وأخيرا استقال جنرال آخر الزمان الذي علقت له أول أمس النجمة الرابعة بالمملكة المغربية ليقلد وسام ماريشال المهازل وبعد ماذا، بعد أن أبكى كل الجزائريين في واحدة من المهازل التي سيكتبها التاريخ بحروف يعجز اللسان عن وصفها احتراما لقرائنا، الذين بالأمس فقط اذرفوا دموع الفرح بالتأهل إلى المونديال وبنصف نهائي كأس إفريقيا، ليأتي مدرب نكرة في كرة القدم دخل تاريخ مهازل الكرة بصفعه للاعب تونسي في النادي الإفريقي الذي توج معه بطلا وبعد كولسة مالا يقل عن 14 لقاءا بشهادة التونسيين أنفسهم، ليجد نفسه المسؤول الأول عن العارضة الفنية للمنتخب الجزائري وما أدراك ما المنتخب الجزائري الذي أرهق نجوم الانجليز والأمريكان وذل فيلة الكوديفوار ليسقط على يد المغاربة الذين استفاقوا بعد صفعه وصفع ملايين الجزائريين بخطط تكتيكية من الجنرال وحاشيته التي لا علاقة لها بكرة القدم سوى ديبلوم يعرف من درس معه كيف حصل عليه. الفاف وأدت منتخبا بسبب البريكولاج مسؤولية الكارثة التي ضربت الجزائر لا يتحملها هذا الذي أطلقت عليه رتبة عسكرية لم يتخيلها حتى في منامه وهو الذي كان جالسا كعادته في المقهى مع لعبة الأوراق ليجد هاتفه يرن والشخص المتصل من الاتحادية الجزائرية وفحوى المكالمة أنت مطلوب على جناح السرعة لتتولى شؤون الخضر، والأكيد أن الأخصائي في "لغوانش" لم ينتظر هكذا خبر وانطلق من مبدأ"خلي نجرب زهري ربما تصلح" وهنا يجب محاسبة من جلبه وأعادنا إلى سياسية البريكولاج التي كنا الجريدة الوحيدة التي لم تتقبل هذا التعيين لنجد أنفسنا متهمين بالتشويش على المنتخب الوطني والكل قال لنا" اتركوا الرجل يعمل" وهاهو يصفعنا جميعا بصفعة مغربية من أربعة أصابع بعد أن هيأ وجوهنا للصفع في إفريقيا الوسطى أمام أضعف منتخب في العالم، لننجو في عنابة بفضل الجمهور وما لعب تحت الطاولة. من خططوا لسيناريو 2004 أعادوه في 2010 سرطان البريكولاج الذي عشش في مبنى دالي إبراهيم منذ أن وضعت أسسه، هو الذي حطم منتخب 2004 الذي خرج من أمم إفريقيا بالوصول إلى ربع النهائي بلاعبين رفعوا التحدي وحتى إن لم يكونوا من طينة لاعبي اليوم، إلا أن نواة المنتخب بدأت ترتسم، ليأتي أعداء الوطن الذين لا يعجبهم النجاح وطالبوا بإبعاد سعدان الذي قيل أن عيبه لا يهاجم لكنه لا يتقبل أربعة أهداف في شباكه، وان كان الاستثناء مصر فالكل كان شاهد ويعرف سبب الهزيمة، وهي التي لم ننهزم معها بالأربعة على ملعب القاهرة ب90 ألف مناصر وبعد دماء سالت، ورفعوا راية المدرب الأجنبي وجاء واسيج الذي لم يعمر أكثر من ثلاثة مقابلات والمهم أنهم نجحوا في هدفهم وكفى، ولم نستفق من تلك النكسة حتى 2008 حين أستنجد"بسلاك الواحلين" الذي قبل المهمة وأعاد الخضر إلى مكانتهم وبكى الجزائريون دموع الفرح وليس الحزن يا أل روراوة، ومادام السرطان لم يستئصل من الفاف فقد عاد بقوة وسلط آلامه على سعدان ودفعه لترك منتخب كبر على يديه وهو الذي من الأكيد ذرف الدموع أكثر منا أول أمس. أكثر من عام والفاف تبحث عن مدرب كبير...؟ بعد خروجنا من مونديال العم مونديلا رفعت الأقلام ولم تجف الصحف وامتلأت المنابر الإعلامية والاستوديوهات التحليلية التي أمها العشرات من أمثال قائد مهزلة مراكش وبانغي، والكل طالب برحيل سعدان الذي كبر عليه المنتخب وخططه تجاوزها الزمان وأصيب منتخبه بالعقم الهجومي وقامت حملة لم يسبق لها مثيل أجبرت مسؤولي الفاف على إرغام سعدان لرمي المنشفة، وفي الوقت الذي كن نأمل في رؤية مدرب كبير صدمنا بالمدرب السابق لأم صلال القطري في أول مؤشر على النكسات التي لحقت والتي حذرنا منها برفعنا لأقلامنا لنؤكد لمسؤولي كرتنا أنكم أخطأتم ونصحناهم بالتدارك قبل فوات الأوان وأصبنا في بانغي ووصلت رسالة واضحة مفادها أن هذا المدرب محدود، لكن أصحاب الحل والربط تجاهلوها حتى جاءنا اليقين من المدينة الحمراء التي أمضت على شهادة وفاة المنتخب الجزائري، والفاف تجاوزت العام وهي تبحث عن مدرب على المقاس لم تجده، لكن لا حياة لمن تنادي ما دامت المصالح تعمي العيون.