أخيرا انتهى السوسبانس الذي كان مفروضا على مستوى قمة ترتيب هدّافي الرابطة المحترفة الأولى وذلك بنهاية البطولة التي حسم صدارة ترتيب هدّافيها لاعب شبيبة القبائل إيبوسي الذي خطف جائزة "الخبر الرياضي" من هدّاف مولودية العلمة حميتي الذي كان قبل أمتار قليلة من خط الوصول المرشح الأبرز للتتويج بالنسخة الثالثة من "الحذاء الذهبي" ولكن اللاعب الكاميروني إيبوسي كان له رأي آخر بفضل النفس الثاني الذي أظهره في الجولات الأخيرة ما جعله يقلص فارق الأربعة أهداف عن حميتي ويتقدّم عليه بثلاثة أخرى. الكاميروني يتفوّق على مسعود وجاليت لم يكتف إيبوسي فقط بخطف "الحذاء الذهبي" لهذا الموسم بل إنّه سجل أكبر عدد ممكن من الأهداف في المواسم الثلاثة الأخيرة متقدما على محمد مسعود الذي توج بالنسخة الأولى من جائزة "الخبر الرياضي" بتسجيله 15 هدفا، وكذلك مصطفى جاليت الذي كانت أهدافه 14 كافية للتتويج بثاني حذاء ذهبي تقدمه مؤسسة الخبر، لينهي الهداف الكاميروني الموسم ب17 هدفا متأخّرا بهدف واحد عن هلال سوداني الذي كان هدّاف أول بطولة جزائرية محترفة. أول متوّج سيتحصّل على سيارة اللاعب الكاميروني لن يكتفي بالحصول على الحذاء المرصع بالذهب بل ستكون من نصيبه أيضا سيارة من آخر طراز بعد أن قررت "الخبر الرياضي" الرفع من قيمة الجائزة وهذا لتشجيع اللعب الهجومي، ويبدو أنّه من سوء حظ اللاعبين الجزائريين أنّ إيبوسي كان أكثر إصرارا على التتويج وهذا ما أكده في الجولات الأخيرة من البطولة، وهذا ما جعله يدخل القائمة الموسعة لمدرب منتخب الكاميرون المرشّح لتمثيل أبناء عيسى حياتو في مونديال البرازيل. ثاني أجنبيّ يتوّج هدافا للبطولة الجزائرية الامتياز الآخر الذي استحقه إيبوسي أنّه أصبح ثاني لاعب أجنبي يكون هدّافا للبطولة الجزائرية بعد اللاعب المالي عمر الشيخ دابو الذي نقش اسمه بالذهب في تاريخ كرة القدم الجزائرية موسم (2006-2007)، وذلك عندما تفوق على كل اللاعبين الجزائريين والأجانب وأنهى الموسم ب17 هدفا ليكون أول هدّاف أجنبيّ في تاريخ البطولة الجزائرية. دابو فعلها مع نفس الفريق وبنفس الحصيلة تشاء الصدف أن يكون الهدّافان الأجنبيان الوحيدان في تاريخ بطولة الجزائر ممثلين لفريق شبيبة القبائل، والغريب أنّ إيبوسي سجل نفس عدد الأهداف التي سجلها الشيخ عمر دابو قبل سبعة مواسم، ويبقى الاختلاف الوحيد هو جنسية اللاعبين، فالأول من جمهورية مالي أما إيبوسي فهو كاميروني. إيبوسي ثامن لاعب من الشبيبة يتوّج هدّافا للبطولة كما أصبح إيبوسي ثامن لاعب من شبيبة القبائل يتوج هدّافا للبطولة الوطنية، حيث كانت البداية موسم (76-77) مع مقران بيليش، ليأتي بعده الهدّاف التاريخي ناصر بويش الذي توج باللقب ثلاث مرات وهذا مواسم (83-84)، (85-86) و(88-89)، ليكون حاج عدلان ثالث لاعب قبائلي يكون هدّافا للبطولة وذلك في ثلاث مناسبات أيضا (89-90)، (93-94) و(94-95)، وفي موسم (98-99) كان فريد غازي لاعبا جديدا من الشبيبة يُعلَن هدّافا للبطولة، وبعده جاء الدور على حميد برقيقة في موسمين متتاليين (2004-2005) و(2005-2006) ليخلفه دابو في الموسم الموالي، وكان نبيل حيماني آخر لاعبي شبيبة القبائل من توّج بلقب هدّاف البطولة وذلك في موسم (2007-2008). بويش يبقى الهدّاف التاريخي للبطولة الوطنيّة العودة إلى التاريخ تجعلنا نتوقف عند ما فعله لاعب شبيبة القبائل السابق ناصر بويش الذي يبقى الهدّاف التاريخي للبطولة الوطنية، فبالإضافة إلى أنه توّج ثلاث مرات باللقب فقد كان صاحب أكبر عدد من الأهداف حتى الآن، وذلك عندما سجل 36 هدفا موسم (85-86)، ورغم مرور 24 سنة والكثير من المهاجمين الممتازين على البطولة الوطنية إلا أنّه لا أحد تمكن من تحطيم هذا الرقم الذي سيصمد بالتأكيد لسنوات طويلة أخرى. حميتي ضيّع اللقب في الأمتار الأخيرة تتويج إيبوسي بجائزة "الحذاء الذهبي" لا يجعلنا نتجاهل ما حققه فارس حميتي الذي عادل رقم جاليت ولكن دون أن يتوّج، فلاعب مولودية العلمة سجل 14 هدفا وكان قريبا جدا من اللقب إلا أنّ تراجع فعاليته في الجولات الأخيرة حرمه من ذلك، حيث أنّه في الجولة 22 كان حميتي يتقدم على إيبوسي بأربعة أهداف، قبل أن يلحق به هذا الأخير في الجولة 25 ب13 هدفا، ليسجل اللاعب الكاميروني أربعة أهداف أخرى فيما اكتفى فارس العلمة بهدف وحيد وضعه في المركز الثاني. بوڤروة هدّاف مرحلة العودة ربما لو امتدت البطولة الوطنية لثلاث أو أربع جولات أخرى لتمكن لاعب أمل الأربعاء بوڤروة من خطف "الحذاء الذهبي" من إيبوسي، حيث معدل التهديف عند بوڤروة كان مرتفعا جدا في مرحلة العودة، ففي الوقت الذي أنهى فيه لاعب الأمل مرحلة الذهاب بهدف وحيد سجّله في الجولة الأخيرة أمام المولودية تمكن من تسجيل 12 هدفا في الجزء الثاني من البطولة، في حين أن إيبوسي سجل 11 هدفا في العام الجديد مقابل 6 أهداف فقط لحميتي، وهذا ما يجعل بوڤروة هدّاف مرحلة العودة. * جاليت اكتفى بتسجيل أول أهداف البطولة يبدو أنّ حصول جاليت على جائزة "الحذاء الذهبي" في نسخته الماضية لم يخدمه، حيث كان بعيدا عن مستواه هذا الموسم، ولعل البصمة الوحيدة التي تركها أنّه كان صاحب أول أهداف البطولة خلال اللقاء المقدم عن الجولة الأولى أمام شبيبة بجاية، وهو أول لقاء يكون فيه الفوز من نصيب الزوار. * بوقلمونة يسجّل آخر الأهداف عرف ملعب 20 أوت ببشار آخر أهداف بطولة موسم (2013-2014)، وذلك في لقاء شبيبة الساورة وأهلي البرج وهو هدف لاعب الشبيبة بوقلمونة الذي أنهى مهرجان الأهداف بتسجيله الهدف الرابع الذي كان آخر كرة تدخل الشباك. * 504 عدد الأهداف في 30 جولة تحطيم إيبوسي لرقم محمد مسعود قابله ارتفاع في عدد الأهداف المسجلة والذي وصل بنهاية الموسم إلى 504 هدفا وهي حصيلة تزيد عن ما سجل الموسم الماضي ب38 هدفا، حيث كان عدد الأهداف المسجلة في الموسم السابق 466 هدف. * بن يطو صاحب الهدف 500 كان لاعب مولودية وهران بن يطو صاحب الهدف 500، حيث كان هدفه الذي جاء عن طريق ركلة جزاء في شباك أمل الأربعاء عندما عادل النتيجة لفريقه هو هدف المئوية الخامسة، في حين كان لاعب شبيبة الساورة طوبال صاحب أول هدف في المئوية السادسة والتي لم تكتمل. * أوودو كان منافسا حقيقيّا تألق الأفارقة في بطولة هذا الموسم أكده أيضا لاعب شبيبة الساورة أوودو الذي أنهى البطولة بتسعة أهداف وأغلبها كانت في المرحلة الثانية ولو بدأ هذا اللاعب البطولة مع فريقه لكان ربما المتوج بالجائزة بالنظر إلى الإمكانات الكبيرة التي أظهرها رغم أنّ شبيبة الساورة اكتفت باللعب على البقاء فقط. * 4 لاعبين تجاوزوا حاجز 10 أهداف لم يتمكن إلا أربعة لاعبين من تجاوز عتبة العشرة أهداف في 30 مقابلة، ويقودهم هدّاف البطولة إيبوسي ب17 هدفا، ويأتي بعده حميتي ب14 هدفا ثم بوڤروة ب13 هدفا، وأخيرا بوالمدايس الذي سجل 12 هدفا، وهذا يعكس افتقاد البطولة الجزائرية لرأس حربة حقيقي. * لاعبان فقط سجّلا عشرة أهداف كما أن هناك لاعبين فقط سجلا 10 أهداف وهما نور الدين دهام لاعب جمعية الشلف الذي كان المرشح الأبرز للتتويج بجائزة "الحذاء الذهبي" بعد الفعالية الكبيرة التي أظهرها في مرحلة الذهاب ولكن مستواه تراجع كثيرا في مرحلة العودة ولم يسجل إلا هدفا واحدا، كما أنّ مدافع مولودية الجزائر عبد الرحمان حشود سجل بدوره 10 أهداف وهو رقم جيد لمدافع. * بطل الموسم بلا هدّاف حقيقي المثير للانتباه في بطولة الموسم المنتهي أن أقوى فريق وهو اتحاد العاصمة لا يملك هدافا حقيقيا، حيث ورغم الترسانة الهائلة التي تضمها تشكيلة أوبرت فيلود إلا أنّه ولا لاعب كان قادرا على المنافسة على جائزة "الحذاء الذهبي"، حيث أنّ صاحب أكبر عدد من الأهداف في الفريق العاصمي لم يتجاوز عداده الستة أهداف وهو أحمد قاسمي. * …وبأقوى هجوم في البطولة رغم أنّ اتحاد العاصمة لا يملك هدافا حقيقيا إلا أنّه أنهى البطولة كأقوى هجوم وذلك بتسجيل 47 هدفا، يليه هجوم وفاق سطيف ب40 هدفا وفي المرتبة الثالثة نجد هجوم شبيبة القبائل وشبيبة الساورة ب39 هدفا، أما أضعف هجوم في بطولة الموسم المنتهي فهو هجوم شباب عين فكرون الذي لم يتمكن من تسجيل أكثر من 16 هدفا في 30 مقابلة. * الشبيبة والاتّحاد أقوى دفاع كما يعتبر دفاع اتحاد العاصمة الأقوى في البطولة، حيث لم يتلقى إلا 21 هدفا، ولكن يتشارك في الصدارة مع وصيفه شبيبة القبائل، في حين احتل دفاع أهلي البرج المرتبة الأخيرة ب47 هدفا متأخّرا عن دفاع شبيبة بجاية الذي تلقى 44 هدفا.