سفير سليتي تايدر هو الاسم الكامل لأحد نجوم المنتخب الجزائري المقبل على خوض غمار نهائيات كأس العالم بالبرازيل الشهر القادم وهو اللاعب الذي يملك مكانة خاصة في قلوب الجماهير الجزائرية التي تعول عليه شأنه شأن الجيل الجديد من اللاعبين على إحداث انتفاضة في أكبر محفل كروي عالمي من أجل تحقيق المعجزة وتأهيل الأفناك إلى الدور الثاني من المونديال. ابن «كاستر» الفرنسية من أب تونسي وأم جزائرية ولد سفير سليتي تايدر في ال29 من شهر فيفري عام 1992، في بلدية «كاستر» التابعة لأحد أكبر المقاطعات الفرنسية «ميدي بيرينه» الواقعة في الجنوب الفرنسي، من عائلة مكونة من أب تونسي وأم جزائرية، أين ترعرع ونشأ الفرانكو تونسي- جزائري، وسط حي عرف فيه ولعه بالساحرة المستديرة، حيث كان يمارس اللعبة رفقة أقرانه الذين كان يفوقهم عزيمة وطموحا لكونه لقي تشجيعا منقطع النظير من العائلة، وخاصة من الأب والأخ الأكبر «نبيل» الذي يفوقه بعشر سنوات والذي بدأ ممارسة اللعبة قبله. مدرسة كاستر الكروية كانت أول مرحلة في مشواره بدأ النجم ذو الأصول المغاربية تلقي أبجديات الكرة المستديرة وهو في سن السادسة، وبالضبط في مدرسة مسقط رأسه «أف. سي. كاستر»، أين تلقى تايدر تكوينا مدرسيا رياضيا يُعنى بكرة القدم، حيث قضى فيه مدة ثماني سنوات كاملة استفاد منها بشكل كبير، عرف من خلالها عدة قواعد في هذه اللعبة أبرزها الانضباط والروح الرياضية، الأخلاق العالية وروح المنافسة، وكان أبرز ما جنى منه الفتى الموهوب من هذا التأطير جسما رياضيا وبنية مورفولوجية قوية، كانا لهما الأثر الإيجابي على لاعب نادي بولونيا الحالي. مر بنادي «ألبي» الرياضي قبل الانتقال إلى غرونوبل بعد قضاء أكثر من ثماني سنوات تدرج من خلالها في الفئات الشبانية في نادي «أف. سي. كاستر»، انتقل اللاعب الموهوب إلى مدينة ألبي القريبة من مسقط رأسه في الجنوب الفرنسي، لينخرط في نادي «اتحاد ألبي الرياضي»، وعمره لم يتجاوز بعد ال15 سنة، وهنالك قضى تايدر موسما واحدا، ولأنه كان يملك طموحا واسعا أراد سفير أن يكون في مدرسة ناد كبير يكون فريقه الأول ينشط في دوري الدرجة الأولى الفرنسي، فاقترح عليه الالتحاق بمدرسة نادي غرونوبل، من طرف بعض المتابعين والكشافين الذين كانوا مهتمين به، ليشد الشاب الصاعد الرحال من جديد عام 2007 إلى مدينة غرونوبل. تألق في الفريق الثاني لمدرسة غرونوبل في مدينة غرونوبل لم يكن المقربون من تايدر يتوقعون أن مستواه سيرتفع بسرعة في مدرسة هذا النادي الواقع في جنوب شرق فرنسا، حيث اكتشف الفرنسيون في سفير تايدر موهبة صاعدة وجب صقلها والاستفادة منها في المستقبل القريب، فكان على عاتق المدربين في تلك المدرسة تأطير تايدر من خلال منحه فرص للبروز في المباريات التي يشارك فيها الفريق الثاني في صنف الآمال، حيث استغل اللاعب هذه الفرصة وأثبت للجميع أنه يستحق التفاتة أكثر من المسؤولين على هذا الفريق. أول عقد احترافي مع غرونوبل واللاعب يكتشف أجواء «الليغ1» بعد مرور عامين عن التحاقه بمدرسة غرونوبل الفرنسي، وبعدما قدم مستويات ومهارات عالية في الفريق الثاني لنادي غرونوبل، تشجعت إدارة هذا الأخير عندما قررت ترقية اللاعب الفرانكو- جزائري، إلى صنف الأكابر، ليوقع سفير تايدر أول عقد احترافي له في موسم 2009-2010 لمدة ثلاث سنوات وهو لم يكمل بعد ربيعه ال17، وسجل الفرانكو-جزائري أول ظهور له بقميص ناديه الجديد في البطولة الفرنسية، خلال آخر مباراة لفريقه في ال10 من شهر ماي عام 2010 أمام متصدر»الليغ1» في ذلك الوقت نادي مرسيليا، يذكر أن تايدر لم يلعب كثيرا في موسمه الأول مع غرونوبل، لكون الفريق كان يصارع في ذلك الموسم على البقاء، والذي لم ينجح في تحقيقه ليسقط النادي لدوري الدرجة الثانية الفرنسية بعد احتلاله المركز الأخير برصيد 23 نقطة. قدم أول موسم استثنائي له مع غرونوبل في «الليغ2» قدم «الفنك» الجزائري القادم أول موسم استثنائي له مع نادي غرونوبل في دوري الدرجة الثانية الفرنسي موسم 2010-2011، حيث كان تايدر رقما مهما في تشكيلة نادي جنوب الشرق الفرنسي، بعد أن حظي بمكانة أساسية في الفريق استطاع منها أن يقدم عروضا ومستويات قوية خلال 28 مباراة، لعب منها 25 لقاء كأساسي سجل فيها هدفا وحيدا، للعلم أن مركز تايدر هو وسط ميدان هجومي، حيث يساهم كثيرا في بناء اللعب، ولكن المشاكل المالية التي كان يتخبط فيها فريقه في ذلك الموسم، تقرر معاقبة النادي من طرف الرابطة الفرنسة لكرة القدم، بإسقاطه للدوري الدرجة الخامسة، فكان على تايدر البحث عن فريق جديد وربما تغيير الأجواء الفرنسية تماما. اللاعب كان متابعا من عدة أندية أوروبية وإيطاليا كانت وجهته مع تألقه في فريقه السابق في البطولة الفرنسية الثانية، كان سفير تايدر مراقبا من بعض كشافي الفرق الأوروبية، ومنذ ولوجه عالم الاحتراف في كرة القدم، كان يسر لمقربيه أنه يريد خوض تجربة في الدوري الإيطالي في المستقبل، ولأن العديد من الأندية الأوروبية اتصلت به من أجل الاستفادة من خدماته، فرح كثيرا تايدر باهتمام نادي بولونيا الإيطالي به، فقرر دون تردد الانتقال إلى إيطاليا وخوض التجربة التي لطالما أراد أن يعيشها ويكتشف أجواءها، ليوقع عقده الاحترافي الثاني في الرابع من شهر جويلية عام 2011 والذي يدوم إلى غاية عام 2015. ظهر بوجه مشرف خلال أول لقاء له في «السري أ» أمام الميلان سجل تايدر أول مشاركة له تحت ألوان ناديه الإيطالي الجديد، في شهر نوفمبر 2011، وكان ذلك لحساب لقاء كأس إيطاليا الذي جمع فريقه بأف. سي. كروتون، وبعد شهر من ذاك اكتشف الفرانكو- جزائري أجواء وقوة دوري الدرجة الإيطالية الأولى، من خلال أول ظهور له أمام فريق إيطالي كبير هو نادي الميلان العريق، أين استطاع أن يسجل تايدر ظهورا مشرفا في هذا اللقاء منذ إقحامه كبديل، خاصة وأنه ساهم في تحقيق التعادل أمام خصم عنيد مدجج بنجوم عالمين، الذين احتك بهم لأول مرة في مسيرته الكروية، وكان أبرزهم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش، باتو وروبينيو البرازيليين. مباراة نابولي كانت نقطة تحول في مشواره الحالي بإيطاليا لحساب الجولة ال18 من الدوري الإيطالي موسم 2011-2012، وفي لقاء احتضنه ملعب «سان باولو» بمدينة نابولي، وهو اللقاء الذي أشرك فيه المدرب السابق لنادي بولونيا بيار باولو، الفتى الموهوب كأساسي في تشكيلته، أظهر تايدر مستوى أبهر به من تابع ذلك اللقاء القوي الذي جمع فريقه بمضيفه نابولي، حيث ساهم بشكل كبير مع رفاقه في فرض التعادل على أصحاب الأرض بنتيجة (1-1)، في مواجهة اختير فيها لاعب الخصر المقبل رجل اللقاء، ونال بعدها صاحب ال20 ربيعا في ذلك الوقت ثناء كبيرا من طرف الطاقم الفني لفريقه ومن زملائه على وجه خاص، كما زادت شعبيته لدى جماهير نادي بولونيا الإيطالي المعروفة بعشقها المجنون لفريقها. تألقه في بولونيا جعله يطرق أبواب العملاق «الإنتر» لم يمر تألق الشاب سفير تايدر في بولونيا دون أن يجلب إليه اهتمام كشافي أكبر أندية «الكالتشيو»، حيث دخلت عدة فرق سباق الفوز بخدماته الصائفة الفارطة لكن إدارة مسيري نادي إنتر ميلان بقيادة مالكه الجديد،الأندونيسي ثوهير جعلت الكفة تميل لصالح قلعة «النيراتزوري» ويوقع بذلك لاعب الخضر لصالح الإنتر رغم بقاء ملكية عقده مشتركة بين بولونيا والفريق الأزرق والأسود ويدخل بذلك تايدر مرحلة جديدة في حياته بعض انضمامه لأحد أكبر وأعرق الأندية الإيطالية. بداية موسم مشرفة ونصف موسم ثان على دكة البدلاء رغم امتلاك فريق الإنتر للاعبين كبار في وسط الميدان الاسترجاعي إلا أن ذلك لم يقف حائلا في وجه الدولي الجزائري سفير تايدر الذي عرف كيف يقنع المدرب والتر ماتزاري بضرورة ضمه للتشكيلة الأساسية بعد أسابيع قليلة فقط من التحاقه بالفريق وبدوره بصم سفير على بداية موسم جيدة لكن دوام الحال من المحال، حيث سرعان ما عاد الجزائري إلى دكة البدلاء ولم يعد المسؤول الأول عن الطاقم الفني للنيراتزوري يستعمله إلا نادرا خلال مرحلة العودة لتتأزم أوضاع اللاعب المقبل على لعب مونديال البرازيل مع المنتخب الجزائري. يحلم بالانضمام إلى ناد إسباني كبير مثله مثل أي لاعب طموح يأمل نجم الخضر القادم أن يلعب في يوم ما ضمن أحد أكبر الأندية الأوروبية العريقة، حيث سبق وأن أبدى عن أمله في الانضمام لأحد الأندية الإسبانية على وجه الخصوص، ولم لا أحد فرقها كبيرة، يستطيع من خلاله تحقيق الكثير من الألقاب، ولكي تكون له فرصة لإثبات قدراته أمام نجوم الليغا الإسبانية. مثّل المنتخب الفرنسي في الفئات الشبانية بالعودة إلى بداية المشوار في فرنسا ولأنه تألق منذ الصغر في نادي غرونوبل الفرنسي، كانت لتايدر فرصة حمل قميص المنتخب الفرنسي ليمثل «الديوك» في مختلف اللقاءات الدولية التي خاضها المنتخب الفرنسي، والتي منها تصفيات كأس أوروبا للأمم لأقل من 19 سنة، أين ساهم في تحقيق تأشيرة التأهل إلى البطولة الأوروبية التي ستقام في إيطاليا هذا العام، بعد أن سجل هدفين خلال خمس مباريات خاضها في هذه التصفيات، كما سبق له وأن لعب ثلاثة لقاءات دولية ودية في فئة أقل من 18 سنة، أما عن آخر مشاركة له مع «الزرق» فكانت مع منتخب أقل من 20 سنة، حيث سجل حضوره في ثلاث مناسبات ودية لم يحرز فيها أي هدف. اللاعب كان مفاجأة حاليلويتش في مباراة البينين بعد أن مثل المنتخب الفرنسي في الفئات الشبانية وجلب إليه الأنظار لم يجد رئيس الفاف محمد روراوة حرجا في الاتصال باللاعب ليعرض عليه فكرة التحول للدفاع عن قميص الخضر موازاة مع اتصال مسؤولي الجامعة التونسية لكرة القدم من أجل ضم اللعب لصفوف نسور قرطاج لكن حجج «الحاج» كانت أقوى واختار اللاعب الجزائر ليدخل سفير المنافسة مباشرة مع محاربي الصحراء انطلاقا من التصفيات المؤهلة للمونديال البرازيلي ليكون مفاجأة المدرب البوسني وحيد حاليلوزيتش، في المباراة التي واجه فيها الخضر منتخب البينين في إطار الجولة الثالثة من تصفيات مونديال 2014، وبدوره كان لاعب بولونيا آنذاك في الموعد وأدى مباراة قوية سجل فيها أول أهدافه مع المنتخب لتنطلق قصة العشق بينه وبين مشجعي الخضر بعدها. حاليلوزيتش لا يحمله في قلبه وروراوة فرضه في قائمة المونديال رغم البداية الموفقة لتايدر مع المنتخب الجزائري والمباريات الكبيرة التي قدمها مع الخضر إلا أن ذلك لم يشفع له عند الناخب الوطني وحيد حاليلوزيتش الذي يبدو أنه لا يحمل لاعب الإنتر في قلبه، حيث ظل يبحث له عن الأسباب لإبعاده عن الخضر وجاءت مباراة بوركينافاسو المؤهلة للمونديال لتحدث القطيعة بين الرجلين بإبعاد سفير عن القائمة المعنية بالمواجهة وتم إبلاغه من طرف عضو الطاقم الفني سمير بريكسي بالأمر ليشق بذلك اللاعب الشاب عصا الطاعة على مدربه ويعلن تمرده ورغبته في مغادرة مقر تربص الخضر بسيدي موسى محدثا حالة طوارئ داخل محيط المنتخب ويضطر القائد مجيد بوقرة للتدخل وإقناع اللاعب بالبقاء وهو ما حدث بالفعل وتبدأ مشاكل سفير مع «حاليلو» ويضطر رئيس الفاف إلى التدخل وفرض اللاعب على حاليلوزيتش في قائمة المونديال رغم ابتعاده عن المنافسة سيما أن ارتباطه بعقود إشهارية مع إحدى المؤسسات الراعية للمنتخب حتم وضعه ضمن قائمة ال23التي سيعلن عنها قريبا.