من المؤكد أن قصة تحامل أصحاب الصافرة على المنتخب الجزائري لم تبدأ ولن تنتهي مع الحكم البينيني كوفي كوجيا الذي أبهر وأبدع في الحيلة وعدم النزاهة والانحياز الصارخ للفريق المصري، هكذا هو قدر الخضر دائما ومسلسلهم مع مهازل التحكيم قديم ومؤثر للغاية، فمؤامرة الحكام على حساب منتخبنا كانت على مر الزمان والتي ابتدأها الحكم السويسري برينو ڤالار في لقاء الجزائر ويوغسلافيا خلال ألعاب البحر الأبيض المتوسط سبليت سنة ,1979 وختمها البيني كوفي كوجيا، أين صنع هذا الأخير الفارق لوحده دون مراعاة ابسط معايير الاحترافية والاحتكام للضمير، فالخضر عانوا الويلات مع التحكيم على غرار ماعشوه ليلة أول أمس لكنهم من دون شك سيبقون أقوياء و أوفياء وكبارا باحترافيتهم رغم مهازل التحكيم وسيواصلون المسيرة في إفراج الجماهير العريضة التي تقف ورائهم في السراء والضراء. البداية كانت في ألعاب البحر المتوسط مع السويسري يرنو قالار لم يعجب تألق الخضر خلال دورة ألعاب بحر الأبيض المتوسط في يوغسلافيا الكثير من المنتخبات التي كانت تعلم جيدا أن رفاق الحارس سرباح آنذاك في طريقهم إلى خطف الذهب، الأمر الذي جعل حكم مباراة نصف النهائي بين الجزائر ويوغسلافيا بمدينة كونكار وأمام 12 ألف متفرج بملعب رادستاديون يتآمر على أبناء خالف حيث صفر السويسري برينو ڤالار ركلة جزاء ليوغسلافيا في الد 4 سجلها بريموراك قبل أن يتفاجأ بعودة الجزائر في النتيجة بهدفي بلومي 60د وداودي 69د، ما جعله ينحاز كلية لأصحاب الأرض بطرد مرزقان وإهداء هدفين ليوغسلافيا في الدقائق الأخيرة من توقيع بوڤدان 84د وساستيك 88د من أخطاء على الحارس سرباح ليخرج الخضر بشرف بهزيمة 3 - 2 كان ذلك يوم 27 سبتمبر 1979 السنغالي مامادو مباي يقصي الخضر من ألعاب لوس أنجلس بعد السويسري جاء الدور على حكم سنغالي أدار مواجهة العودة بين الخضر ومصر لحساب التصفيات النهائية لألعاب لوس أنجلس ,1984 حيث كان المنتخب الوطني تعادل ذهابا (1-1) في الجزائر بعدما رد المصري يوسف في الدقيقة 39 على هدف بن ساولة المسجل في الدقيقة الأولى، لتكون العودة يوم 03 أفريل 1984 وأمام 120 ألف متفرج بملعب القاهرة أين تمادى السنغالي مامادو مباي في حرمان أبناء خالف في الرد على هدف علي نبيل المسجل في الد ,57 وهو ما أثار حفيظة رفاق القائد فرڤاني الذين دخلوا في عراك مع المصريين بعدما صفر السنغالي النهاية دون احتساب الوقت بدل الضائع. الياباني طاكادا فعلها في مونديال ميكسيكو أمام إسبانيا وغير بعيد عن تصفيات ألعاب لوس أنجلس لم يسلم المنتخب الجزائري حتى في مونديال مكسيسكو الذي تأهل إليه عن جدارة وإستحقاق بقيادة المحنك رابح سعدان ، حيث وبعد تعادله أمام إيرلندا الشمالية 1-1 وخسارته بشرف أمام العملاق البرازيلي 1-0 كان لزاما على أبناء سعدان خلال مونديال ميكسيكو 1986 الفوز أو تحقيق التعادل على الأقل أمام إسبانيا في المباراة الثالثة التي جرت يوم 12 جوان 1986 بملعب تكنولوجيكو بمونتيري المكسيكية، غير أن الوجه الشاحب لرفاق بلومي آنذاك لم يمنع الحكم الياباني طاكادا من هضم حق الجزائريين لما تغاضى عن اعتداء الإسباني ڤوييكونشيا على الحارس دريد في الد 25 والذي عوضه العربي الهادي، وبعدها بتواطؤ من الحكم المساعد الأول الأرجنتيني أسبوريتو سجل الإسبان هدفين من تسلل في الدقيقة 68 و75 عن طريق كالديري وإلوي ليخرج الخضر من المونديال وبخسارة 3-0 واقعة القاهرة سنة 1989 فصل آخر من فصول مهازل التحكيم وتتواصل مهازل أصحاب البذلة السوداء على حساب الجزائريين، ليكون التونسي علي بناصر الذي أدار لقاء العودة من التصفيات الأخيرة المؤهلة لمونديال إيطاليا بين الجزائر ومصر، بعدما انتهى لقاء الذهاب بالتعادل الأبيض 0 - 0 بقسنطينة والذي عجل بذهاب لموي واستقدام كرمالي الذي تنقل بأرمادة الخضر إلى ملعب القاهرة وأمام 100 ألف متفرج يوم 17 نوفمبر ,1989 ليعود خائبا بالإقصاء بسبب تواطؤ حكم تونسي اسمه علي بناصر كان قد اشتهر باحتساب هدف مارادونا الذي سجله باليد في مونديال المكسيك 1986 على حساب إنجلترا، غير أن ذلك لم يكفه بل تمادى في شهرته الخسيسة عندما تحامل على 24 مليون جزائري آنذاك وتغاضى عن الاعتداء الذي سبق هدف حسام حسن في الدقيقة الرابعة على الحارس الهادي العربي الذي بلع لسانه، بل وأكثر من ذلك حرمنا من ضربتي جزاء وهدف شرعي، مؤكدا مخاوف الجزائريين من تعيين الفيفا للتونسي، بدليل تنقل كرمالي إلى حد بيته بتونس وطالبه بضرورة التزام الحياد وعدم الانحياز للمصريين، ليحرم الجزائريين من الذهاب إلى مونديال 1990 . الخضر يتعرضون للضرب أمام أعين التحكيم الإفريقي في مالي ولا يمكن الحديث عن كوارث التحكيم الإفريقي بحق المنتخب الوطني دون الحدث عن مقابلة التصفيات الخاصة بكاس إفريقيا أمام المنتخب المالي سنة 1997 في العاصمة باماكو أين خسر المنتخب الوطني بالقوة ولم يسلم حتى الطاقم الفني من اعتداءات الماليين، حيث صورت كاميرات التلفزيون الجزائري المدرب الوطني آنذاك عبد الرحمن مهداوي والدماء تنزف من فمه بعد تعرضه لضربة بمؤخرة كلاش أحد العساكر الماليين، ومرت الحادثة التي أدارها أحد الحكام الغينيين دون تتحرك هيئة عيسى حياتو وفاز الماليون باللقاء عن طريق القوة ومن حسن حظنا أننا تمكنا لاحقا من إفتكاك تأشيرة التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا التي جرت في بوركينا فاسو. الماكر الغيني ياكوبا الذي قهرته احترافية رفقاء مغني العالية أمام رواندا في شهر أكتوبر من السنة الماضية كانت نوايا الغيني ومساعديه لم تكن بريئة أبدا وكانت لأهداف دسيسة حيث كاد يتسبب في مأساة لم نكن ننتظرها لولا لطف الله بنا وتدخل العدالة الإلهية التي أنصفت 35 مليون جزائري. عاث فسادا وحاول بكل الطرق نرفزة الجزائريين وقام بعدم احتساب هدف شرعي سجله عنتر يحيى وأشهر العديد من البطاقات الصفراء لكن وأمام الإدارة الفولاذية لرفقاء المايسترو كريم زياني أذعن في اللحظات الأخيرة وأراد تبييض السيناريو حتى يتفادى العقوبة وقم باحتساب ركلة جزاء شرعية في الدقيقة الأخيرة وختامها مسك مع البينيي كوفي كوجيا والكارثة كانت أول أمس، مع الحكم البينيني كوفي كوجيا الذي تمكن من هزم الخضر لوحده بنتيجة أربعة أهداف لصفر ، وقام بتحطيم روح الفريق بطريقة دراماتيكية، ثلاث بطاقات حمراء إضافة خطأ في تنفيذ ركلة الجزاء دون أن يأمر بإعادتها ومساعدات بالجملة للفراعنة، كوجيا الذي حامت حوله الشكوك خصوصا وأنه له علاقة وطيدة مع المصريين وهو ما تم التأكد منه خلال مباراة الأمس أقدم عل إنجاز تاريخي في عدم النزاهة وبإدارة اللقاء بطريقة ملتوية لم تحدث في دورة من قبل وفي دور متقدم هو لقاء نصف نهائي، وبات في حكم المؤكد أن كل شيئ كان مخطط له سلفا مع مسؤولي منتخب الفراعنة حيث استهدف ركائز الفريق بداية بقلب الدفاع رفيق حليش أين كان المصريون يريدون صنع الفارق في عمق الدفاع عن طريق التمريرات في العمق بكل من متعب وزيدان وهو ما كان له في لقطتي الهدفين الأول والثاني ، ثم طرد بلحاج ملك الجهة اليسرى للفريق دفاعيا وهجوميا واختتمها بقاهر الفراعنة في أم درمان فوزي شاوشي ، وتبقى قصة المنتخب الوطني مع التحكيم الإفريقي جد درامية حيث ظل الحكام الأفارقة يتفننون في سرقة عرق الجزائريين في مختلف المنافسات وهي ميزة وموضة إفريقية خالصة كانت بطلاها هذه المرة الإتحاد المصري المسيطر عل دواليب هيئة عيسى حياتو والحكم البينين الذي باع نفسه وضميره ورهن مكانته في مونديال الكبار الذي ستحضره النخبة الوطنية ويكفيها فخرا أنها سترفع الراية الوطنية بين عمالقة المستديرة من دون وجود كل ما يرمز للتخلف الرياضي والعصور الحجرية في عالم التحكيم الأسود.