لا يختلف اثنان في أن الأوضاع في بيت شبيبة الساورة أخذت منعرجا آخرا منذ قدوم المدرب الفرنسي ألان ميشال، حيث حول الفريق إلى ورشة عمل كبيرة يحاول فيها كل اللاعبين إعطاء كل ما لديهم من إمكانات من أجل مصلحتهم ومصلحة الفريق, فمنذ إقدام إدارة النادي الساوري على إقالة المدرب السابق علي مشيش وتعويضه بالتقني ألان ميشال تغيرت الأوضاع كثيرا وأصبح الحماس كبيرا وسط التشكيلة، وهو ما سمح للتشكيلة بتسجيل العديد من النتائج الإيجابية التي مكنتها من الابتعاد بشكل كبير عن دائرة الخطر، ومن ثمة الاقتراب من ضمان البقاء في حظيرة قسم النخبة الذي أصبح قضية وقت فقط. اللاعبون تجاوبوا بكيفية جيدة مع طريقة عمله كما يدرك المدرب السابق لشبيبة بجاية والحالي لتشكيلة «جي أس أس» أن تحقيق أفضل النتائج في البطولة الوطنية لن يكون إلا بالتضحية خلال الحصص التدريبية من قبل الطاقم الفني واللاعبين، وهو ما جعله يصر على أشباله لبذل قصارى جهدهم خلال التدريبات التي يحاول أن يضفي فيها أجواء تساعدهم على العمل من خلال قيامه في كل كرة بتنويع طريقة عمله، التي أكد جل اللاعبين بأنهم تجاوبوا معها بطريقة جيدة بما أنها غالبا ما تكون مدروسة، وهو ما كان له أثر إيجابي على الفريق خلال مرحلة العودة التي سجلت فيها الشبيبة نتائج جد مقبولة. العناصر الاحتياطية تعمل بجدية وتريد مكانة أساسية وعرف المدرب ألان ميشال كيف يبث الحماس في نفسية لاعبيه, وتمكن أيضا من جعل الجميع يخرج كل ما يتمتع به من إمكانات ويبرز كل قدراته، خاصة بعدما تأكد الجميع بأن عقلية «الكوتش» ألان ميشال لا تعترف بكلمة لاعب أساسي واحتياطي، وهو ما جعل العناصر الاحتياطية واللاعبين الذين لم يحصلوا على فرصتهم مع المدرب السابق علي مشيش يأملون في الحصول على فرصتهم مع ميشال، رغم أنهم يدركون جيدا بأن الأماكن الأساسية داخل التشكيلة صعبة وغالية، وعليهم مواصلة العمل بجد ومضاعفة المجهودات من أجل إقناع المدرب على أمل الاستفادة من فرصتهم. ألان ميشال يقدم النصائح لكل لاعب على حدى ويركز مدرب التشكيلة الساورية أيضا على الجانب النفسي، إذ يحاول التقرب من كل لاعبيه كلما أتيحت له الفرصة، كما لا يتردد بتاتا في تقديم النصائح القيمة لكل لاعب داخل التشكيلة سواء تعلق الأمر بعنصر أساسي أو احتياطي خلال الحصص التدريبية التي تجريها الشبيبة فوق أرضية ميدان ملعب 20 أو خلال اللقاء التطبيقية المصغرة التي يبرمجها بين اللاعبين، حيث يتدخل المدرب في كل مرة من أجل تقديم النصائح التكتيكية لكل لاعب ويشرح له الخطأ الذي وقع فيه، وهو ما جعل اللاعبين يجمعون بأن العمل الذي يقوم به الطاقم الفني ممتاز للغاية وسيعطي ثماره في المرحلة المقبلة من البطولة الوطنية. يصر على تحسين الجانب الدفاعي للفريق يدرك المدرب الساوري ألان ميشال منذ قدومه للفريق، بأن أكبر مشكل تعاني منه تشكيلة شبيبة الساورة هذا الموسم هو هشاشة الخط الخلفي الذي فقد هيبته هذا الموسم، بعدما أضحى خط يسهل اختراقه من قبل الفرق المنافسة، بدليل عدم تمكنه من الصمود سوى في مباريات قليلة جدا، وهو ما دفع بالمدرب الفرنسي ليقوم بتسطير برنامج خاص من أجل تحسين الجانب المتعلق بالشق الدفاعي، والذي شرع في تطبيقه منذ حصة الاستئناف التي أجرتها تشكيلة الشبيبة صبيحة أول أمس الجمعة. وإعادة الفعالية اللازمة للقاطرة الأمامية في الوقت الذي شرع فيه الطاقم الفني في تطبيق البرنامج المسطر للعناصر الدفاعية، فإنه عمد إلى فتح ورشة عمل أخرى خاصة بلاعبي القاطرة الأمامية، وذلك في رحلة بحث المدرب ألان ميشال على معالجة جميع النقائص التي قام بتسجيلها خلال المباريات الماضية والتي ظهر فيه خط هجوم «الصفراء» بعيدا عن مستواه المعهود بعدما فقد المهاجمين الفعالية الكبيرة التي ظهروا بها سابقا، ولهذا يريد مدرب الشبيبة استغلال فترة توقف البطولة للبحث عن الحلول الممكنة والتي من شأنها أن تقود لاعبي الخط الأمامي إلى استعادة فعاليتهم أمام المرمى من جديد.