سيقود المدرب الفرنسي كريستيان غوركيف المنتخب الجزائري إلى إثيوبيا في رحلة محفوفة بالمخاطر، وسيواجه في أول مباراة مشاكل عديدة بالنظر لصعوبة اللعب في إفريقيا السوداء، فما بالك في بلدان تعرف الارتفاع، وأمام أحد أحسن المنتخبات الإفريقية خلال السنتين الأخيرتين، وهو الذي ضيع التأهل إلى المونديال في آخر دقيقة. الارتفاع أول المشاكل ونجوم نيجيريا عانت في "أديس ابابا" سيكون المنتخب الوطني أمام مشكلة كبيرة جدا في هذه المباراة، وهي الارتفاع عن سطح البحر، حيث أن ارتفاع عاصمة إثيوبيا ما بين 1800 و3000 مترا عن سطح البحر، ما يؤثر كثيرا من ناحية التنفس بالنسبة للرياضيين، وهو الذي يمنح رياضيي إثيوبيا دائما التفوق في الألعاب الأولمبية خاصة في ألعاب القوى، لكن الارتفاع سيكون نعمة على لاعبي إثيوبيا المتعودين وسيكون نقمة على المنتخب الجزائري. إثيوبيا منتخب قوي فاز بكل مقابلاته في "أديس ابابا" خلال تصفيات المونديال لعل الكثيرين يرون أن منتخب إثيوبيا سيكون لقمة سائغة في يد المنتخب الجزائري بعد تألق الخضر في المونديال، لكن الإثيوبيين أثبتوا أنهم منتخب قوي جدير بالاحترام، بالنظر للنتائج التي حققوها في تصفيات المونديال، حيث باشر المنتخب الإثيوبي مشواره في تصفيات مونديال 2014 بتعادل سلبي وثمين في جنوب إفريقيا، وبعدها تفوقوا على إفريقيا الوسطى بهدفين لصفر ثم فازت إثيوبيا على بوتسوانا ذهابا بهدفين لهدف واحد وإيابا بهدف يتيم، (إثيوبيا تحرم من النتيجة بعدها وتعود لبوتسوانا بثلاثية مقابل صفر بسبب إشراك إثيوبيا لاعبين غير شرعيين)، ليفوز المنتخب الإثيوبي بعدها على منتخب جنوب إفريقيا بهدفين مقابل هدف واحد، ويحقق التأهل إلى الدور الأخير من تصفيات المونديال، لكن قرار "الكاف" بمنح ثلاث نقاط لبوتسوانا جعل منتخب إثيوبيا يتنقل خارج ميدانه إلى إفريقيا الوسطى وتمكن من تحقيق فوز ثمين رسّم به تأهله على حساب جنوب إفريقيا في نفس مجموعته. وتألق أمام نيجيريا والحكم حرم منتخبها من هدف شرعي بعد تأهل منتخب إثيوبيا إلى الدور الأخير من تصفيات المونديال، وجد أمامه منتخب نيجريا القوي، حيث قدم الإثيوبيون مباراة رائعة وحرمهم الحكم من هدف شرعي في الشوط الأول، ووقف المتتبعون على أخطاء تحكيمية كبيرة سمحت لمنتخب نيجيريا بتحقيق التأهل على حساب الإثيوبيين بالفوز عليهم ذهابا وإيابا. دخول غوركيف المباراة بلاعبين ومنتخب لا يعرفه تقريبا مشكل آخر فضلا عن قوة المنتخب الإثيوبي، سيلعب المدرب غوركيف المباراة الأولى له أمام إثيوبيا وهو لا يعرف تماما المنتخب الذي يدربه، فسيكون اللاعبون مجهولون بالنسبة إليه، وسيكتفي بالإشراف عليهم على الأكثر في ثلاث حصص تدريبية قبل دخول المباراة أمام المنتخب الإثيوبي، وهي المعطيات التي تصب في مصلحة المنتخب الخصم الذي سيدخل المباراة بكل قوة كونه حضر لها منذ فترة طويلة مع مدربه البرتغالي الجديد. مشكل اللياقة البدنية ومستوى اللاعبين في شهر سبتمبر حتما سيؤثر بغض النظر عن مختلف المشاكل التي تطرقنا إليها من قبل، سيكون أمام غوركيف مشكل آخر وهو اللياقة البدنية للاعبين، ففي شهر سبتمبر سيكون لاعبونا في بداية بطولاتهم الأوروبية، فيما عدا بطولة فرنسا التي تنطلق في بداية أوت، فالبطولات الأخرى على غرار إسبانيا وإيطاليا والبرتغال تنطلق متأخرة نوعا ما، وهو التأخر الذي لا يسير في مصلحة المنتخب الوطني بل سيكون في مصلحة لاعبي إثيوبيا المحليين الذين يتواجدون في أحسن أحوالهم البدنية بما أن بطولة إثيوبيا وصلت إلى جولات متقدمة. دخول الخضر بثوب المنتخب المونديالي سيحفز الخصم أكثر على الفوز من بين الأمور التي ستزيد من صعوبة المأمورية في إثيوبيا، هو الثوب المونديالي الذي سيدخل به المنتخب الوطني هذه المباراة، فحتى لو وضع لاعبونا في أذهانهم أن المباريات تختلف وسيدخلون اللقاء بكل قوة، إلا أن لاعبي إثيوبيا سيدخلون اللقاء بكل قوة من أجل هزم المنتخب الإفريقي الذي تألق في كأس العالم، وسيفعلون المستحيل للإلحاق بالخضر أول هزيمة في تصفيات "الكان"، لأن المنتخبات الكبيرة التي تتألق في كأس العالم لطالما وجدت مشاكل عديدة لما تواجه منتخبات أقل شأنا منها تريد إثبات الذات بالفوز عليها.