الاستقبال الشعبي والرسمي الذي حظي به المنتخب الجزائري العائد من البرازيل وتجول اللاعبين في حافلة مكشوفة بين شوارع الجزائر العاصمة وبعدها تناول وجبة الإفطار في قصر الحكومة، ربما كان سيكون مقبولا إن بلغنا على الأقل الدور نصف النهائي أو جاء بعد العودة من الدار البيضاء المغربية والكأس الإفريقية بين أحضان اللاعبين بداية العام القادم، لكن أن تقام كل هذه الاحتفالات من أجل التأهل للدور الثاني فهذا مبالغ فيه، صحيح أن ما حققه رفقاء حليش في المونديال مشرف وأفرح الجزائريين الذين اشتاقوا لهذه الفرحة منذ زمن طويل، لكن مثل هذا الاستقبال قد يجعل من اللاعبين أبطالا فوق العادة وهم الذين لم يمروا إلا للدور ثمن النهائي، لاعبون قد يبقون في سماء الأحلام ليجدوا أنفسهم بعد ستة أشهر في أديس بابا يستهلون مشوار التصفيات يصفعون صفعة مشابهة لصفعة مراكش والخوف كل الخوف من كابوس ما بعد مونديال 2010 أين دفعنا ثمن تضخيم المنتخب واللاعبين «كاش» بالإقصاء من كان 2012، لماذا هذه المبالغة في تقدير مجهودات لاعبين هم مطالبون ببذلها لأنهم يدافعون عن ألوان بلد بأكمله ويدافعون عن أسمائهم وسيرتهم، قد يعتقد من ليس لديه علاقة بالكرة أن مونديال البرازيل انتهى وأن الجزائر فازت بأول كأس في تاريخها، ما شاهدناه أمس من استقبال رسمي وحكومي وشعبي للاعبين قد ندفع ثمنه غاليا مستقبلا بتضخيمنا للاعبين أكثر مما يستحقون، لن ننكر أنهم شرفونا وأمتعونا وأفرحونا، ما قامت به الجماهير والسلطات يؤكد أن طموحات بلد بحجم الجزائر مجهرية، فإذا كانت الإنجازات تقاس بمقياس الجزائر فانتظروا لاعبا من كوستاركيا رئيسا للبلاد ونجم المونديال جيمس رودريغاز ملكا على كولومبيا، لم نمر إلا للدور ثمن النهائي من المونديال فلم كل هذا الاحتفال؟.