بعد الإنجاز غير المسبوق للمنتخب الوطني الجزائري بتحقيقه التأهل للدور الثاني، احتفلت كل الأمة العربية بهذا الإنجاز التاريخي وتوحد كل العرب في ليلة بيضاء شهدتها مختلف العواصم العربية، وكان المنتخب الجزائري سببا في إدخال بصيص من الفرحة إلى قلوب الكثير من الشعوب العربية التي تعيش ظروفا قاسية كالحرب في سوريا، التوتر في ليبيا، المغرب والمشاكل السياسية، موريتانيا والظروف المعيشية الصعبة حيث أن الجميع خرج للاحتفال بفوز الجزائر وتأهلها ليتوحد العرب بعد «أن اتفقوا على أن لا يتفقوا». مقاهي مكتظة عن آخرها واحتفالات ضخمه تشل الحركة بالعاصمة التونسية عندما أشارت عقارب الساعة إلى التاسعة مساء، فرغت شوارع العاصمة التونسية من المارة، أملا في حجز مقعد أمام إحدى الشاشات لمشاهدة مباراة الجزائروروسيا، فقد نشطت المقاهي التونسية بشكل غير مسبوق وازدحمت بالمتابعين للمباراة، وما أن أعلن الحكم عن نهاية اللقاء بتأهل الجزائر التاريخي للدور الثاني للمونديال حتى تحول الهدوء إلى احتفالات صاخبة، واحتشدت الجماهير متوجهة إلى قلب العاصمة وتسببت في توقف حركة المرور نتيجة ازدحام المارة والسيارات، والجميع يرفع أعلام الخضر. التونسيون: «ليست فرحتكم وحدكم ونقاسمكم المشاعر» شارك التونسيون إخوانهم الجزائريين المتواجدين في تونس فرحتهم بالتأهل واستمرت الاحتفالات حتى الساعات الأولى من الصباح، وسجلت الأغاني الجزائرية حضورها وسط الفرحة التونسية في مشهد يعبر عن مدى الفرحة العارمة التي شعر بها العرب جميعا، ووصفت الجماهير فرحتها بالتأكيد على أن الإنجاز الذي حققه الجزائريون في مباراة روسيا لا يمثل الخضر وحدهم بل أن نسور قرطاج لو كانوا طرفا في المباراة فستكون الفرحة مساوية لما يشعرون به الآن من بهجة. السوريون تحدو الخوف وخرجوا في وقت متأخر للاحتفال بالإنجاز الجزائري تحدى السوريون الخوف وخرجوا من منازلهم في وقت متأخر مساء الخميس لمتابعة لقاء المنتخب الجزائري والروسي في الجولة الثالثة الأخيرة من مباريات دور المجموعات بمونديال البرازيل، وبشغف كبير واهتمام ملفت تابع السوريون المواجهة المثيرة التي انتهت بالتعادل 1\1 ليضمن محاربو الصحراء مقعدهم في دور ال16 لأول مرة في تاريخهم وتبدأ الأفراح وإطلاق الأعيرة النارية ومسيرات الفرح بالإنجاز الكبير وهو مشهد غائب من بداية الأزمة السورية التي دخلت عامها الرابع. السوريون يخرجون من منازلهم ليلا لأول مرة منذ بداية الأزمة السورية كتبت الصحافة السورية كثيرا عن تأهل المنتخب الجزائري للدور الثاني لأول مرة في تاريخه ولكن ما شد انتباه الصحافة السورية هو خروج الشعب السوري ليلا للاحتفال بتأهل الخضر لأول مرة منذ بداية الأزمة السورية، وهي سابقة أولى من نوعها ، حيث لم تقدر السياسة على إسعاد الشعب السوري ولكن هدف سليماني أخرجهم للشوارع متحدين الخوف، ويمكن لهذا الخروج بسبب المنتخب الجزائري أن يغير الكثير في سوريا وقد يتعود السوريون على الخروج ليلا بعد أن خاطروا بسبب الجزائر وينهون سكون سوريا ليلا. المغاربة يتناسون المشاكل السياسية ويؤكدون فرحتهم بالإنجازات الجزائرية مرة أخرى يحوز محاربو الصحراء على إعجاب الجماهير المغربية التي حرصت على التواجد بأعداد قياسية بالمقاهي لتشجيع زملاء إسلام سليماني وهم يخوضون مباراة فاصلة أمام الدب الروسي والتي كانت شاهدة على عبور تاريخي للخضر لدور الثمانية، وهي المحطة غير المسبوقة على الإطلاق بتاريخ حضور الجزائر مسابقة كأس العالم. المغاربة قاسموا الجزائريين فرحتهم وخرجوا للاحتفال تباين حجم الاهتمام بين مناصري المدن الداخلية ومدن الشرق القريبة جدا من الجزائر،إلا أن الدعم ظل هو نفسه والتفاعل الكبير مع أداء منتخب المحاربين،ولا سيما بعد إدراك هدف التعادل مطلع الجولة الثانية الذي كان كافيا لفرملة منتخب روسي لم يكن يملك من الخيارات غير تحقيق الانتصار لتأمين عبوره، وكما كان الشأن عقب الفوز العريض أمام كوريا الجنوبية،أطلق عدد من مناصري منتخب الأسود العنان لفرحتهم بمشاركة الجزائريين نشوة التأهل للدور الثاني وهو الإنجاز الذي عادل من خلاله منتخب الجزائر إنجازا قديما يعود لسنة 1986 وبالضبط بمونديال المكسيك حين كان المنتخب المغربي أول منتخب عربي إفريقي يضمن تواجده بالدور الثاني. المغاربة: «الجزائر تستحق الإنجاز التاريخي وحفظت ماء وجه العرب» تعزز رصيد المنتخبات العربية التي استطاعت عبور حاجز الدور الأول لثلاثة، حيث التحق منتخب الجزائر بالمنتخبين المغربي والسعودي، وغمرت مواقع التواصل الاجتماعي»الفيسبوك» تعليقات وتغريدات من مدونين مغاربة أجمعوا على استحقاق الجزائر لإنجازها التاريخي هذا والذي أنقذ ماء وجه الكرة العربية بهذا الحدث الكروي الكوني. نواكشوط تسهر على وقع الاحتفال بتأهل الجزائر التاريخي احتفل المئات من الشباب الموريتاني وسكان العاصمة نواكشوط وعشرات الجزائريين القاطنين في موريتانيا، بالتأهل التاريخي الذي حققه المنتخب الجزائري عشية أول أمس الخميس للدور الثاني من نهائيات كأس العالم المنظم في البرازيل. مسيرات حاشدة جابت شوارع العاصمة الموريتانية نواكشط مباشرة بعد صافرة نهاية مباراة منتخب الخضر أمام الدب الروسي، معلناً تأهل المنتخب الجزائري، بدأت المسيرات تجوب الشوارع الكبيرة في العاصمة نواكشوط، وهي تحمل الأعلام الجزائرية وتردد الشعارات المؤيدة لممثل العرب الوحيد في كأس العالم. «الراي» زهى الموريتانيين في شارع «شارل ديغول» على ناصية شارع «شارل ديغول»، وسط نواكشوط، تجمعت عشرات السيارات وهي تطلق أبواقها، وتصدح بموسيقى «الراي»، وفي وسط الحلقة شباب جزائريون وموريتانيون يرقصون ويغنون، فرحاً بالتأهل العربي للدور الثاني من نهائيات كأس العالم. شاب موريتاني: «لقد حققت الجزائر ما عجزت عنه غانا وكوت ديفوار» يقول أحد الشباب الموريتانيين: «جئت هنا لأحتفل بهذا الإنجاز التاريخي لنا كعرب وأفارقة»، قبل أن يضيف: «لقد حققت الجزائر ما عجزت عنه غانا وكوت ديفوار، كان أداؤهم ضد روسيا مشرفاً واستحقوا الفوز ولكنهم في النهاية حققوا المطلوب»، احتفالات الموريتانيين بتأهل الجزائر أعادت إلى الأذهان الاحتفالات الهستيرية التي شهدتها نواكشوط عام 1998 عندما تمكن المنتخب الفرنسي آنذاك من الفوز بكأس العالم. احتفالات تعم الشارع الفلسطيني وعبارة «وان تو ثري فيفا لالجيري» دوت غزة تأهل منتخب الجزائر «محاربو الصحراء»، فجر الجمعة إلى الدور الثاني في كأس العالم في البرازيل، بعد احتلاله المركز الثاني برصيد أربع نقاط في أعقاب تعادله 1-1 مع الدب الروسي، ضمن المجموعة الثامنة، وهور التأهل الذي أسعد كثيرا الشعب الفلسطيني الذي تربطه علاقة أكثر من أخوية مع الشعب الجزائري الذي لم ينس فلسطين في كل مناسبة. الفلسطينيون عاشوا ليلة بيضاء أنستهم مآسيهم في أعقاب انتهاء المباراة وتأهل الجزائر، خرجت الجماهير الفلسطينية إلى الشارع احتفالاً بالإنجاز العربي، ورفع الشبان أعلام فلسطينوالجزائر، وساروا بمواكب سيارات وهم يطلقون أبواقها ويهتفون لفلسطين وللجزائر، وكانت الفرصة مواتية قليلا للشعب الفلسطيني من أجل التعبير عن فرحته ونسيان المآسي التي يتعرض لها هذا الشعب يوميا، لتكون ثاني فرحة بالنسبة لهم بعد أن تمكنوا من التأهل لأمم آسيا 2015 بأستراليا. فلسطيني: «الجزائريون يساندوننا دائما، لم ينسونا في كل مناسبة وهذا أقل شيء نقوم به لأجلهم» تحدث أحد الشباب الفلسطينيين عن تأهل المنتخب الجزائري وعن الفرحة العارمة التي عمت شوارع غزة وقال: «الجزائريون يساندوننا دائما هم إخوتنا لم ينسونا في كل مناسبة واحتفالنا بتأهل الجزائر أقل ما يمكننا فعله تعبيرا لحبنا لهذا المنتخب العربي الكبير ومقاسمة أشقائنا الجزائريين فرحتهم لأنهم يقاسموننا أحزاننا». «رحلة الأمل» الكويتية تحتفل مع الجزائريين بالتأهل إلى الدور الثاني احتفل أعضاء وطاقم باخرة (رحلة الأمل) الكويتية بتأهل المنتخب الجزائري لكرة القدم إلى الدور الثاني في منافسة كأس العالم بالبرازيل 2014، وهنأ عضو مجلس أمناء الرحلة ورئيس فريق إبحار الباخرة الراسية في الجزائر حاليا جاسم الرشيد البدر الجزائريين خاصة والعرب عامة بهذا الفوز التاريخي. كويتي: «هذا فوزنا جميعا ونشعر بما يشعر به الجزائريون» قال البدر في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) أن هذا الفوز ليس للجزائريين وحدهم ولكن لكل العرب باعتبار أن المنتخب الجزائري هو الفريق العربي الوحيد الذي وصل إلى منافسات كأس العالم بالبرازيل، وأكد هذا التأهل: «بعث الأمل في نفوسنا لأننا إخوة ونشعر بما يشعر به الجزائريون والأشقاء العرب معا»، ومن جانب آخر قال البدر أن باخرة رحلة الأمل تحمل «رسالة إنسانية راقية تهدف إلى إبراز وجه الكويت الحضاري ونقل تجاربها في رعاية ذوي الإعاقات الذهنية إلى العالم».