبيل بن طالب وعائلته القاطنة بمدينة ليل، حيث اكتشف ذات اللاعب أجواء اللعب في المستوى العالي بعدما قام المدرب تيم شيرود بالاستعانة بخدماته وترقيته إلى الفريق الأول الذي واجه آنذاك نادي ساوثهامبتون على أرض ميدان هذا الأخير. وقع عقدا احترافيّا لمدة 5 سنوات أخرجه من الظلام بدعم من المدرب تيم شيرود، اتصلت إدارة نادي توتنهام هوتسبير بلاعبها الشاب نبيل بن طالب عارضة عليه توقيع عقد احترافي يضمن لها الاستفادة من خدماته رياضيا وحتى ماديا في حال قرر تغيير الأجواء أو وصلها عرض مغر من الفرق التي كانت تراقب نبيل عن كثب، حيث وقع اللاعب عقدا مدته 5 سنوات مع ذات الفريق الذي قدمه للعالم وجعله يصنع الحدث في وسائل الإعلام العالمية لاسيما أنه لم يغادر الفريق الأول منذ أول استدعاء له إلى غاية يومنا هذا. خاض 9 لقاءات مع توتنهام وشارك في 6 كأساسي بقراءة متأنية في مشوار اللاعب الاحترافي مع فريق توتنهام ورغم الالتحاق المتأخر لنبيل بالفريق الأول إلا أنه عرف كيف يكسب رقما مهما من التنافسية، كيف لا وهو الذي لعب 633 دقيقة في 9 لقاءات لعبها بألوان الفريق اللندني وشارك في ستة منها ضمن التشكيلة الأساسية الشيء الذي جعل متوسط معدل مشاركاته يصل إلى 70 دقيقة في كل مواجهة وهو رقم جيد، عجز كوادر المنتخب الجزائري في شاكلة لحسن عن الوصول إليه رغم الخبرة الكبيرة التي يمتلكها في الميادين وحتى فريق خيتافي الإسباني. نوبيلو أهانه لمّا كان مدربا للآمال و"حاليلو" أعاده من الباب الواسع بالعودة إلى مسيرة بن طالب الدولية، نجد أنها لم تكن موفقة في بدايتها هي الأخرى، حيث رفض المدرب السابق لأواسط الخضر جون مارك نوبيلو توجيه الدعوة له رغم أن عدة مناجرة مغتربين أكدوا له امتلاك اللاعب لإمكانات كبيرة ولم يكتف نوبيلو بذلك بل وصل به الأمر إلى حد إهانة اللاعب عندما طلب من ذات المناجرة أن يتصل به هو قبل أن يفصل في قرار استدعائه من عدمه وهو الذي لم يكن يعلم أنه سيأتي اليوم الذي سيثأر منه نبيل رياضيا ويعود بقوة ومن الباب الواسع ليطرق أبواب المنتخب الجزائري الذي فتح له روراوة وحاليلوزيتش أبوابه على مصراعيها. مدرب آمال "الديكة" استدعاه لمواجهة ودية في نوفمبر 2012 حتى يقطع الطريق في وجه المنتخب الجزائري وبعد سماعه بوجود لاعب اسمه نبيل بن طالب في الفريق الرديف لتوتنهام هوتسبير، سارع مدرب آمال الديكة إلى استدعاء اللاعب لحضور مواجهة ودية جمعته بمنتخب ألمانيا شهر نوفمبر من سنة 2012 لكنه سرعان ما عاد ليهمّش اللاعب ويبعده عن بقية المباريات لكنه لم يكن يعلم أنه سيسهل مهمة المنتخب الجزائري في خطفه دون المرور على قانون "الباهاماس" ويصل الأمر بالمدرب ويلي سانيول إلى حد برمجة زيارة له إلى لندن رفقة فريق قناة "كنال +" من أجل إغرائه وإقناعه باختيار اللعب للديكة ولعب نهائيات كأس أوروبا للآمال. نور الدين قريشي التقى به في لندن وطلب رأيه في قضيّة حمله ألوان الخضر أما عن بداية اتصالات الفاف بذات اللاعب، فقد كانت عن طريق بعض الوسطاء الذين منحوا عضو المكتب الفدرالي وليد صادي رقم هاتف شقيقه كريم لجس النبض وهو ما تم فعلا بعد عودة كريم إلى فرنسا بعد رحلة قادته إلى تايلندا، حيث رحب كريم بالفكرة وعرضها على شقيقه الأصغر الذي طلب مهلة للتفكير في الوقت الذي سارعت فيه الفاف إلى إيفاد نور الدين قريشي مساعد حاليلوزيتش إلى عاصمة الضباب لندن أين جمعه لقاء باللاعب وشقيقه وكذا مناجيره كريم يبدة لتتقدّم المفاوضات بين الطرفين شيئا فشيئا. روراوة وصادي أقنعا شقيقه بضرورة اختياره الجزائر بعد عودة رئيس الفاف محمد روراوة من جنوب إفريقيا ونهاية ارتباطه مع الكاف، كانت وجهته مباشرة عاصمة الجن والملائكة باريس وبمجرد فراغه من بعض الفحوصات الطبية التي قام بها هناك، اتصل بذراعه الأيسر وليد صادي الذي التحق به على جناح السرعة ليلتقي الرجلان بشقيق نبيل بن طالب بأحد مطاعم المدينة وهناك تحدث المسؤول الأول عن رغبته في رؤية نبيل بقميص الخضر بداية من لقاء سلوفينيا طالبا من شقيقه تحفيزه على اختيار الجزائر لأنها ستكون الأمثل بالنسبة إليه وستمنحه فرصة لعب المونديال وهي الفرصة التي قد لا تتاح له مع الفريق الفرنسي أو الإنجليزي أو الجزائري مرة أخرى. رئيس "الفاف" التقاه بأحد المقاهي الباريسية واللاعب جزائري رسميّا في الوقت الذي بدأ البعض يتحدث عن تماطل اللاعب في توقيع وثيقة الالتزام التي يؤكد فيها اختياره الجزائر وفي الوقت الذي كان فيه رئيس الفاف قد منح نسخة عنها لمسؤولي الفيفا بزوريخ منذ 3 أيام بعد أن وصلته مراسلة إلكترونية من اللاعب لذات الوثيقة، كان اللقاء بين الرجلين بمدينة باريس أول أمس الجمعة، حيث منحه الوثيقة الأصلية الموقعة بخط يده وينهي الجدل القائم بشأنه ويؤكد الموقع الرسمي للفاف في السهرة انضمام اللاعب للخضر واستدعاءه لمواجهة سلوفينيا يوم 5 مارس القادم وأن اللاعب أصبح جزائريا مائة بالمائة. الجزائر كسبت معركة بن طالب على حساب خصمين قويّين هما فرنساوإنجلترا كعادته وبحنكته المعهودة في تسيير دواليب الفاف وحتى المكتبين التنفيذي للكاف والفيفا، كان محمد روراوة على موعد مع تسجيل نجاح باهر في قضية بن طالب وضمه للخضر على حساب خصمين قويين يملكان كافة الإمكانات للإطاحة بالفاف في مثل هذه الصراعات لكنه أسقط ذات الاتحادين أرضا بضربة قاضية، ففي الوقت الذي بدأت بعض الأصوات تضغط على مدرب الديكة ديدي ديشان لاستدعاء اللاعب للمنتخب الأول وقطع الطريق على الجزائر وفي الوقت الذي شرع فيه الإنجليزيون في تجسيد فكرة تجنيس اللاعب والدّوس على قوانين المملكة البريطانية حتى يستفيد الأسود الثلاثة من خدماته، كانت الجزائر حاضرة بقوة وأقنعت اللاعب بحمل قميص الخضر ولعب مونديال البرازيل الذي يبدو أنه كان أكبر حافز في يد روراوة لجلب نبيل للجزائر. جمهور الخضر سيكون على موعد اكتشافه عن قرب يوم 5 مارس القادم على ضوء المعطيات السالفة الذكر وبعدما اكتشف الجزائريون نبيل بن طالب على شاشات التلفزيون في مباريات "البريمير ليغ" مع فريق توتنهام، سيكون عشاق الخضر على موعد مع اكتشاف ذات اللاعب الشاب عن قرب خلال المواجهة الودية التي ستجمع المنتخب الجزائري بنظيره السلوفيني يوم 5 مارس القادم، وستكون الفرصة جد مواتية أمام اللاعب لإبراز كامل مواهبه في ظل عدم تواجد أغلب لاعبي وسط الميدان الدفاعي في كامل إمكاناتهم ومعاناتهم مع الفرق المحترفة التي يحملون ألوانها. إعداد : رفيق حريش