منذ سقوط ريال مدريد الأخير بفقدانه للألقاب الثلاثة الكبرى، لا حديث فى العاصمة الإسبانية سوى من سيخلف كارلو أنشيلوتى المدير الفنى الحالى للملكى. أنشيلوتى فى 5 أشهر فقط، تحول من "رجل العاشرة" إلى المغضوب عليه الأكبر فى الميرينغى، وأجمعت المصادر بالنهاية على رجلين فقط، المدريدى رافاييل بينيتيز مدرب فالنسيا وليفربول الأسبق ومدرب نابولى الحالى، والراحل عن قلعة بوروسيا دورتموند التى شيدها بيديه، يورغن كلوب. السؤال الآن .. ماذا إن رحل كارلو بالفعل وتولى أحدهما المهمة؟ قبل الخوض فى التفاصيل هناك بعض الأمور فى الريال باتت خارج سيطرة أى مدرب سواء الحالى أو البديل المحتمل، أبرزها ملف إيكر كاسياس. 1- رافاييل بينيتيز قوبل هذا الاسم برفض واسع بين أغلب "المدريدستا" قياساً على انحداره فى أواخر فترته مع ليفربول، وفشله مع الإنتر، واقترابه من إبعاد نابولى عن دورى الأبطال نهائياً باحتلاله المركز الرابع حالياً فى ترتيب الكالتشيو بالإضافة لخروجه من الملحق المؤهل العام الماضى أمام أتلتيك بلباو، كل ذلك كان كفيلاً بمحو نجاحاته الأولى مع فالنسيا بالتتويج بلقب الليغا مرتين والفوز بكأس الإتحاد الأوروبى عام 2004 ووصوله لنهائى دورى أبطال أوروبا الذى خسره أمام بايرن ميونيخ عام 2001، بالإضافة لتتويجه الشهير بالأميرة الأوروبية مع ليفربول فى 2005 والتى مازالت صامدة فى السجلات كأعظم عودة فى تاريخ نهائى البطولة من التأخر 3-0 أمام ميلان إلى التعادل 3-3 ثم الفوز بركلات الترجيح. هل يشفع كل ذلك لرافا؟ علماً بأنه المدرب عينه الذى قوبل بالرفض والسباب من جماهير تشيلسى ليودعهم بنهاية الموسم فائزاً بلقب الدورى الأوروبى 2013؟ وعلماً بأنه منتزع كأس إيطاليا من بين أنياب يوفنتوس أنطونيو كونتى، والفائز بالسوبر على حساب يوفى ماكس أليغري المتواجد بنهائى دورى الأبطال الآن؟ ربما لا يكون أحد أفضل مدربى العالم، وله أخطاءه التكتيكية والانتقالية، ولكنه مظلوم إلى حد كبير. بينيتز يمتلك علاقة خاصة مع "شجرة الكريسماس" 4-2-3-1، وهى الخطة التى تكررت المطالبة المدريدية بها على مدار الموسم، حيث يملك الميرينغى 3 لاعبين فى يجيدون مركز صانع الألعاب وهو خاميس رودريغيز وإيسكو وتونى كروس، وهو ما لن يتردد رافا فى استغلاله. إن لم يأتى الريال بأحد شطحات انتقالاته الصيفية الأخيرة، فالرباعى الدفاعى سيتكون من "دانى كارفاخال أو دانيلو – سيرخيو راموس – رافاييل فاران – مارسيلو"، قد يبقى بيبى بديلاً للموسم القادم إن لم يتعاقد الريال مع مدافع جديد، وقد يبقى فابيو كوينتراو لموسم آخر خاصةً بعد فشل صفقة جايا بتجديده لفالنسيا، فيما يأتى الخبر السار لعشاق الميرينغى .. أخيراً سيرحل أربيلوا ! هناك صفقة متوقعة بخط الوسط المدريدى وتتفاوت الأقوال بين بول بوجبا نجم اليوفى وبين ماركو فيراتى متوسط ميدان باريس سان جيرمان، إن تمت فقد عثرنا على من سيلعب بجوار كروس وتحت خاميس أو إيسكو وذلك إلى حين عودة مودريتش بالتأكيد، لكن مفاجأة رافا ستكون آسيير إيارامندى، كثيراً ما قيل عنه أنه يشبه تشابى ألونسو وهذا التشبيه محق مع الفارق الشاسع بالتأكيد، فالمنشأ واحد (ريال سوسييداد)، وإن كان هناك من يمكنه إخراج نسخة جديدة من ألونسو فهو صانع الأولى مع ليفربول .. المدرب الإسبانى نفسه، لا يمكن الجزم بمدى نجاح ذلك لكن بينيتيز على الأرجح سيعجز عن مقاومة هذا الإغراء. أما عن ثنائى الأجنحة والمهاجم، سيستمر الاعتماد على كريم بنزيمة مع دعم دكة البدلاء وسيبقى كريستيانو رونالدو بموقعه الحصين على اليسار، فيما تتبقى معضلة الجهة اليمنى، الأرجح أن يتواصل الاعتماد على غاريث بيل -إن لم يرحل- مع تغيير تعليماته التكتيكية وطرح ورقة ضغط تهدده بشكل متواصل وبنسبة كبيرة سيكون رودريغيز. 2- يورغن كلوب وانهار المعبد فوق رأس بانيه .. المدرب الذى صنع مجد دورتموند الأخير وأعاده للساحة الأوروبية منتزعاً لقبى بوندسليغا متتاليين من براثن المهيمن الأول بايرن ميونيخ، ومتأهلاً لنهائى دورى أبطال أوروبا 2013 والذى خسره على يد البافارى، شهد منحدره الأسوأ لهذا الموسم بالاقتراب من الهبوط لفترات وفقدان فرصة التأهل لدورى أبطال أوروبا وربما الدورى الأوروبى أيضاً. كلوب الذى فقد اثنين من أبرز نجومه لصالح البايرن وهما ماريو غوتزه وروبير ليفاندوفسكى، وفقد اثنين آخرين لصالح الإصابات وتراجع المستوى وهما ياكوب بلاتشكوفسكى (كوبا) وإلكاى غوندوغان، ففقد تماسك فريقه وآمن بعجزه مؤخراً عن إصلاح الضرر، ليقرر أخيراً مغادرة سفينته الغارقة بنهاية الموسم، فى مؤشر كبير لتكرار مصائر كل من يناطح البايرن ثم ينهار. مثل بينيتيز ارتبط كلوب إلى نحو كبير بال(4-2-3-1) وإن كان كل منهما بطريقته، وهو بالطبع ما سيعمد لتطبيقه مع الميرينغى، برباعى دفاعى مشابه لما سيعتمده رافا إن لم يتم تدعيم المركز فى الميركاتو، فوجود المدرب الألمانى على رأس القيادة الفنية الملكية قد يجعل انتقال ماتس هوملز إلى الريال أكثر سهولة، ربما يصطحب جوندوجان أيضاً والذى تأكد رحيله عن دورتموند، فهو بالتأكيد أدرى الناس به وبكيفية إعادته لمستواه السابق، ليكون بديل الثنائى مودريتش وكروس. أما فى الجانب الأمامى فنحن بصدد مناقشة مدرب لا تخلو جعبته من الحلول على هذا الصعيد، حيث اعتمد على رأس الحربة السريع "أوبامباينج" ورأس الحربة القناص "شيرو إيموبيلى" وقبلهما من يملك الإضافتين معاً "ليفاندوفسكى"، لذلك لن يكون غريباً إن قرر تحريك رونالدو إلى الأمام مع الاعتماد على خاميس أو بيل على الطرف الأيمن ليفسح الرواق الأيسر للاعب لن يكون أبداً بهذا القرب من الريال مجدداً، بالطبع عن ماركو رويس أتحدث. إضافةً إلى استحداث طريقة لاستغلال قدرات بنزيمة على ربط اللعب وصناعته، وهى بإقحامه تحت رأس الحربة.