لم يخطئ من أطلق على رياضة كرة القدم، محبوبة الجماهير ومعشوقة الجميع، فهي الرياضة التي يعشقها الصغير والكبير الرجال والنساء، وكم هي جميلة تلكم الانتصارات التي يصنعها هذه الأيام منتخبنا الوطني، والأجمل من كل هذا أن توحد هذه الانتصارات كل الجزائريين حتى أولئك المقيمين في أقصى بقاع العالم كنيوزيلندا ومنطقة الكيبك بكندا وفي بلد الأرض المتجمدة ايسلندا وروسيا وفي قلب القارة الخامسة استراليا، وبأرض الحجاز والشام والمغرب العربي ودول أوروبا ودول الساحل الافريقي، كل جزائري في هذه الأماكن وغيرها ممن يعيش فوقها الجزائريون احتفلوا وكل واحد بطريقته الخاصة بنشوة التأهل الى الدور الثاني على حساب المنتخب الروسي. أقول أن فرحة الجزائريين ببلوغ منتخبنا الوطني الدور الثاني من مونديال البرازيل على حساب روسيا اخرجت جميع الجزائريين من بيوتهم وفي كل شبر من العالم إلى الشوارع، وراح أبناء وطننا العزيز يتغنى بحياة منتخبنا الوطني وبنجومه الكبار، وبالمدرب رابح سعدان، بل بحياة رئيسنا العزيز عبد العزيز بوتفليقة أطال الله في عمره وأبقاه عزيزا على الجزائريين. احتفالات الجزائريين تُدهش الخليجيين أول محطة نتوقف معها بخصوص افراح الجزائريين بتأهل منتخبنا الوطني إلى الدور الثاني لكأس العالم الجارية وقائعها بالبرازيل تكون بدول الخليج العربي، ممثلة بقطر والمملكة العربية السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدةوعمان والبحرين، فرغم أن نهاية اللقاء في هاته الدول كانت بعد منتصف الليل، إلا أن ذلك لم يمنع جاليتنا المقيمة في هاته الدول من ترك بيوتها والخروج إلى كبريات الساحات العمومية القريبة من مقر سكناهم، والكل يهتف بحياة الجزائر وبحياة المنتخب الوطني. فحسب الصور الرائعة التي نقلتها أكثر من قناة فضائية خليجية بخصوص افراح الجزائريين في هاته المنطقة، كانت مخل إعجاب ليس الخليجيين فحسب بل الأجانب المقيمين في هاته الدول. ففي دولة الإمارات العربية المتحدة، وحسب قناة ابو ظبي أن مئات من الجزائريين جابوا أهم شوارع الإمارات السبعة، ففي إمارة ابو ظبي والتي يسكن بها اكبر عدد من الجالية الجزائرية في دولة الإمارات، فقد شهد تفق أعداد كبيرة من الجزائريين شباب وشابات الكل يتغني ويهتف بحياة منتخبنا الوطني. وغير بعيد عن دولة الإمارات، في قطر والسعودية والكويت، شهدت كبريات مدن هاته الدول خروج العشرات الجزائريين، إلى الشوارع والأماكن العمومية للاحتفال بتأهل العظيم لمنتخبنا على حساب روسيا. ففي المملكة العربية السعودية التي يوجد بها أكبر عدد من الجالية الجزائرية في منطقة الخليج العربي فقد عبر أبناء وطننا العزيز خاصة المقيمين في مكة المكرمة والمدينةالمنورةوجدة خروج العشرات من الجزائريين إلى الشوارع، وشكل لوحدهم في مكة المكرمة طابورا كبيرا من السيارات، خاصة بعد أن انضم إليهم المئات من السعوديين الذين وقفوا مشدوهين وهم يشاهدون الجزائريين يعبرون بطريقهم المختلفة عن حبهم للجزائر ولمنتخبنا الوطني. جاليتنا في لبنان وسوريا والأردن حولت الليل إلى نهار ونبقى بالقرب من منطقة الخليج العربي، لنحط رحالنا بأرض الشام، ممثلة بلبنان والأردن وسوريا، حيث لم تختلف افراح جالياتنا المقيمة في هاته الدول عن تلك الأفراح التي صنعها نظرائهم في دول الخليج العربي. ففي العاصمة اللبنانيةبيروت والتي يقطنها مئات الجزائريين، فقد فضل العديد منهم قضاء ساعات طويلة خارج بيوتهم وهم يجوبون شوارع بيروت، وقد وجد هؤلاء استحسانا من طرف الأمن اللبناني الذي سهل لهم السير دون أن يعترض أي أحد سبيل الجزائريين. نفس المشهد شهدته جاليتنا في سوريا فرغم محنة الحرب الأهلية التي ابتلى بها الله الشعب السوري هذا الشعب العظيم، فقد احتفل السوريون بتأهل منتخبنا الى الدور المقبل. ففي مدن حلب واللاذقية وحمص والعاصمة دمشق، حيث خرج المئات من الجزائريين والسوريين في هاته المدن، إلى الشوارع بعضهم فضل الاحتفال بحمله الراية الوطنية وهو يمجد العناصر الوطنية، فيما فضل الآخر الاحتفال من على سيارتهم، وقد منع الأمن السوري الجزائريين من الاحتفال بإشعال منبهات أصوات السيارات، كون توقيت نهاية اللقاء كان بعد الواحدة ليلا بتوقيت سوريا. في الأردن احتفالات الجزائريين كانت رائعة، حيث فضل الجزائريون المقيمون في العاصمة الأردنية عمان الاحتفال بالطريقة الأردنية وهو المشي جماعات عبر أهم شوارع عمان وهو يغنون بحياة المنتخب الوطني، وقد قابل الأردنيون خاصة النسوة منهن افراح جالياتنا بأرضهم بالزغاريد التي زادت أجواء أفراح الجزائريين جمالا. المصريون والتونسيون والمغاربة شاركوا الجزائريين أفراحهم من ارض الشام نطير بكم الى مصر، حيث احتفل الجزائريون الى جانب العديد من المصريين، شانهم شان الجزائريين المقيمين في كل من تونس والمغرب الأقصى، ففي تونس، خرج المئات من الجزائريين الى كبريات المدن الى جانب التونسيين والمغاربة احتفالا بهذا التأهل الأسطوري. نفس الشيء صنعه المغاربة، حيث حملت الصور التي بثتها القناة الفضائية (ميدي 1) والقناة المغربية الرياضية، أجواء فرحة الجزائريين في كبريات المدن المغربية، وعلى وجه الخصوص الدار البيضاء والمحمدية ومراكش ومكناس وفاس ووجدةالمدينة الواقعة على الحدود الغربية لجزائر، حيث صنع مئات الجزائريين رفقة عدد كبير من المغاربة عبر هاته المدن أجواء رائعة، ذكرت لمغاربة في عز أيام منتخبنا، الأيام التي قهرنا فيها المنتخب الألماني في مونديال اسبانيا عام 1982. أفراح جاليتنا في فرنسا كانت أكثر من رائعة من المغرب الشقيق نطير بكم إلى ماوراء البحر الأبيض المتوسط، ونحط بكم الرحال بفرنسا، والتي يقيم فيها اكبر عدد من الجزائريين في دول العالم، والتي يقدر عددها بحوالي مليونين جزائري غالبيتهم يقيم بمدينة مارسيليا. افراح الجزائريين بمدينة مارسيليا كانت اشبه الى حد كبير باحتفالات الجزائريين بأرض الوطن. وبما أن الجزائريين المقيمين بهذه المدينة يعشقون المنتخب الوطني ونجوم منتخبينا، راح الآلاف من الجزائريين يجوبون أهم شوارع هاته المدينة الجميلة، حيث خرج آلاف من الجزائريين إلى أهم الساحات العمومية للاحتفال بالتأهل التاريخي لمنتخبنا الوطني. افراح الجزائريين في مدن فرنسا، كانت رائعة كذلك في مدن ليون ونانت وليل وستراسبورغ ومونبيليه، لكن تبقى تلك الصورة التي تناقلتها وكالات الأنباء الأجنبية تلك التي التقطتها إحدى القنوات الفائية الفرنسية بباريس، عن عجوز يفوق عمرها عن التسعين ليس بحملها الراية الوطنية بل للباسها العلم الجزائري، وهي تحمل لافتة كتبت عليها (احبك يابلدي الجزائر، وإذا مت ادفنوني بأرض أجدادي). الجزائريون في إيطاليا دوّخوا الإيطاليين.. ونبقى في القارة العجوز أوروبا، لنطير بكم وبدون تأشيرة إلى دول ايطاليا وألمانيا وقبل ان نعرج بكم إلى اسبانيا نتوقف قليلا بايطاليا. في ايطاليا التي يوجد بها عدد لا باس به من الجزائريين خاصة "الشباب منهم "الحراقة" بدون هوية، فتناسى هؤلاء مشاكلهم اليومية وما أكثرها هاته الأيام بسبب مطاردتهم من طرف البوليس الإيطالي. أقول بالرغم من هاته المعاناة، إلا أن الجزائريين بمدن إيطاليا خاصة في ميلانو وتورينو ونابولي ومدينة الحب والجمال فلورنس، الجميع شارك فرجة تأهل الجزائر الى الدور الثاني على حساب من "روسيا، يقول احد الجزائريين المقيمين بمدينة ميلانو الى لقناة الفضائية الايطالية الاولى" أنا جزائري وأحب وطني، وأحب منتخب بلدي، فاتركوني افرح كما أشاء، ولا تمنعوني من التعبير عن حبي لوطني" فيما راح زميله وهو شاب في مقتبل العمر وحسب لهجته انه من مدينة عنابة يغني بجانبه المنتخب الوطني ومما قاله "وان تو ثر فيفا لالجيري". افراح الجزائريين بإيطاليا تعجب بطريقتها الايطاليون خاصة وانها تزامنت مع اقصاء منتخب ايطاليا في الدور الاول. على غرار جاليتنا في ألمانيا، المقيمون في تركيا واليونان وحتى في ألبانيا وقبرص احتفلوا هم كذلك، وبما أن هدد هؤلاء قليل مقارنة بفرنسا وايطاليا، فقد فضل الكثير الاحتفال بداخل البيوت، والاستماع بأغاني المنتخب التي تمجده وتمجد لاعبيه، والكثير تذكر وهو يستمع لأغنية جمعاوي الصادق" جيبوها يالولاد " بالمجد الذهبي لمنتخبنا، ولسان حالهم يقول" ما أجمل ليلة اليوم". فرحة جاليتنا في إسبانيا وانجلترا متواصلة فرحة جاليتنا في إسبانيا وانجلترا، بنشوة التأهل الى الدور الثاني على حساب روسيا ماتزال متواصلة إلى حد اللحظة. ففي اسبانيا، قضى العديد من الجزائريين بعد نهاية المباراة خارج بيوتهم ومقر عملهم، كبف لا يفرح هؤلاء خاصة المقيمين في مدن برشلونة وفالنسيا والميريا واشبيلية وفي العاصمة مدريد، بهذا التأهل التاريخي الذي أعاد لمنتخبنا أيامه الذهبية، وذكر الجيل الحالي بتلك الأيام الرائعة التي صنعهما جيل بلومي وعصاد وفرقاني ومرزقان وقندوز بمدينة خيخون بقهرهم يوم 16 جوان عام 1982 المنتخب الألماني في مونديال اسبانيا. من جهتهم جاليتنا في انجلترا، احتفلت هي الأخرى بتأهل منتخبنا إلى الدور الثاني، حيث صنع شباب مدن ليفربول ومانشيستر وفي العاصمة الانجليزية لندن. أقول أن الجزائريين المقيمين في انجلترا احتفلوا بنشوة التأهل منتخبنا وهو يتغنون بحياة الجزائر، وقد نقلت قناة "سكاي سبورت" الانجليزية بعض الصور من احتفالات الجزائريين بهذا التاهل التاريخي، وهم يحملون الراية الوطنية، بعضهم فضل وضعها على أعلى سيارتهم والبعض الآخر وضعها على شرفات المنازل. نشوة التأهل امتدت إلى جاليتنا في أمريكا وكندا وطوكيو وأستراليا وقبل أن نعود بكم إلى الجزائر، نقوم بجولة استطلاعية بأمريكا وكنداواليابان واستراليا، حيث امتدت فرحة جاليتنا المقيمة في المهجر إلى هاته الدول. ففي مدن الولاياتالمتحدة الأمريكية كلوس انجلس وكاليفورنيا ونيويورك ووشنطن عاش الجزائريون لقاء روسيا على الجمر، فحسب الصور التي بثتها العديد من القنوات القضائية العربية والعالمية من بعض هاته المدن من جزائريون التفوا جميعا وراء شاشات التلفزيون وهم يتابعون اللقاء على المباشر وكأنهم يتابعون لقاء نهائي في كاس العالم طرفها منتخبنا الوطني، وكم كان المشهد رائعا بعد إعلان الحكم التركي نهاية المباراة بتأهل منتخبنا ، لتعم فرحة عارمة محيا الجميع. نفس الفرحة نقلتها أكثر من قناة فضائية عن جزائريين مقيمين في كندا، بتأهل منتخبنا إلى الدور الثاني، وهي الفرحة التي صنعها كذلك الجزائريون المقيمون في اليابان واستراليا، فرغم قلتهم إلا أنهم لفتوا أنظار الجميع بالطريقة التي قضلوا انتهاجها لتعبير عن حبهم ليس للمنتخب الوطني فحسب بل للجزائر ككل، ومن أستراليا نعود بكم إلى ارض الوطن، ونقول لكم دامت أفراحنا، وكل يوم ومنتخبنا الوطني بألف خير وخير...