أكد أغلب التقنيين الجزائريين وبعض الأجانب الذين تحدثنا إليهم أمس بخصوص قضية هوية المدرب القادم الذي سيتولى شؤون العارضة الفنية للمنتخب الجزائري أن روراوة مدعو لتجنب الخيار الأجنبي وضرورة التفكير في إسناد المهمة لطاقم فني محلي يكون قادرا على تحقيق نتائج في المستوى مع الخضر مستقبلا خاصة أن محدثينا أكدوا على نقطة مهمة وهي أن أغلب المدربين الأجانب الذي تولوا شؤون تدريب المنتخب الجزائري في الماضي فشلوا في المهمة التي أسندت لهم خاصة أنهم لم يكونوا في المستوى. أما عن قضية شغور المديرية التقنية للمنتخب الجزائري بعد إقالة فضيل تيكانوين، أكد أغلب التقنيين الذين تحدثت إليهم "الخبر الرياضي" أن عدم وجود تقني يؤطر مختلف المنتخبات الوطنية هو الذي ساهم بشكل وافر في وصول الخضر إلى هذا الوضع وانتكاسة مراكش ما هي تحصيل حاصل لغياب دور هذه المديرية. مواسة: «المدرب الأجنبي لا بد أن يكون كبيرا حتى نتجنب الوقوع في أخطاء الماضي» كشف المدرب كمال مواسة في حديث جمعه أمس ب»الخبر الرياضي» أنه كان من الفروض علينا أن نتجنب الحديث عن هوية المدرب الوطني الذي بإمكانه قيادة سفينة المنتخب الوطني في الوقت الراهن ، لأن مهنة التدريب ببساطة هي مهنة عاملية،حيث قال « وبالنسبة لمستقبل المنتخب الجزائري أعتقد أننا إذا اخترنا خيار المدرب الأجنبي فلا بد أن يكون من العيار الثقيل وله سجل كبير حتى نتجنب الوقوع في أخطاء الماضي، أنا أظن أنه إذا لم نتمكن من جلب مدرب أجنبي بالمواصفات التي ذكرتها فالمدرب المحلي أفضل». «كل المدربين الأجانب الذي مرّوا علينا فشلوا باستثناء روغوف» أكد مواسة أن كل المدربين الأجانب الذين مروا على العارضة الفنية للمنتخب الجزائري أثبتوا فشلهم الذريع باستثناء الداهية الروسي «روغوف»، حيث ساهم في تكوين إطارات ومدربين جزائريين وأيضا ساهم في اكتشاف نجوم الكرة الجزائرية ومنحهم فرصة التألق في المنتخب الوطني، فما عدا ذلك فكل المدربين الأجانب الذين مروا على العارضة الفنية للخضر جاؤوا من أجل جيوبهم ومصالحهم الشخصية وفقط أضاف المدرب القالمي. «هؤلاء الأجانب يعتبرون الجزائر البقرة الحلوب» ذهب المدرب الحالي لمولودية باتنة إلى أكثر من ذلك، حينما أكد «للخبر الرياضي» أن المدربين الأجانب الذين قدموا إلى الجزائر كان ذلك من أجل المصلحة المادية وفقط، لأنهم وببساطة يعتبرون هذا البلد بمثابة البقرة الحلوب التي يسترزقون منها لأنهم لن يتحصلوا على راتب كالذي تخصصه لهم الاتحادية الجزائرية وما تجربة ليكنس، كفالي وواسايج لخير دليل. «لا أرغب في رؤية الجزائر حقلا للتجارب لمدربين الفاشلين» لم يتوقف مواسة عند هذا، بل أراد أن يشير إلى نقطة في غاية الأهمية بالنسبة له ولمستقبل الكرة الجزائرية، حيث قال:» أنا كجزائري لا أرغب في رؤية هؤلاء المدربين الأجانب الفاشلين يجعلون من الجزائر حقلا لتجاربهم، حيث وفي كل مرة يفشل فيها المنتخب الوطني في الوصول إلى هدفه المسطر نرى مدربا أجنبيا من المستوى الثالث لا يكاد يعرفه أحد يتولى زمام الأمور في العارضة الفنية للمنتخب ويجعله حقلا لتجاربه الخاصة التي تكون دائما فاشلة». «أكبر مُعضلة تعاني منها الكرة الجزائرية غياب المديرية الفنية» أرجع مدرب البوبية نكسات المنتخب الوطني الجزائري المتكررة إلى غياب المديرية الفنية التي تسهر على التخطيط لكل شيء يخص مستقبل المنتخبات الوطنية ككل، حيث قال بالحرف الواحد:» أكبر مشكلة تعاني منها الكرة الجزائرية غياب المديرية الفنية، فكل الدول المتقدمة لها مديريين فنيين يشرفون على منتخباتها الوطنية وهو ما ينعكس بالإيجاب على نتائجها، حيث يعمل هؤلاء على وضع مخططات على المدى المتوسط والبعيد وهو الشيء الغائب عندنا، ليست لدينا مديرية فنية بدليل أننا لم نحضر أي خليفة للشيخ رابح سعدان بعد المونديال، فلو كانت لدينا مديرية فنية لكانت قد خططت لوضع مدرب كفء لخلافة سعدان». « المدربون المحليون هم من صنعوا أمجاد المنتخبات الإفريقية» كما لم يرغب مدرب مولودية باتنة كمال مواسة إنهاء حديثه دون التأكيد على أنه يُفضل المدرب المحلي على الأجنبي، حيث قال:» كل المنتخبات الإفريقية التي تُوجت بالألقاب والكؤوس كانت بفضل مدربين محليين أشرفوا على العارضة الوطنية لمنتخباتهم وأترك لكم التعليق في الأخير». بلومي: «المدرب الأجنبي أصبح خيارا فعالا في الفترة الحالية» يرى النجم الدولي الأسبق لخضر بلومي، أنه لا يعارض فكرة تعيين مدرب أجنبي في الفترة المقبلة، بعد رحيل عبد الحق بن شيخة، بشرط أن يكون التقني الذي يقع عليه الاختيار معروف و يتم الاتفاق معه على هدف تأهيل الخضر إلى مونديال 2014 مع الاعتماد على العناصر المحلية التي برزت في دورة السودان الأخيرة إلى جانب أحسن الوجوه التي تلعب مع المنتخب الأولمبي الذي يشرف عليه آيت جودي و حسب بلومي، فإن الخيار المحلي لم يعد فعالا في الفترة الحالية، مادامت التجربة أثبتت فشلها و لتفادي تكرار سيناريو سعدان وبن شيخة، فإنه من الأحسن أن يتم الاعتماد على الخبرة الأجنبية حتى يتطور مستوى الكرة الجزائرية و يسترجع الفريق هيبته و شخصيته في اللعب و بالأخص الطريقة الجزائرية التي افتقدناها وفي نفس الوقت المساهمة في صقل قدرات اللاعب المحلي، وهو الدور الذي لا يمكن للمدرب المحلي القيام به. شدد صاحب الكرة الذهبية ل81، على أن المدرب الجديد مطالب بالتركيز على عدد معيّن فقط من المحترفين، واصفا ما حدث بالمغرب ب» الدرس الذي يجب أن نحفظه لتجنب الوقوع مجددا في نفس الفخ». و حسب المتحدث فإن عهد المحترفين قد ولىّ. «المديرية الفنية لا دخل لها في مسألة نجاح المدرب» أما بشأن قضية غياب مديرية فنية وطنية، أكد بلومي، أنه لا دخل للأخيرة في مسألة نجاح المنتخب الوطني من عدمه على اعتبار أن هناك عدة تقنيين محليين يمكنهم القيام بدور تكوين المدربين و تأطير المنتخبات الوطنية، لكن فيما يخص الفريق الأول فإن الأمر يختلف و الظرف الذي تمرّ بها الكرة الجزائرية، يستدعي وضع الثقة في المدربين الأجانب على شاكلة جيراننا المغاربة.