لا يختلف اثنان أن لاعب فالنسيا سفيان فيغولي هو النجم الأول للمنتخب الوطني رغم ما يضمه هذا الأخير من لاعبين كبار، أبانوا عن قدراتهم في السنيتين الأخيرتين وطيلة التصفيات المونديالية في صورة سليماني ، سوداني ، بوقرة والحارس مبولحي ، صاحب الخمسة وعشرين ربيعا ، سيحاول قيادة الجزائر لإنجاز تاريخي لم تحققه طيلة مشاركتها المونديالية الماضية وهي المرور إلى الدور الثاني في مجموعة يعتبرها الكثير صعبة، تضم إلى جانب الخضر كلا من روسيا ، بلجيكا وكوريا الجنوبية. 26 ديسمبر 1989 الموعد مع ميلاد نجم في الكرة في السادس والعشرين من ديسمبر عام 1989 ، ولد فيغولي من أبوين جزائريين، الأب من ولاية تيارت غرب الجزائر والأم من الغزوات في ولاية تلمسان على الحدود مع المغرب، في منطقة « ليفالو بيريه « في الضواحي الشمالية الغربية للعاصمة الفرنسية باريس وهناك تعلّم أولى أبجديات كرة القدم، والدا فيغولي لم يكونا يدريان أن ابنهما الصغير سيصبح نجما في المستقبل ويقود بلاده بعد أربع وعشرين سنة لخوض رابع مونديال لها في التاريخ. نادي راد ستار أول من احتضن الموهبة الجزائرية بداية فيغولي مع عالم الكرة، كانت في نادي راد ستار الفرنسي في فئة الشبان، الذي تعلم فيه أولى أبجديات الكرة الحديثة ومكث فيه خمس سنوات بين عامي 1998 و 2003 حين بلغ الرابعة عشرة من عمره، فيغولي وعائلته رأوا أنه من الضرورة تغيير الفريق وهو ما دفعه للعب في نادي المدينة التي يحبها ويعشقها باريس. «أف سي باريس» المحطة التي لم تطل كثيرا فيغولي وكما أشرنا أعلاه، اضطر لتغيير الفريق في عام 2003 وأمضى في فريق الشباب لنادي «أف سي باريس « النادي الثاني في العاصمة الفرنسية ، محطة فيغولي في هذا الفريق لم تدم طويلا، فبعد موسم وحيد اضطر لاعب الخضر لحزم حقائبه والبحث عن فريق آخر، يمنحه فرصة التألق والبروز ويقال أن سبب مغادرته هو عدم اقتناع الإطار الفني لهذا الفريق بقدرات الدولي الجزائري الحالي. غرونوبل المحطة الأهم في مشوار الجزائري كما يقال رب ضارة نافعة، فبعد مغادرته لنادي « أف سي باريس» لم يبحث فيغولي كثيرا وأمضى في ناد آخر متواضع الإمكانيات وهو نادي غرونوبل، هذا الأخير يمكن أن نعتبره المحطة الأهم على الإطلاق في مسيرة اللاعب، فيغولي لعب في فريق الشبان لثلاثة مواسم بين عامي 2004 و2007 وهي سنوات كانت كافية لإعطاء نظرة شاملة لمدرب الفريق ومسيريه عن قدرات الشاب الجزائري ما أدى إلى تصعيده إلى صنف الأكابر موسم 2007 – 2008 وسنه لم يتجاوز حينها الثامنة عشرة. 2007 – 2008 موسم التألق والبروز مباشرة بعد تصعيده للفريق الأول، لعب فيغولي أول لقاء له ضد نادي رامس في أفريل من عام 2007 وأنهى الموسم مع الأكابر وبدأ الموسم الجديد معه بالطبع ، فيغولي قدّم في الموسم الموالي كل ما لديه وقاد فريقه غرونوبل لتحقيق الصعود إلى القسم الأول الفرنسي بلعبه لستة وعشرين لقاء وتسجيله لثلاثة أهداف، موسم فيغولي، أعطى قناعة لمسيري الفريق أنهم يملكون جوهرة وهو ما جعلهم يجددون عقده لسنتين إضافيتين حتى عام 2010. فيغولي أثبت جزائريته واحتفل بالعلم الجزائري في مفاجأة مدوية اللقاء الأخير من الموسم لم يكن عاديا، فرغم أنه كان دوليا في صنف الآمال والكل يرى فيه «زيدان الجديد» الذي سيقود فرنسا في المستقبل إلا أن فيغولي وعند انتهاء الموسم، فاجأ الجميع واحتفل بالعلم الجزائري وهي رسالة قوية للجميع وخاصة الفرنسيين أنه لن يلعب لغير بلده الأصلي، سفيان بفعله هذا أثبت جزائريته وأثبت أيضا أنه لم يختر الجزائر فيما بعد لأسباب مالية أو فنية كما فعل البعض بل اختار الجزائر لأنها بلده الأصلي الذي يجب أن يلعب له. الأندية الكبرى تتربص به وفيرغسون أصر على انتدابه لأن الأندية الكبرى، تملك سياسة خاصة ومناجرة في كل أرجاء أوروبا، فمن الطبيعي ألا تمر عليهم موهبة مثل التي بدأ الكلام عنها في فرنسا، فيغولي بمستواه الكبير جلب له أنظار العديد من الأندية مثل آرسنال، ميلان ، فالنسيا وخاصة مانشستر يونايتد ومدربه الكبير «السير» أليكس فيرغسون الذي طلب ود اللاعب ومنحه عقدا جيدا لكن مسيري غرونوبل، رفضوا التفريط في لاعبهم وأكدوا أن وقت التخلي عنه لم يحن بعد ، فيرغسون ظل يتابع اللاعب حتى بعد انتقاله لفالنسيا وقام بطلبه عديد المرات لكنه فشل في ضمه. موسم أول جيد في «الليغ1» والثاني غاب عن أغلبه بسبب الإصابة بعد تقديمه لموسم ممتاز في «الليغ2» وقيادته غرونوبل لتحقيق الصعود، قدم فيغولي وجها طيبا في أولى مواسمه في الدوري الفرنسي الدرجة الأولى ولعب 26 لقاء من دون أن يسجل أي هدف وهو موسم، يمكن اعتباره جيدا للاعب شاب لم يبلغ العشرين بعد لكن موسمه الثاني والذي انتهى بسقوط غرونوبل، كان سيئا على طول الخط بعد ما أصيب فيه إصابة بليغة غاب على إثرها عن أغلب الموسم ولعب فقط خمسة لقاءات من ضمن 38 ممكنة. إدارة فالنسيا تنتدب اللاعب رغم الإصابة الخطيرة في الغضروف رغم ابتعاده لفترة طويلة بسبب إصابة في الغضروف إلا أن إدارة النادي الإسباني فالنسيا، فضّلت التوقيع للاعب من دون شروط وكان ذلك بتاريخ العشرين من ماي من عام 2010 ، لاعب الخضر أمضى على عقد يمتد إلى غاية صيف 2014 مبتدئا بذلك مرحلة جديدة في مشواره الاحترافي وهي الأولى له خارج الدوري الذي ترعرع فيه وبزغ نجمه فيه وهو الدوري الفرنسي. موسم أول صعب مع فالنسيا وإعارته إلى ألميريا منتصف الموسم موسم فيغولي الأول خارج فرنسا، كان صعبا جدا وغير منتظر للشاب الجزائري الذي اصطدم بمستوى أعلى من الذي عرفه سابقا ، فيغولي سجل أول مشاركة له بقميص ناديه الجديد ضد مانشستر يونايتد في دوري الأبطال ولعب في نصف الموسم الأول ثلاثة لقاءات فقط في الدوري قبل أن يعار إلى ألميريا الذي لعب له تسعة لقاءات وسجل معه ثلاثة أهداف لكن ذلك لم يكن كافيا لإنقاذ الفريق من شبح الدرجة الثانية ليسجل سفيان ثاني سقوط له على التوالي بعد الأول مع غرونوبل. 2011 – 2012 موسم الانفجار بعد موسم أول صعب، لم يستسلم سفيان وانتظر بداية الموسم التالي 2011 – 2012 ليعرف الجميع معدن «سوسو» الحقيقي ، فيغولي قدم موسما ممتازا مع فريقه بعد أن حاز على ثقة مدربه آنذاك أوناي إيمري الذي منحه المكان الأساسي رغم تواجد الدولي الإسباني بابلو هيرنانديز ولعب سفيان 30 لقاء في الدوري فقط 42 في المجموع ( بين الكأس والمنافسة الأوروبية ) مع فريقه مسجلا ستة أهداف كاملة كأحسن حصيلة تهديفية له في كامل مشواره. موسم ثان بوجهين لفيغولي وفالنسيا يمدد عقده الموسم التالي لفيغولي كان بوجهين مختلفين، وجه أول رائع لفيغولي قدم فيه مستويات باهرة خاصة في دوري الأبطال حين أطاح ببايرن ميونيخ الألماني ونصف موسم ثان مخيّب جدا كثرت فيه المشاكل ونزل فيه المستوى، إدارة فالنسيا وبعد مستويات سفيان الباهرة في النصف الأول سارعت لتجديد عقده لكن فيغولي خيّب كل الآمال بتقديمه لنصف موسم ثان مخيّب جدا وتلاه حتى في الموسم التالي وهو الموسم الحالي، حيث لم يظهر فيغولي بمستوى موسم الانفجار الذي يبدو أنه بات من الماضي. فيغولي يختار الجزائر ويسجل في أول لقاء له مع الخضر رغم أنه كان مطلوبا بقوة في عهد الشيخ سعدان إلا أن وصول سفيان فيغولي للخضر تأخر إلى غاية 2012 وبالضبط للقاء غامبيا في تصفيات كأس إفريقيا للأمم والذي جرى بتاريخ 29 فيفري ، فيغولي لم ينتظر كثيرا ليعلق قلوب الجزائريين به وقاد المنتخب بمستوى جيد وهدف ثمين جدا لفوز مهم على غامبيا كان ممهدا لمشوار كبير جدا مع الأفناك ، الوافد الجديد إلى بيت الخضر كان بإمكانه اللعب مع فرنسا لكنه اختار الجزائر بلد أجداده وآبائه. مشوار حافل مع الخضر ب 17 لقاء وخمسة أهداف لقاء غامبيا، كان نقطة البداية لمشوار فيغولي مع المنتخب الوطني، حيث لعب سفيان بعد ذلك 16 لقاء في جميع المنافسات من تصفيات كأس إفريقيا ونهائياتها وكذا تصفيات كأس العالم وبعض اللقاءات الودية، سجل من خلالها خمسة أهداف كثالث هداف للفريق في عهد حاليلوزيتش بعد الثنائي سوداني وسليماني ، سفيان مر بفترات مميزة في مشواره مع الخضر كالتأهل لكأس إفريقيا ضد ليبيا ذهابا وإيابا وكذا لقاء بوركينا فاسو الفاصل المؤهل للمونديال مقابل فترات سيئة من أبرزها كأس إفريقيا 2012 والتي خرج فيها الخضر من الدور الأول بصورة مفاجئة وبنقطة واحدة جاءت من تعادل مع كوت ديفوار وخسارتين ضد تونس والطوغو. 17لقاء نصبوه ملكا جديدا للخضر وأنسى الجماهير في زياني مشوار فيغولي الحافل مع الخضر ومستوياته الكبيرة معهم وأهدافه الحاسمة بالإضافة إلى مستوياته الكبيرة جدا مع ناديه فالنسيا خاصة في الثلاثة مواسم الأخيرة، نصبت اللاعب ملكا جديدا للخضر بعد الملك السابق كريم زياني ، فيغولي وبشهادة الجميع أنسى الجماهير الجزائرية في مدللهم السابق زياني الذي أثار استبعاده موجة غضب غير مسبوقة لكن تألق «سوسو»، أنقذ حاليلوزيتش وجنّبه موجات الغضب العارمة من الجماهير في كل لقاء كان يخوضه الخضر في بدايته مع المنتخب. موسم متوسط مع فالنسيا والجزائريون يريدون «فيغولي جديد» في المونديال سرد مشوار فيغولي يبيّن المنحى التصاعدي للاعب انطلاقا من غرونوبل وحتى الوصول إلى فالنسيا ، لكن تجدر الإشارة إلى أن اللاعب ومع نهاية الموسم الحالي، سيلعب أكبر منافسة في مشوار أي لاعب وهي كأس العالم ، الجماهير الجزائرية تنتظر من سفيان مستوى جيدا يقود به الخضر في المونديال ولا ينتظرون ظهوره بمستوى متوسط أو مخيّب كما فعل مع ناديه الإسباني في الموسم الحالي. اللاعب يرغب في تقديم مستوى ممتاز وقيادة الخضر للدور الثاني رغبة اللاعب نفسه، تبدو كبيرة جدا في المنافسة ، حيث سبق له وعبّر في كم من مناسبة عن تشوقه لخوض غمار الكأس وقيادة الخضر للمرور إلى الدور الثاني كإنجاز تاريخي غير مسبوق ، فيغولي قال أيضا في بعض تصريحاته أنه يريد تقديم مستويات كبيرة أمام فرق تبدو مرشحة أكثر من الجزائر مثل روسياوبلجيكا الذي يراها لاعب فالنسيا المرشح الأكبر للتربع على عرش المجموعة. هل سيدخل فيغولي التاريخ ويقود الجزائر للمرور إلى الدور الثاني ؟ مع كل مشاركة للخضر في نهائيات كأس العالم ، تتطلع الجماهير الجزائرية للمرور إلى الدور الثاني كحد أقصى وهو السقف الذي عجزت كل الفرق عن بلوغه بداية من جيلي 82 و 86 وكذا الجيل السابق جيل زياني، مطمور وبلحاج. فيغولي وفي حال مروره بالخضر للدور الثاني سيتفوق على كل من سبقهم وسيتربع رفقة هذا الجيل على عرش كرة القدم الجزائرية.